Feb 10, 2021 7:13 AM
صحف

قطر كما سواها: كل الطرق الى الحكومة وتحرص على طمأنة باريس

تسعى قطر لدخول لبنان بقوة من بوابة ضخ الأموال والاستثمارات مستفيدة من ضوء أخضر لأغلب المتدخلين الإقليميين والفاعلين المحليين، خاصة حزب الله الذي سيجد نفسه مستفيدا من أي دور قطري مدعوم من إيران.

وأبدى وزير الخارجية القطري الشيخ محمّد بن عبدالرحمن آل ثاني، الثلاثاء، من بيروت استعداد بلاده لدعم لبنان عبر مشاريع اقتصادية شرط تشكيل حكومة تحُول الانقسامات السياسية الحادة دون ولادتها منذ أشهر. كما سعى إلى طمأنة الفرنسيين بأن الدور القطري لن يكون على حساب المبادرة الفرنسية.

ويلقى التدخل القطري بحسب ما ذكرت "العرب اللندنية" دفعا من تركيا التي ستسعى للاستفادة من الاستثمارات والأموال القطرية لتثبت وجودها داخل المناطق السنية في منافسة الدور التقليدي السعودي الذي ينتظر أن يكون متضررا من تعدد المتدخلين، فضلا عن أن المحسوبين على السعودية سيسكتون لأن الرياض في مزاج الهدنة مع القطريين.

وليس معروفا ما إذا كانت الجهود القطرية تتناقض مع الجهود الفرنسية – المصرية أم هي مكملة لها في ضوء الانفراج الذي طرأ أخيرا على علاقات الدوحة مع القاهرة والرياض.

وقال الوزير القطري في مؤتمر صحافي إثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الرئاسي إنّ بلاده “في سياستها لا تقدم الدعم المالي بل من خلال مشاريع.. ستحدث فرقًا في اقتصاد الدولة”.

وأضاف “هذا الأمر يتطلب وجود حكومة مستقلة للعمل معها”، مؤكدا أنه “بمجرد تشكيل حكومة فإنّ دولة قطر على استعداد لدراسة كافة الخيارات”.

وأوضح “نتحدث عن برنامج اقتصادي متكامل لدعم لبنان”.

 الدور القطري يجد دعما قويا من أطراف لبنانية: وأعربت الرئاسة اللبنانية في بيان لها عقب اللقاء عن “تقدير التسهيلات وفرص العمل التي تقدمها قطر للبنانيين الموجودين فيها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان”.

وحرص الشيخ محمد بن عبدالرحمن على إظهار أن التدخل القطري ليس على حساب المبادرة الفرنسية، وقال “لا نسعى لنسف المبادرة الفرنسية، بل نعمل على استكمال المساعي الدولية لتشكيل حكومة لبنانية”.

لكنه لم يخف رغبة الدوحة في احتضان مفاوضات لبنانية – لبنانية شبيهة بحوارات 2008.

وردا على سؤال عما إذا كانت هناك أي وساطة قطرية مماثلة الآن قال وزير الخارجية “لا مبادرة لدعوة السياسيين إلى الدوحة حاليا”، لكن اللبنانيين محل ترحيب دوما في الدوحة.

وإثر أزمة سياسية حادة توجتها في السابع من مايو 2008 اشتباكات في بيروت بين حزب الله وحلفائه من جهة وأنصار الحكومة المنبثقة من أكثرية مناهضة لسوريا من جهة ثانية استضافت الدوحة مؤتمر حوار حضره ممثلون عن الأطراف اللبنانية.

ونتج عن اتفاق الدوحة حينها انتخاب ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية، وتشكيل حكومة يملك فيها حزب الله وحلفاؤه الثلث المعطل وهو ما كان يطالب به الحزب منذ البداية ويرفضه الطرف الآخر.

إلا أن دور قطر تراجع تدريجيّا خلال السنوات الماضية، خصوصا مع تصاعد التوتر بينها وبين دول خليجية أخرى على رأسها السعودية.

ويقول مراقبون لبنانيون إن الدور القطري سيجد دعما قويا من أطراف لبنانية، خاصة من حزب الله الذي سبق له أن استفاد من الأموال القطرية في مناسبات سابقة منها إعادة إعمار لبنان بعد حرب 2006.

كما أن العلاقات المتينة بين قطر وإيران تفتح الباب أمام حفاوة حزب الله بالوجود الاستثماري القطري في لبنان.

في إطار متصل كتبت صحيفة " النهار " تقول : قد يكون اشد ما يستدعي الأسف لدى اللبنانيين ان يشاهدوا دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفل بحدث يشكل إنجازا ‏علميا تاريخيا يتمثل في نجاح وصول "مسبار الامل " الى مدار المريخ لتصبح الإمارات خامس دولة في العالم تحقق ‏هذا التطور فيما لبنان يجرجر ذيول الفشل التصاعدي في ابسط البديهيات وأكثرها الحاحا أي تشكيل حكومة جديدة ‏تنقذه من أسوأ ما شهده من أزمات في تاريخه . تحضر هذه المقارنة الشديدة الوطأة على اللبنانيين فيما بات الواقع ‏اللبناني الذي يرزح تحت وطأة الانهيارات المختلفة يستدرج مزيدا من الضغوط الخارجية التي تستعجل تاليف الحكومة ‏كممر اجباري مطلوب دوليا لمد يد المساعدات العاجلة له ،وهو الامر الذي لم تخرج عنه او تخالفه المعطيات التي ‏حملتها زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لبيروت امس حيث ‏اجرى لقاءات مع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة ‏تصريف الاعمال حسان دياب . واذا كانت المعطيات التي سبقت وصول المسؤول القطري الى بيروت ذهبت بعيدا في ‏الاجتهادات والتفسيرات مثل تهديد هدف الزيارة باعتزام قطر تنظيم مؤتمر جديد للحوار اللبناني في الدوحة فان الوزير ‏القطري سكب مياها باردة على الرهانات المغالية على زيارته بل بدا شديد الوضوح في رسم معالمها الأساسية لجهة ‏ابداء الاستعداد القطري للمضي في دعم لبنان ولكن من خلال حضه المسؤولين اللبنانيين على استعجال تشكيل ‏الحكومة نافيا ان يكون تنظيم مؤتمر حوار لبناني في الدوحة مطروحا الان . وأكدت مصادر الذين التقاهم ان الزيارة ‏كانت بهدف تأكيد قطر ان لبنان غير متروك وإبداء استعداد الدوحة للمساعدة في كل المجالات من دون ان يحمل ‏مبادرة محددة بل شدد على ضرورة الوصول الى تاليف الحكومة لانها ستكون باب المساعدات من خلال برنامج ‏اقتصادي متكامل . كما ان ابرز ما تخلل الزيارة قطع الوزير القطري الطريق على الاجتهادات التي ذهبت الى ان ‏توقيت زيارته لبيروت التي تزامنت مع وجود رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في باريس تهدف الى نسف ‏المبادرة الفرنسية الامر الذي نفاه بشكل قاطع الوزير القطري بل شدد على ان تحرك بلاده حيال لبنان يكمل التحرك ‏الدولي . وفيما افادت معلومات ان الحريري سيلتقي اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بدا واضحا ان كل طرق ‏الدول ووساطتها ومبادرتها تؤدي الى مكان واحد هو تشكيل حكومة جديدة . ‏

وقد شدد الوزير القطري من بعبدا على ان قطر "ستستمر في دعمها للاشقاء في لبنان وفي بذل جهودها لاستكمال ‏مشاريع إعادة الاعمار في هذه المناطق المدمرة، إضافة الى أننا نتمنى للشعب اللبناني الشقيق التوفيق وللتيارات ‏السياسية المختلفة في لبنان التوفيق، وأن تغلب مصلحة الشعب اللبناني، ويتم تشكيل حكومة بأسرع وقت لكي نستطيع ‏استكمال هذه المشاريع". وتابع: "نحن ننظر الى مستقبل لبنان كمستقبل واعد وإيجابي، ولكن، هذا الأمر يتطلب ‏استقرارا وحكومة، من هنا نتمنى لهم كل التوفيق في مشاوراتهم وأن يتم تشكيل الحكومة في أسرع وقت".‏
وقال "اذا طلب من دولة قطر أن يكون لها دور لتسهيل أي حوارات، فهي مستعدة لذلك، ولكننا على ثقة بأن هناك قدرة ‏لدى التيارات السياسية في لبنان لتغليب مصلحتهم الوطنية، ودولة قطر ستدعم أي مسارات لتشكيل حكومة تحدث ‏استقرارا سياسيا في لبنان. أما بالنسبة للمستوى الاقليمي والدولي، فنحن دائما لدينا مشاورات مع كل الدول الصديقة ‏المهتمة بالشأن اللبناني، والجميع يتفق معنا في دولة قطر، أن المرحلة الحالية هي مرحلة حساسة للبنان ويجب أن ‏يكون هناك تشكيل حكومة في اسرع وقت ونتمنى لهم التوفيق في تشكيلها، وجميع الدول التي نتحدث معها حاليا ‏متوجهة في هذا الاتجاه".‏

وشدد على ان "الموضوع ليس له علاقة ابدا بنسف المبادرة الفرنسية، على العكس، نحن نأتي استكمالا للجهود الدولية، ‏ووجود الرئيس المكلف السيد سعد الحريري خارج البلد، هو بمحض الصدفة، ولأن عملية جدولة مواعيد الزيارة لم ‏تتم بشكل منسق ومسبق".‏

أما بالنسبة الى دعوة الأطراف الى مؤتمر في الدوحة فأكد " أن اللبنانيين مرحب بهم في أي وقت، ولكن لا توجد حاليا ‏أي مبادرة على الطاولة لدعوة الاطراف للتشاور في الدوحة للوصول الى حل، ونحن نتمنى ان يخرج الحل من ‏بيروت بأسرع وقت".‏
‏وعن المساعدات المالية؟ قال : "نحن نتحدث عن برنامج اقتصادي متكامل لدعم لبنان، وهذا البرنامج يتطلب وجود ‏حكومة والتزام معايير معينة، وهي المعايير ذاتها التي تتبعها دولة قطر مع كل الدول التي تتعامل معها عبر برامج ‏اقتصادية، ونحن ملتزمون هذا الاتجاه". ‏

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o