Feb 12, 2021 1:59 PM
خاص

افق الحل الخارجي معلقة على انقضاء الـ100 يوم الاميركي
نفس ايران طويل وواشنطن غير مستعجلة...فهل يتحمل لبنان الانتظار؟

المركزية- مع ان الحراك المكثف محليا وخارجيا لحل ازمة لبنان ومحاولة انتشاله من قعر بئر الانهيار القابع فيه يوحي بإمكان اخراجه من عنق الزجاجة، خصوصا اذا ما تم عطفه على البيانات والتحذيرات الصادرة من اكثر من موقع دولي، لا يبدو المستجد في القضية يصب في هذا الاتجاه، لا سيما بعد زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اثر جولته الخارجية واجتماعه وصاحب مبادرة الانقاذ الرئيس ايمانويل ماكرون، متعاليا على الاهانة الشخصية التي طالته في فيديو القصر الشهير، ليؤدي الواجب الوطني على قاعدة "اللهم اني بلغت".

لا يقتصر عقم الحلول على الداخل فحسب، بل يرتبط في جانب منه بانسداد افقها في المنطقة عموما، بحسب ما تفيد اوساط دبلوماسية غربية "المركزية"، مع وجوب الاقرار بأن المسؤولين في لبنان لو فكوا ارتباطاتهم بالخارج لأخرجوا وطنهم من دوامة الازمات، الا ان استمرار ربط مصيره عضويا بقرار خارجي سيبقيه حيث هو متسببا بمزيد من المآسي والويلات. وتعتبر ان لبنان الذي بات يسير وفق رياح المركب الايراني بإرادة سلطته الحاكمة لا يمكن ان يفك قيده الا تحديد مصير الاتفاق النووي البعيد، لا بل البعيد جدا، والرهان على ذلك ضرب جنون، موضحة ان في الحد الادنى سيستلزم الامر اشهرا والمنطقي اكثر سنوات، ذلك ان الادارة الاميركية المتغيرة من جمهورية الى ديموقراطية تحتاج في الحد الادنى الى كامل فترة المئة يوم لترتيب اولوياتها الداخلية والاقليمية والدولية، قبل الشروع في مناقشة الملفات العادية فكيف بالحري الساخن منها بقدر الاتفاق النووي؟

وتشرح ان ادارة الرئيس جو بايدن لا تخفي انزعاجها من الاسلوب الايراني المعتمد خلال هذه المرحلة المرتكز الى توجيه رسائل تصعيد ساخنة من البلدان التي تسيطر عليها في اليمن والعراق وسوريا اعتقادا منها انها تمارس الضغط على واشنطن لتعزيز موقعها التفاوضي. فواشنطن تقرأ الرسائل جيدا وترد عليها وفق خطة ممنهجة بمزيد من التشدد في مواقفها لا سيما بالعقوبات وشروط العودة الى الاتفاق النووي الذي لا تضعه في قائمة اولوياتها على رغم بعض القضايا الملحّة المتعلقة بايران. وهي ولئن كانت ترغب بالعودة الى الاتفاق الا انها تريدها بشروطها لا بشروط الجمهورية الاسلامية، وتحديدا في ما خصّ الملف الباليستي ومدة الاتفاق التي تريدها اطول ولجم نفوذ طهران ووقف زعزعة استقرار المنطقة.

صحيح ان ايران مستعجلة، تؤكد الاوساط، غير ان نفسها طويل استنادا الى التجربة، وطويل جدا. والولايات المتحدة تريد تحقيق الانجازات لكن وفق اولوياتها ومسلماتها التي يتصدرها عدم ازعاج اسرائيل اولا ودول الخليج الحليفة ثانيا. وفق هذا الستاتيكو، تمضي السيناريوهات التي ترى فيها الاوساط مؤشرا قويا الى استبعاد اي انفراج على مستوى المنطقة قريبا ومن ضمنها لبنان، فهل يتحمل في ظل اوضاعه المأساوية على المستويات كافة فترة الانتظار الطويلة هذه، علما انه ليس على سلم الاولويات والاهتمام الدوليين، وما اثارة ملفه في اتصال ماكرون- بايدن  الا من ضمن البحث في الملف النووي ودور ايران وسيطرتها على القرار في المنطقة ومن ضمنها لبنان عبر حزب الله؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o