Feb 10, 2021 5:23 PM
خاص

عن مواقف البابا ودعوة البطريرك الى مؤتمر دولي...
حرب: لصيغة تحوّل الطرح البطريركي من صرخة وجع الى خطوة عملية تشقّ طريقها الى الامم المتحدة

المركزية – موقفان بارزان طبعا الساحة المحلية هذا الاسبوع، الاول طرح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فكرة عقد مؤتمر دولي لحل أزمة لبنان، مشيراً الى "ان المسؤولين يتنافسون في تعطيل الحلول ما يدفعنا الى التطلع الى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر خاص لإنقاذ لبنان من السقوط". والثاني كلمة البابا فرنسيس أمام السلك الدبلوماسي في الفاتيكان حيث تمنى ان "يشهد لبنان التزاما سياسيا، وطنياً ودولياً، يساهم في تعزيز الاستقرار في بلد يواجه خطر فقدان هويته الوطنية والانغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية"، مشدداً على "ضرورة أن تحافظ بلاد الأرز على هويتها الفريدة من أجل ضمان شرق أوسط تعددي متسامح ومتنوع، يقدم فيه الحضور المسيحي إسهامه ولا يقتصر على كونه أقلية فحسب"، مؤكداً أن "إضعاف المكوّن المسيحي في لبنان يهدد بالقضاء على التوازن الداخلي". فهل تلقى مبادرة الراعي وكلمات البابا آذاناً صاغية؟  

الوزير والنائب السابق بطرس حرب قرأ عبر "المركزية" في الموقفين فقال: "كلام البطريرك صادر عن يأسه وفقدان أمله في رغبة أو إمكانية السياسيين اللبنانيين على معالجة الأزمة. ويعتبر في موقفه هذا انه لا بد من العودة الى نوع من انتداب دولي للبنان من قبل الامم المتحدة، كي تفرض دولياً على المسؤولين وعلى الشعب اللبناني حلولا لم يتمكن لبنان من التوصل اليها. ولا يُعتبَر هذا الأمر فريدا في العلاقات الدولية، إذ ان شعوباً أخرى مرت بهذه التجربة، كانت في وضع أقل ماساوية حتى من لبنان وتدخّلت الامم المتحدة لايجاد الحلول لمشكلاتهم الوطنية وبالتالي تدخّل المجتمع الدولي من اجل وضع حلول عجز اهل البلد عن ايجادها او الاتفاق عليها. لهذا اعتبر ان طرح الراعي مبادرة صادرة عن وجع وفقدان امل بكل المسؤولين السياسيين الذين يتولون الحكم في لبنان". 

ولفت حرب الى أنه يؤيد هذه الدعوة، متمنياً "ايجاد صيغة عملية تتمكن من تحويل هذا الطرح من اعلامي الى عملي، وان تتبناه الدول الصديقة للبنان، العربية والغربية منها وكل دول العالم، لكي تأخذ الامم المتحدة مبادرة بفرض حلول على الشعب اللبناني خلافا لرأي حاكميه وتكريسا لعجزهم".  

وتعليقاً على كلام البابا امام السلك الدبلوماسي، قال: "الغريب في الامر ان المسؤولين السياسيين في لبنان فقدوا ما يسمى بالحياء، بمعنى انه اذا قيل لهم انتم فاشلون وانانيون وسارقون وفاسدون، فهذا الامر لا يعنيهم بشيء ولا يؤثر بهم. كل الدول بادرت الى مساعدة لبنان، بدءاً بالفرنسيين، الذين أنّبوا الساسة والمسؤولين السياسيين على مواقفهم غير المبالية بمصير شعبهم، وطلبوا منهم ان يأخذوا المبادرة كي يتمكنوا من مساعدتنا. المجتمع الدولي بأكمله يقول "اتخذوا التدابير اللازمة كي اساعدكم"، لكن يبدو ان المسؤولين اللبنانيين لا تهمهم مساعدة الشعب، بل كيفية المحافظة على مواقعهم ونفوذهم في السلطة، كي يستمروا في فسادهم والهيمنة على القرار اللبناني". 

أضاف: "من هنا فإن موقف البابا، المتعدد الجوانب والعميق، اعاد تأكيد معنى الوجود المسيحي في لبنان المميز عن الوجود المسيحي في اي مكان آخر من العالم، وأكد ان الفاتيكان يرفض نظرية اتحاد الاقليات، لأنها تثير الحساسيات وتستفز الاكثريات، ونحن في لبنان نحتاج الى العيش معهم برجاء وشجاعة وامل وليس الى استفزازهم. وجاء خطاب البابا وكأنه يعبر عن اقتناع بما يجب ان يكون عليه المسيحيون".  

وختم حرب: "على المسؤولين اللبنانيين ان يترفعوا عن انانياتهم ويفتشوا عن مصالح شعبهم. ومن هذا المنطلق اعتبر ايضا ان موقف البابا يعيد للوجود المسيحي معناه الانساني الاصيل، كي يبقى رسالة ،كما قال البابا يوحنا بولس الثاني، والا تسقط هذه الرسالة ويفقد عندها المسيحيون علة وجودهم ودورهم وميزتهم في الشرق".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o