Feb 09, 2021 6:55 AM
صحف

لا حلول قريبة للأزمة اللبنانية: فيتو ايراني في وجه ماكرون... طهران الكلمة لي!

يترقّب لبنان باهتمامٍ ما سيحمله وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في زيارته اليوم لبيروت، التي تأتي على وهج حِراك مُتصاعِد على خط أكثر من عاصمة، تقوده باريس، ويرمي إلى توفير «منطقةٍ آمنةٍ» ديبلوماسياً، إقليمية - دولية، تسمح بفكّ أسْر الحكومة الجديدة التي تتحكّم بتعقيداتها اعتباراتٌ داخلية وخارجية والتي باتت «القفل والمفتاح» في أي مسارٍ لانتشال «بلاد الأرز» من أزمةٍ صارت تلامس «وجوده».

وشكّل الإعلان عن زيارة الوزير القطري مفاجأة في بيروت، كون هذه المحطة هي أوّل إطلالة خليجية «مباشرة» على الأزمة اللبنانية، السياسية والمالية، والتي يطغى على محاولات تفكيكها العنصرُ الدولي، والفرنسي خصوصاً مدعوماً بـ «قوةِ عدم عرقلة» أميركية، والساعي إلى الربْط مع مظلةٍ عربية لا مفرّ منها لضمان نجاح أي مبادرة.
ولم يكن ممكناً أمس، تَلَمُّس إذا كانت زيارة محمد بن عبدالرحمن، الذي سيلتقي الرئيس ميشال عون ويعقد مؤتمراً صحافياً بعدها، كما مسؤولين آخرين، هي من ضمن «مهمة خليجية» أو قطرية فقط.

ولاحظت أوساط واسعة الاطلاع عبر "الراي الكويتية"، أن التحرّكَ القطري باتجاه بيروت يأتي في الوقت الذي يشي الحِراكُ الخارجي «من فوق رأس» لبنان بأنه يتّجه إلى «شبكة عنكبوتية» من الاستقطابات الحادة «تنفلش» مؤشراتُها يومياً وخصوصاً على تخوم الملف النووي الإيراني، وهو ما عبّرت عنه اندفاعة إيران في الساحة اليمينة عبر الهجوم الحوثي على مأرب الذي استظلّ «مرونة» أميركية شكّلها التوجّه لشطب هذه المجموعة عن قوائم التنظيمات الإرهابية، والذي يأتي على وقع الـ«لاءين» المتقابلتين، الأولى من واشنطن لأي رفْعٍ للعقوبات قبل عودة إيران لإلتزاماتها بموجب اتفاق 2015، والثانية من طهران بأن إنهاء العقوبات أولاً.

وفي حين يعكس اعتماد طهران سياسة «التدافُع الخشن» في ساحات نفوذها أنها لن تتوانى عن تحريك أوراقها «بما يلزم» لتفادي أي إغراق للمفاوضات عند استعادتها سواء «باتفاقات ملحقة» تتناول «البالستي» والنفوذ أو بتوسيع قاعدة المُشارِكين فيها، فإن هذه الوقائع الساخنة تُناقِض، وفق الأوساط نفسها، المناخات التي أوحت في بيروت بأن فرنسا تقترب من تحقيق اختراقٍ في الملف الحكومي وبحلول نهاية الشهر، مشيرة إلى أنه وبمعزل عن تفاصيل مثل هذا الحلّ، فإن رافعته الإقليمية لا يبدو بأي حال أنها توافرت، خصوصاً في ظلّ «الفيتو» الصريح الذي رفعتْه طهران بوجه الرئيس ايمانويل ماكرون وأي وساطة له في ما خص الاتفاق النووي، وهو ما يجعل من الصعوبة تَصَوُّر أن تسمح إيران لفرنسا وفي هذا التوقيت «الحرِج» في المنطقة بتحقيق مكاسب في الواقع اللبناني الذي تبقى لطهران الكلمة الأقوى فيه.

وفي حين لا ترجّح هذه الأوساط انطلاقاً من هنا تحوّلاً قريباً في مسار الأزمة الحكومية ولا حتى في ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس المكلف سعد الحريري لفرنسا في الساعات المقبلة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o