Feb 12, 2021 6:09 AM
صحف

تشييع لقمان "اقتحامٌ حضاري للمربع الأمني"... ودوروثي شيا في قلب الضاحية رسالة تحمل الكثير من المعاني!

أحيطت مراسم تشييع وتكريم الباحث والناشر اللبناني لقمان سليم برعاية دولية استثنائية، إذ حضر حشد من سفراء الدول الأجنبية، وفي مقدمتهم السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، إلى دارة العائلة في الضاحية الجنوبية لبيروت مركز نفوذ "حزب الله"، وبعث المشاركون، بمن فيهم سفراء بريطانيا وألمانيا وسويسرا وكندا، برسالة مفادها أن الجهود الدولية تنضم إلى المطالب اللبنانية بتحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين عن الاغتيال.

ووصف النائب السابق باسم السبع الذي يتحدر من هذه المنطقة وغادرها في العام 2009، الحضور الدولي أمس الخميس، بأنه "اقتحام حضاري للمربع الأمني لولاية الفقيه"، لافتاً في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "المشهدية لها أبعادها الدولية والعربية والوطنية اللبنانية"، مضيفاً: "أنا كواحد من أبناء هذه المنطقة، شاهدت في عيون أبنائها الذين عاشوا فيها أن لقمان يمثل قدوة ومثلاً أعلى لها، بالنظر إلى أنه رجل شعبي ضحى بحياته وأصر على الصمود في المنطقة التي تُسمى الضاحية الجنوبية".

ولا يرى السبع، رعاية دولية للشيعة المعارضين لـ"حزب الله" في الضاحية، معتبراً أنهم "متروكون منذ سنوات طويلة، وهم فدائيون حقيقيون، لكن بمجملهم هم أصحاب رأي وكتاب ومثقفون... قد يكونون لم يصلوا إلى الحالة الشعبية في المنطقة، إلا أنهم أصحاب رأي، وجزء من وجدان المنطقة".

ولفت السبع إلى ان "حملة تحريض غير مسبوقة في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يتعرض لها هؤلاء الشباب الذين يعبرون بقلمهم وصوتهم ومراكز الأبحاث التي افتتحوها، ويتعرضون لهجمات من هذا النوع وصلت إلى حد اغتيال سليم".

وشدد على أن المسؤولية "تقع على القيادات الشيعية، السياسية والدينية، للتواصل مع جمهورها داخل بيئتها وتشرح أسباب الوصول إلى هذه الحالة من العداوة مع الذات والآخرين".

وأكدت مصادر ديبلوماسية، لـ"السياسة" الكويتية، أن "دخول السفيرة الأميركية إلى قلب نفوذ حزب الله للمشاركة في جنازة الناشط السياسي لقمان سليم، إنما هي بمثابة رسالة تحمل الكثير من المعاني للحزب وحلفائه، بأن إحقاق العدالة في جريمة سليم أمر حتمي، وأن من ارتكبوا الجريمة سيحكمون، وأن يد الإجرام ستقطع مهما طال الزمن، وأن سلطة الدولة ستمتد على كامل أراضيها، وأن لا منطقة محرمة عليها بعد الآن".

الى ذلك، اعتبرت أوساط قريبة من "حزب الله"، بحسب "الجمهورية"، انّ مظاهر الزحمة الدولية في الضاحية الجنوبية، ومن ضمنها حضور السفيرة الأميركية خلال تأبين الناشط السياسي سليم لقمان، إنما تنسف المقولة التي يروّج لها البعض من أنّ هذه المنطقة هي مربّع أمني. أمّا الرسالة السياسية خلف الحشد الدولي من السفراء الغربيين في مناسبة تأبين سليم، فوضَتعها الاوساط ضمن سياق محاولة تدويل قضيته. وأعربت الاوساط لـ"الجمهورية" عن اقتناعها بأنّ الحزب "عُرضة لحملة مُمنهجة تندرج في إطار السعي الى تمهيد الأرض لانتزاع الأكثرية النيابية منه ومن حلفائه في الانتخابات النيابية المقبلة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o