Feb 13, 2021 3:57 PM
تحليل سياسي

الرئيس المكلّف: إما يقبل بشروط العهد او لا حكومة.. فما خطوته التالية؟
كلمة الحريري غدا بسقف عال بلا قرار "نوعي".. ورصد لموقف نصرالله الثلثاء
لبنان "المريض" يستقبل اللقاحات..العتمة تطلّ برأسها..دعم غربي لافت للجيش اللبناني

المركزية- اذا لم يقبل الرئيس المكلف سعد الحريري، "الانكسار" امام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولم "يرضخ" للشروط التي حددها له للتشكيل، فإن الحكومة لن تبصر النور ولو تدخّل جرّاحو العالم جميعهم، من فرنسا الى مصر مرورا بقطر والرياض والفاتيكان، وسيبقى الحريري رئيسا مكلّفا الى أجل غير مسمى. النسخة "العونية" الجديدة - الحكومية هذه المرة - لمقولة "سيسحقني العالم ولن يأخذ توقيعي"، باتت واضحة لأقلّ اللبنانيين متابعةً للشأن السياسي، وقد لمسها الحريري بنفسه لمسَ اليد على مدى الاشهر الماضية، قبل ان يتأكّد منها امس، للمرة الخامسة عشرة. فما الذي سيقرّر فعله؟ هل سيقف يتفرّج، يكرّر المواقف التي حفظها اللبنانيون عن ظهر قلب، لناحية تمسّكه بالمبادرة الفرنسية وبجوهرها وبتصوّره لحكومة "المهمّة"، فيتركَ الناس الجائعين والفقراء والمرضى، يتخبّطون في عذاباتهم الى ان يقضي الله – او حزبه - أمرا كان مفعولا؟ ام سيتخذ قرارا جريئا وكبيرا، يعلن عنه ربما غدا، في كلمته في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، فيقلب الطاولة على خصومه، ويرمي في حضنهم وحدهم، كرةَ النار، ويحمّلهم مسؤولية الانهيار التام الآتي؟

 سقف عال: على وقع اشتداد وطأة الكباش الحكومي الدائر بين بعبدا وميرنا الشالوحي، مدعومتين من الضاحية "الصامتة"، من جهة، وبيت الوسط من جهة ثانية، والتي يدفع اللبنانيون ثمنها من جيوبهم وصحّتهم، يوجه الرئيس  المكلف سعد الحريري عند الرابعة من بعد ظهر غد الاحد كلمة متلفزة مباشرة الى اللبنانيين، في مناسبة الذكرى السادسة عشرة لجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. وغداة زيارته بعبدا امس حيث وُوجهت بادرةُ حسن النية التي قام بها من خلال اتصاله بالقصر، بتصلّب رئاسي وبرفض جديد للتركيبة التي وضعها، ولآلية التشكيل التي يعتمدها، اختصرهما الرئيس عون بعبارة "هيك ما بيمشي الحال"، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، ان الرئيس الحريري - الذي سمع في العواصم التي زار تشديدا على "حكومة اختصاصيين مستقلين لا يتحكّم بها اي طرف"- لا يبدو في صدد اي موقف "نوعي" كردّ التكليف مثلا، الا انه سيتحدّث بسقف عال جدا، متّهما الرئيس عون ورئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل، ومعهما حزب الله، بأسر الحكومة واللبنانيين، في قفص مصالحهم الفئوية والحزبية والشخصية والاقليمية. كما انه سيفنّد اسباب اصراره على حكومة مستقلين، مذكّرا هنا بعجز الحكومات السابقة كلّها عن تحقيق اي اصلاح او انجاز بفعل المناكفات السياسية، من جهة، ومتوقّفا عند فشل مَن يطالبون اليوم بتسمية وزراء، في انقاذ اي من القطاعات التي تسلّموها، أكان في الكهرباء او الاتصالات او البنى التحتية أو على صعيد علاقات لبنان الخارجية، ما يجعل تكرار التجارب هذه، امرا مستحيلا، خاصة وان الدول المانحة تشترط مستقلين واصلاحات وقرارات كبيرة، كي تتشجّع على مساعدة لبنان.  

كلمة نصرالله: المواقف هذه، بطبيعة الحال، ستزيد الصورة الحكومية قتامة، وستثبّت الوضعية السياسية السلبية القائمة اليوم، والتي يبدو ستستمر طويلا، الا اذا طرأ جديد ما قادر على فرض تنازلات "رئاسية"، وفق ما تقول مصادر سياسية لـ"المركزية"، خاصة وان الموقف الفرنسي – السعودي – الاميركي – الدولي، لا يبدو في صدد التبدل والقبول بحكومة تكنو – سياسية. هذا "الجديد" قد يتمثّل بضغوط يقرّر حزب الله ممارستها على حلفائه. حتى الساعة، لا شيء يشي بأن الضاحية في هذا الوارد، الا ان الكلمة التي يلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الثلثاء في ذكرى "القادة الشهداء"، ستساعد في توضيح معالم الصورة اكثر.

أمر خفي: في الاثناء، وكما كان متوقعا، صعّد التيار الوطني الحر من جديد، في وجه الحريري. اذ اسفت الهيئة السياسية في التيار بعيد اجتماعها الاسبوعي برئاسة باسيل، "للأسلوب الذي يعتمده رئيس الحكومة المُكلف في مقاربة ملف التشكيل إذ يستعمل الوقت الثمين في التجوال خارج لبنان طيلة أسابيع ثم يعود ليقوم بزيارة رفع عتب لرئيس الجمهورية من دون أن يتقدم بأي مقترح جدّي ويحترم الأصول والقواعد البديهية المعمول بها لتأليف أي حكومة، أما الجديد فهو إعلانه من قصر بعبدا أنه هو من يقرر منفردًا شكل الحكومة وعددها وأسماء وزارئها وحقائبها كأن لبنان ليس جمهورية برلمانية ودون أن يقيم وزنًا للدستور ولصلاحيات رئيس الجمهورية وشراكته الكاملة في تأليف الحكومة وليس فقط التوقيع عليها، وهذا ما يجعلنا نعتبر بأن أمرًا خفيًا لا يزال يعيق تشكيل الحكومة مما يجعلنا نحذّر من نتائجه".

إمعان في الاغتيال: دائما على خط التشكيل، واثر زيارته ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان "غدروا بك وقتلوك، يا دولة الرئيس، من اغتالك أراد اغتيال لبنان، وهم الآن يمعنون في قتله واغتياله ومحاصرة شعبه من خلال إعاقة تشكيل الحكومة الانقاذية البعيدة عن كل الأهواء والمحاصصات الخارجة عن مصلحة لبنان وشعبه وما يعانيه لبنان واللبنانيون الآن من خوف وقلق وشبح الاغتيالات الآثمة والمحرمة والتي يمكن في حال استمرارها أن تؤدي الى إلغاء مقومات هذا الوطن ويصبح في خبر كان. إننا نسلم أمرنا، أمر اللبنانيين وأمر الناس الى الله العلي القدير، هو أعلم بحالنا، به نستغيث، وإليه نرفع أكف الضراعة. حسبنا الله ونعم الوكيل".

وصول اللقاحات: وفيما المصيبة السياسية لا دواء لها في الافق، المصيبة الصحية التي يتخبّط فيها لبنان منذ عام تقريبا والمتمثلة بفيروس كورونا الذي يحصد عشرات الضحايا ويسجّل آلاف الاصابات يوميا، ستخطو اليوم خطوتها الاولى في مشوار الالف ميل لمحاربتها جديا. ووسط مخاوف مشروعة من تضييع اللقاحات في زواريب المحسوبيات والاسواق السوداء، أعلنت وزارة الصحة أن "الدفعة الاولى من اللقاحات تصل من بلجيكا عند الخامسة من بعد ظهر اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي، وهي مكونة مما يقارب 28 ألف و500 لقاح فايزر، سيتم نقلها الى برادات وزارة الصحة العامة ليتم توزيعها لاحقا على المراكز المعتمدة في المستشفيات".

عتمة..: في شأن معيشي آخر، وبينما عاود الدولار ارتفاعه متأثرا بالفشل السياسي، العتمة تتهدد اللبنانيين بسبب ازمة تأمين العملة الخضراء للشركات المشغلة لمعامل الانتاج وكهرباء لبنان. ويبدو هذا الملف سيشعل من جديد جبهة ميرنا الشالوحي – عين التينة. فقد أشار عضو التنمية والتحرير النائب أنور الخليل عبر تويتر الى أن "وزير الطاقة يعود لنغمة التهديد بالعتمة ما لم يوفر له المركزي ‏مليار و٢٥٠ مليون $ لدفع مستحقات المؤسسة لمتعهدي تشغيل المعامل والبواخر ومقدمي ‏الخدمات بالدولار"! ‏ 10سنوات، هدرتم مليارات في معاملكم وتسببتم بـ62%من ديننا ‏العام".  وتوجّه الى وزير الطاقة قائلا "انتفض على"المعلم"، وأعد للمؤسسة دورها. كفى هدرا لأموال ‏المودعين"!‏

.. او إفقار: من جانبه، اشار عضو تكتّل "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص في تغريدةٍ على حسابه عبر "تويتر"، إلى أن "الكباش بين المصرف المركزي ووزارتي المال والطاقة حول "تمويل" الكهرباء، سينتهي بتمويل دعم الكهرباء من ودائع المواطنين بتغطية حكومية. وأضاف: العتمة أو مزيد من الإفقار هما الخياران المطروحان على اللبنانيين من قبل السلطة، بغياب خيار الثورة من هؤلاء عليها.

دعم اميركي: في ظل هذا الواقع المظلم، بصيص نور يلمع وحيدا يتمثل في المؤسسات العسكرية والامنية التي تصل اليها في وتيرة قوية، المساعدات الغربية، في دليل على فوزها بثقة المانحين. وفي هذا الاطار، أُقيم في قاعدة بيروت الجوية حفل تسلّم ثلاث طوافات نوع Huey 2 مقدّمة هبة من الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني، بحضور ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون اللواء الركن ميلاد إسحق والسفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا وعدد من الضباط. وألقى اللواء إسحق كلمة نوّه فيها بالعلاقات التي تجمع الجيشين اللبناني والأميركي، مشيرًا إلى أن هذه المناسبة تشكّل دليلاً على استمرار الدعم النوعي الذي تقدّمه الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني وتعزيز قدراته العسكرية الجوية، كما تعكس ثقة السلطات الأميركية بالدور الوطني الذي يؤدّيه الجيش في حماية لبنان من الأخطار وخصوصاً خطر الإرهاب. من ناحيتها، لفتت السفيرة الأميركية إلى أن الطوافات المقدّمة من الولايات المتحدة الأميركية من شأنها الإسهام بشكل مباشر في تحسين قدرات الجيش العملانية، وضمان قيامه بمهامه المختلفة على صعيد الدفاع عن لبنان وشعبه.

مدرعات بريطانية: وليس بعيدا، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، عن وصول 100 عربة مدرعة إلى لبنان من نوع "لاند روفر"، بالإضافة إلى طاقم أفراد بريطاني لتدريب القوات المسلحة اللبنانية على استخدامها. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة عبر تويتر، أرفقتها بصور للعربات: وصول 100 سيارة لاند روفر مدرعة إلى لبنان مع لواء من قوات الهجوم الجوي مكون من 16 شخصا لتدريب القوات المسلحة اللبنانية على استخدامها. تزويد لبنان بهذه المدرعات يهدف إلى "الدفاع عن حدوده مع سوريا".وأشارت الوزارة إلى أن المدرعات من شأنها تعزيز فرص "منع الإرهابيين من الدخول إلى أوروبا، ووقف مهربي المخدرات والأسلحة الذين يعبرون الحدود".

لا مراسلات؟: من جهة ثانية، أوضح المكتب الاعلامي لوزير المالية في حكومة تصريف الاعمال انه وفقا للاصول القانونية لم يصل حتى ما بعد انتهاء الدوام الرسمي من يوم الجمعة الواقع في ١٢/٢/٢٠٢١ اي كتاب من حاكم مصرف لبنان حول التدقيق الجنائي وما يسري على موضوع التدقيق يسري على كتاب الدعم والتحويلات الى شركة كهرباء لبنان، إلا اذا كانت ثمة اصول قانونية جديدة هي المراسلة عبر الاعلام.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o