"إشراك حزب الله في الحكومة عائق وحيد والباقي ملهاة"
الكتائب: سنواجه تعطيل الإنتخابات بطريقة قاسية

المركزية – في كل مرة تختتم السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا زيارة لمسؤول سياسي أو حزبي يبرز السؤال حول الكلام الذي بقي في "الأمانات" والهدف من الجولات التي قامت وتقوم بها، لاسيما في مسألة إخراج التشكيلة الحكومية من عنق الأزمة الحاصلة بين بعبدا وبيت الوسط.

بالنسبة إلى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي كان اليوم على موعد مع السفيرة شيا في بكفيا "لا شيء نخفيه عن الشعب والرأي العام الذي ضاق ذرعا بالأوضاع الإقتصادية والإجتماعية. شعبنا يئن من الجوع، والمسؤولون يتلهون بتبادل الإتهامات والتراشق الكلامي،  لكن الإنفجار الكبير آتٍ".خلاصة كلام يعبرعنها مصدر مقرب من الجميل الذي اعتبر أن زيارة السفيرة شيا تدخل في إطار الزيارات التي يقوم بها سفراء دول عربية وأوروبية إلى حزب الكتائب "لأننا رأس حربة في المعارضة وهذا ما يعبرعنه السفراء في نهاية كل لقاء. ويؤكدون أننا قرأنا المرحلة بطريقة صحيحة وهذا ما يزيد من ثبات مواقفنا ويعزز موقعنا كحزب في عيون المجتمعين العربي والدولي".

خروج حزب الكتائب من المجلس النيابي بعد تقديم نوابه استقالاتهم في 10 آب 2020 عقب تفجير مرفأ بيروت لم يخرجه من المعادلة السياسية"على العكس كنا وسنبقى رأس الحربة في المعارضة والوقوف إلى جانب شعبنا الذي يغرق في دوامة اليأس بسبب هذه الطبقة الحاكمة وقد كنا في طليعة المجموعات التي نزلت الى الأرض في 17 تشرين الأول 2019 . لكن أزمة كورونا فرضت على الناس التزام منازلها، وهذا طبيعي. وننتظر أن تخف نسبة الإصابات بعد وصول اللقاح عندها لكل حادث حديث".

ويلفت المصدر في الكلام عن أزمة تشكيل الحكومة لـ"المركزية" " أن الأجواء توحي بأن العراقيل ستشتد لأن المسألة لا تتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية ولا بحقوق الطائفة المسيحية "المسألة تتوقف على نوعية الحكومة، فإذا صح أنها ستكون حكومة مستقلين وإختصاصيين هذا يعني أن الرئيس المكلف يجب أن يكون مستقلا وهذا لا ينطبق على موقع الرئيس سعد الحريري". ويضيف:" العائق الوحيد أمام تشكيل الحكومة هو مشاركة حزب الله فيها وما عداه ورقة تين لتغطية باقي العيوب. والكلام عن صلاحيات الرئيس وحقوق المسيحيين ليس إلا لعبة مفبركة لإلهاء الناس عن باقي العيوب التي تحول دون ولادة حكومة مستقلين. والأرجح أنها استعملت لإعادة شد العصب المذهبي بعدما استشعر المسؤولون حجم الغضب الذي سيطر في الشارع بعد تفجير مرفأ بيروت في 4 آب وثورة 17 تشرين الأول". وسأل المصدر: "طالما أن التوقيع على مرسوم تشكيل الحكومة في يد رئيس الجمهورية ماذا تغير بين حكومة العهد الأولى والثانية والثالثة... العملية ليست إلا ملهاة وخلافات شخصية".

هل ثمة قراءة على طاولة حزب الكتائب لمشهدية المرحلة المقبلة؟ المصدر يؤكد أن المسألة تتطلب إعادة خلط أوراق إنتخابية والمطلوب من الحريري الإعتكاف والذهاب إلى إعادة تكليف رئيس مستقل عن الأحزاب ومنظومة التسوية عندها يمكن أن نتأمل بولادة حكومة إنقاذية تحضيرا لانتخابات ال2022 ،إذ حان الوقت لاستعادة المجلس النيابي بعدما سيطر عليه حزب الله وحلفاؤه في محور الممانعة. ومن أبرز المهمات الملقاة على عاتق الحكومة الإنقاذية  إعادة تكوين الوضعين الصحي والإقتصادي والتفاوض مع صندوق النقد الدولي لإعادة جذب المستثمرين".

المصدر يكشف لـ"المركزية" أن حزب الكتائب وحلفاءه سيواجهون عملية تأجيل الإنتخابات النيابية "بطريقة "قاسية جدا" ،لن ندخل في تفاصيلها الآن، وإذا فكر البعض أن خيار الشارع انتهى فهو واهم لأنه لا يزال في بداياته لكننا ننتظر دخول مرحلة المناعة الجماعية ضد فيربوس كورونا. 

وختم مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وتنفيذ قراراته المتخذة في مجلس الأمن لا سيما في ما يتعلق بالقرارين 1701 و1559. وعندما نستنجد بالخارج إنما لنطالبه بتنفيذ قراراته والتزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتحفيز الإستقرار في لبنان الذي هو عضو فيها وليس من أجل الضغط والإستقواء على فريق محلي".