Feb 11, 2021 6:04 AM
صحف

هاتف لقمان سليم الى المحققين اليوم... والأميركيون نصحوه بمغادرة لبنان

كشفت مصادر قضائية مطلعة على تفاصيل التحقيق في جريمة قتل الناشط السياسي لقمان سليم، أن الوكيل القانوني لعائلة سليم أبلغ المحققين أنه سيسلّمهم هاتف لقمان اليوم. هذا الهاتف الذي يعتبره القضاء أحد أدلة التحقيق، سبق أن رفضت العائلة تسليمه للمحققين، منذ العثور عليه صباح اليوم التالي لليلة الجريمة.

وقد عُثِر على الهاتف بناءً على إرشادات شقيقة سليم، رشا الأمير، التي استخدمت خاصية العثور على الهاتف، فوُجد في مزرعة نيحا (قرب بلدة صريفا - قضاء صور)، على بُعد مئات الامتار من المنزل الذي كان سليم موجوداً فيه، قبل مغادرته واختفائه لساعات، ثم العثور عليه مقتولاً في سيارته قرب بلدة العدوسية (قضاء الزهراني) على بعد نحو 40 كيلومتراً عن المكان الذي انطلق منه.

في بادئ الأمر، أبلغت رشا الأمير أحد الضباط القائمين بالتحقيق أنّها لن تُسلّم الهاتف، لأنها لا تثق بالأجهزة الأمنية والقضاء اللبناني، متحدثة عن استعدادها لتسليم الهاتف للجنة تحقيق دولية. في المرة الثانية، أجابت القائم بالتحقيق بأنها تعرف قاتل شقيقها، فلماذا تسلّم الهاتف. أما في المرة الثالثة، فأجابت بأنّها لا تعلم أين الهاتف، على الرغم من أنها نفسها كانت قد كتبت على صفحتها على فايسبوك صبيحة اليوم الذي قُتل فيه شقيقها وقبل العثور على جثته: «وجدنا الهاتف في نيحا الجنوب ولم نجد لا السيارة ولا لقمان. أين لقمان؟».

 

التناقض في إجابات الشقيقة تكرّر في إجاباتها لمراسلي القنوات التلفزيونية حتى ضاعت الحقيقة؛ بدءاً من رفضها تسليم هاتف شقيقها لعدم ثقتها بالقضاء اللبناني، ورغبتها في تحقيق دولي، وصولاً إلى إنكار وجوده. ويوم أول من أمس، قالت إن أحداً من المحققين لم يسألها عن هاتف شقيقها، على الرغم من أنّ إجاباتها مدوّنة في محضر التحقيق في كل مرة كانت تُراجَعُ فيها بشأن الهاتف.

 

وكان القاضي المشرف على التحقيقات، مدعي عام الجنوب رهيف رمضان، يتجنّب التعامل بحسب ما يفرضه القانون في حالة عدم تسليم دليل إلى المحققين، لحساسية وضع العائلة المفجوعة بابنها، لكنّه قرر فتح تحقيق لتثبيت الوقائع. وقد استدعى أمس صاحب المنزل الذي كان سليم فيه في الساعات الأخيرة قبل الجريمة. إفادة الشاهد كانت جازمة لجهة تأكيده أنّ رشا الأمير اتصلت به بعد فقدان الاتصال بسليم لتُبلغه أن يتوجه بضعة مئات من الأمتار قرب منزله، حيث حددت مكان الهاتف عبر خاصية find my iPhone عبر icloud شقيقها الذي كانت تملك كلمة المرور الخاصة به. وبالفعل، عثر الشاهد على هاتف لقمان على بُعد 300 متر من المنزل. وطلبت رشا منه أن يأخذ الهاتف، لكنه رفض أن يُمسك به. عندها أبلغته أنها ستُرسل أحد مساعديها (ح. خ.) ليأخذ الهاتف.

وقد حضر الأخير مع شخص آخر ليأخذا الهاتف ثم توجّها إلى بيروت. كذلك استُدعي ح. خ. إلى التحقيق، بناءً على إشارة القاضي رمضان، فأكد الرواية التي قدّمها صاحب المنزل، كاشفاً أنّه سلّم الهاتف لرشا في اليوم نفسه الذي وقعت فيه الجريمة.

وبعد هذه الوقائع، أبلغ الوكيل القانوني للعائلة المحققين أنه سيسلّمهم الهاتف اليوم.

تجدر الإشارة إلى أنّ تقرير الطبيب الشرعي الذي كلّفته عائلة سليم الكشف على جثته في الجامعة الأميركية في بيروت، أكّد أن سليم لم يتعرّض للضرب أو التعذيب، بخلاف ما تردّد سابقاً.

وكشفت مصادر التحقيق أن الطبيب الشرعي أبلغ القضاء أنّ الكدمات التي كانت ظاهرة على الوجه واعتقدت الأدلة الجنائية أنها ناتجة عن ضرب، إنما تتسبّب فيها الرصاصات التي اخترقت الرأس متسبّبة في تجمّع الدماء في الوجه.

من جهة اخرى، قالت "الشرق الأوسط": في اتصال مع ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط وصديق لقمان سليم، وصفه بصاحب الشخصية الرائعة، والشجاع واللبناني الصرف "كان يؤمن بالحرية وقيمها وكان يعد (حزب الله) أداة إيرانية لتقسيم الشيعة في لبنان، ويرفض أن يتخذ الحزب القرارات المتعلقة بلبنان".

يضيف شنكر أنه تم تهديد لقمان عدة مرات ولم ينحنِ. يقول إنه قبل 3 سنوات وقبل عمله في الإدارة، أخبره لقمان بأن السفارة الأميركية في بيروت جاءت إليه وكانت السفيرة آنذاك إليزابيث ريتشاردز، وأبلغته أن لديها معلومات مؤكدة أن «حزب الله» ينوي اغتياله، واقترحت عليه مغادرة لبنان، وهذا يسمى في العرف الدبلوماسي: واجب التحذير، لأن من واجب السفارة إبلاغ أي شخص مهدَّد بالأمر. لكنّ لقمان رفض وردّ بأنه باقٍ ليصارع من أجل بلده. يضيف شنكر أن لقمان أبلغه بالقصة عندما وقعت، "وبالطبع هذا صحيح». لماذا القتل الآن؟ أسأل، ويجيب: «إن (حزب الله) وإيران يعتقدان أن إدارة الرئيس جو بايدن تريد بأي ثمن العودة إلى الاتفاق النووي، وبالتالي لن تحمّل مسؤولية اغتيال لقمان وهذا النوع من العمليات الوحشية للحزب أو لإيران". يقول شنكر: "عرف لقمان مسبقاً كيف ستنتهي حياته. القتلة مثل المافيا، إن لم تفعل ما يطلبونه منك، يقتلوك. لقمان كان ينتقد الحزب و(أمل)، للفساد والسلاح الفالت. كان يريد التخلص من كل الأحزاب المسلحة، فهذه ميليشيات، لكن لا اقتصاص من القاتل في لبنان".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o