Feb 05, 2021 4:30 PM
خاص

"فروقات الضمان" تستنفر أجهزة الصندوق... ومديره العام يحذّر المستشفيات المخالِفة
كركي: على الجميع التعاون معنا لتمرير المرحلة الصعبة... ولن نقبل بتحميل المضمون العبء

المركزية- الأسبوع المقبل يبدأ الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي سداد مستحقات المستشفيات، في حين وضع الصندوق خطاً ساخناً #24/24 لتلقي شكاوى المضمونين من كل المشكلات المتعلقة بالاستشفاء والطبابة... على أن يوقّع المدير العام للضمان محمد كركي الإثنين المقبل اتفاقية مع "جمعية العمال" (المعنية بقطاع الاستشفاء) لإنشاء منصّة خاصة لجَمع كل المعلومات والمراجعات لمتابعة الشكاوى 24 ساعة على 24 وعلى كل الأراضي اللبنانية.

"هذه أولويتنا في هذه المرحلة لأن مهمتنا الوقوف إلى جانب الناس ودعمهم" بحسب ما أكد كركي في حديث لـ"المركزية"، داعياً "كل الأطراف المعنية إلى تحمّل عبء هذه المرحلة لا سيما في ظل انتشار وباء "كورونا"، كما دعا "إدارات المستشفيات والأطباء إلى التضامن معنا لتمرير هذه المرحلة، فنحن لا نريد لهم تكبّد الخسائر لكن الوقت ليس مناسباً لتحقيق الأرباح أو أمور أخرى". وتمنى عليهم "تفهّم الوضع ومساعدتنا على ضبط الأمور، خصوصاً أن قضية المستلزمات الطبيّة تم متابعتها في اجتماعات عديدة جمعت كل الأطراف المعنية بمن فيها ممثل حاكم مصرف لبنان الذي أكد أن دعم المستلزمات لا يزال بنسبة 85 في المئة وفق سعر الصرف الرسمي، ونسبة الـ15 في المئة تُدفع إما بشيكات بالدولار الأميركي أو تحويلات مصرفية بالدولار، وبالتالي لم يعد هناك أي مشكلة إلا في حال بعض المستلزمات الطبيّة التي لا يغطّيها الصندوق والجهات الضامنة الرسمية، هنا نتفهّم وجود بعض الفروقات، أما سوى ذلك فلا يوجد أي مبرّر لتجاوز أصول العقد وتحميل المضمون عبء فوارق الضمان بالملايين". 

وأكد في السياق، أن "قضية الفروقات التي يحصّلها بعض المستشفيات والتي تصل إلى 60 و100 مليون ليرة... تتابعها إدارة الضمان يومياً، وستستمر في متابعتها بجديّة وحزم وسنقوم بدورنا كاملاً لحماية المضمون ولن نترك فلتان الأسعار ينقلب على المرضى المضمونين".

وليس بعيداً، فسخت إدارة الضمان منذ أسبوعين، العقد مع مستشفيَين في بيروت، وهنا كشف كركي أن "المراسلات مستمرة بين الجانبين في إطار الوعود التي يطلقها المستشفيَان بالعودة إلى التزام شروط العقد ولا سيما تعرفات الضمان، والأمور متّجهة نحو الحلحلة اعتباراً من الأسبوع المقبل".

المستشفيات قيد المراقبة

إلى ذلك تدرس إدارة الضمان ملفات عدد من المستشفيات "حيث يوجد جهاز المراقبة الطبيّة وجهاز المراقبة الإدارية على المستشفيات تابعان للضمان، ويضمّ كل جهاز 50 طبيباً، وكشف أن الجهاز الإداري وضع عدداً من المستشفيات أمام الأمر الواقع بعدما أبرز المستندات التي توثّق مخالفاتها وتحديداً تجاوزها المستوى المعقول من الأسعار" بحسب كركي الذي قال: نتابع هذا الوضع يومياً، وكل مستشفى يتجاوز العقد نوجّه له إنذارات شفهيّة أولاً ثم نتابع الخطوات الأخرى، وإن لم تتجاوب المستشفيات المخالفة معنا نوجّه إليها إنذاراً خطياً من المدير العام بوقف السلفات المالية وصولاً إلى القرار الأخير وقف التعاقد بصورة نهائية، إن لم تتجاوب مع الإنذار الخطي.  

وتابع "لدينا تقارير يومية عن واقع كل مستشفى في لبنان (142 مستشفى متعاقداً مع الضمان) وإذا تبيّن لنا أنها تكرّر تجاوز التسعيرة المحدّدة، فتُتخذ في حقها الإجراءات التدريجية التي تحدثنا عنها. ورأى أنه "طالما هناك دعم للدواء والمستلزمات الطبيّة حتى الآن ووُضعت الحلول، إضافة إلى زيادة التعرفات العائدة إلى وباء "كورونا" وسنزيد بعض الأمور الأخرى، ولا نزال إلى اليوم نسدّد شهرياً مستحقات المستشفيات... لا يوجد أي سبب لهذا الفلتان الجنوني في أسعار الفواتير الاستشفائية على المريض المضمون كفارِق الضمان..."، من هنا، حذّر كركي المستشفيات التي تخالف شروط التعاقد مع صندوق الضمان، من فسخ العقد معها. ومستعدون لاتخاذ الإجراءات المطلوبة والذهاب بها إلى أبعد مدى".  

إعادة النظر في التعرفات

وأقرّ كركي بأن "التعرفات المعمول بها حالياً والمتعلقة بكل الجهات الضامنة، تتطلب إعادة نظر في قيمتها... لكن في الوقت الراهن لا إمكانات لدينا لذلك، لسببين: الأول، لا نعلم حتى الآن المستوى الذي سيستقرّ عليه سعر صرف الدولار. والثاني، عدم توفّر الإمكانات المالية. علماً أننا وضعنا في صلب أولوياتنا كل ما يتعلق بمكافحة وباء "كورونا" والغرف الاستشفائية والإقامة والعناية الفائقة، وندرس الآن أموراً أخرى ككلفة الأوكسيجين وغسل الكِلى... وتبلغنا مطالب المستشفيات  كافة، وندرس كل ما هو ملحّ ويساعد في الظروف الراهنة ولاسيما جائحة "كورونا"... ونُبدي كل تجاوب.

أضاف: في ضوء هذه الأسباب، على كل الأطراف أن تتحمّل عبء هذه المرحلة... منذ العام 2011 وحتى اليوم تحصل المستشفيات على سلفات من الضمان شهرياً، من دون توقف الصندوق  شهر واحد عند الدفع، وكما أن الضمان يؤمّن حقوق المستشفيات، عليها هي أيضاً مواكبته ومساعدته على الاستمرار معاً والتعاون سوياً لتمرير هذه الأزمة، على أمل مع بدء عمليات التلقيح نكون بدأنا نخرج من أزمة "كورونا" خلال الستة أشهر المقبلة.

* * *

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o