Feb 12, 2021 6:20 AM
صحف

الطبقة السياسية عاجزة... الحريري عاد بأفكار فرنسية... ونزاع على حكومتي الـ 18 و20

أشارت معلومات "الجمهورية" من مصادر على اطّلاع قريب من المعنيين بتشكيل الحكومة، انّ اللقاء بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس المكلف سعد الحريري، الذي أُحيط بالسرية والخصوصية في شكله ومضمونه في الاليزيه، بادرَ خلاله الرئيس الفرنسي الى تقديم طروحات عدة طلبَ من الحريري درسها وبَحثها في بيروت، ومنها رفع عدد الوزراء من 18 الى 20 وزيراً، وأن تسمّي فرنسا وزيري الطاقة والاتصالات. وأكد ماكرون للحريري استمرار المبادرة الفرنسية بالزخم نفسه، وأبدى استعداداً لتأمين الدعم الدولي له، وكذلك التواصل مع المملكة العربية السعودية والتوسّط معها لدعمه.

وقالت المصادر نفسها انّ ماكرون سأل الحريري عن الحكومة العشرينية والعائِق في اعتمادها، فكان جوابه أنّه مصرّ على حكومة 18 ولا عودة عنها لأنها تعكس حكومة إنقاذ غير فَضفاضة. كما أكد له إصراره على ان تضمّ الحكومة وزراء اختصاصيين غير حزبيين، وانه في هذا الاطار يصطدم بإصرار عون وباسيل على تسمية وزرائهما الحزبيين وبالحصول على الثلث المعطّل، علماً أنهما يطلبان الثلث المعطّل في حكومة 18 وحكومة 20، أي 6 وزراء في كلا الحكومتين، ما يعني انّ رفع عدد الوزراء لن يحل المشكلة.

وأفادت معلومات "الجمهورية" انّ كلّاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنائب جبران باسيل أوصلا الى الحريري، عبر وسطاء، رسالة لا عودة عنها، ومفادها: لا حكومة إلّا عشرينية، ولا حكومة من دون "ثلث ضامِن". وقالت المصادر: "سننتظر الحريري وماذا سيحمل معه من حلول قابلة للنقاش، وإلّا فلن تكون حكومة في 14 ولا في 18 ولا غيرهما من التواريخ". ورأت أنّ "مشكلة الحريري ليست فقط داخلية، فالعلاقة مع المملكة تشكّل عاملاً اساسياً بالنسبة اليه، إذ لم يتلقّ حتى الساعة اي اشارة منها تُبارِك له ما يقوم به، فيما الجميع يدركون انّ الحكومة "ما بتِركَب" من دون رضى السعودية.

وأضافت المصادر انّ طرح الفرنسيين تسمية وزيرين هو طرح قابل للنقاش بهدف التوصّل الى حل، لكنّ رئيس الجمهورية لن يقبل به على الارجح وكذلك أطراف سياسية كبيرة في لبنان، إذ ستكون سابقة ان تحصل جهة دولية على حصّة داخل الحكومة يمكن ان تفتح الباب في المستقبل لمطالبة دول اخرى بتسمية وزراء. وكذلك، اكدت المصادر انّ الحريري ومعه حلفاؤه، وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا نقاش معهم في حكومة عشرينية او في ثلث معطّل، ما يعني انّ الامور لا تزال امام حائط مسدود. وتخوّفَت من ان يتحوّل الوضع في لبنان الى ستاتيكو يتعوّد عليه صنّاع القرار، ويتعايَش معه اللبنانيون الذين بدأوا ينفصلون عن الواقع بسبب اشتداد الأزمة عليهم.

من جهتها، كتبت رندة تقي الدين في "نداء الوطن": غداة "اللقاء المنفرد" الذي عُقد مساء الأربعاء بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، سادت أجواء من الكتمان حول مجريات اللقاء، خصوصاً أنّ الحريري تجنب الالتقاء بصحافيين أو التحدث إليهم، كما أنّ الجانب الفرنسي امتنع عن إصدار أي بيان رسمي عن الموضوع. غير أنّ مصدراً فرنسياً رفيعاً أكد لـ"نداء الوطن" أن ماكرون ما زال على موقفه الداعي إلى "تشكيل حكومة مهمة بأسرع وقت ممكن، على أساس شروط خريطة الطريق الفرنسية التي وضعت في آب ووافقت عليها الأطراف السياسية اللبنانية".

وإذ نفى أن تكون هناك "أي مبادرة فرنسية جديدة أو اقتراح فرنسي جديد" تجاه لبنان، لفت المصدر الفرنسي الرفيع إلى أنّ خريطة الطريق الفرنسية لا تزال هي نفسها "وشروطها ما زالت قائمة"، وأضاف: "بات ينبغي أن يقتنع (رئيس التيار الوطني الحر) جبران باسيل، بضرورة تطبيق هذه الشروط التي كان وافق عليها من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت لإنقاذ لبنان".

ويرى العارفون بحقيقة الموقف الفرنسي منذ إطلاق ماكرون مبادرته الإنقاذية للبنان، أنه خاطر بشكل كبير في التدخل في الشأن السياسي اللبناني من أجل انقاذ لبنان، وهو يدرك أنّ الطبقة السياسية عاجزة عن الترفع عن حساباتها المحلية وخلافاتها، لكنه بقي مستمراً في محاولة إنقاذ البلد مع الدفع باتجاه تشكيل حكومة لبنانية تقنع الأسرة الدولية بإمكانية مساعدة لبنان ودعمه.

وبما أنه مضطر للتعامل مع هذه الطبقة السياسية لأنه، بصفته رئيس دولة، لا يمكنه التعاطي إلا مع المسؤولين في لبنان، رأى الرئيس الفرنسي أنه من الأفضل ألا يدخل علناً في خلافات لا يريد الدخول فيها، ولكنه في الوقت نفسه يبدي عزمه على إنقاذ البلد وشعبه، خصوصاً وأنّ أوساطه قالت مراراً إنّ الرئيس الفرنسي أقدم على مجازفة بتدخله لإنقاذ البلد، والآن بات المطلوب من السياسيين في لبنان أن يتحملوا مسوؤليتهم للمضي قدماً في تطبيق خريطة طريق تشكل الحل الوحيد لإخراج البلد من محنته، والرئيس الفرنسي لم يتخلّ عن شروطه في هذا المجال.

وبينما تتجه الأنظار السياسية والصحافية نحو زيارة ماكرون المرتقبة إلى المملكة العربية السعودية، اكتفت مصادر فرنسية مطلعة على جدول زيارات الرئيس الفرنسي إلى الخارج بالتأكيد لـ"نداء الوطن" أن زيارته إلى السعودية "لم يتم تحديد موعدها بعد".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o