هؤلاء يجسدون لبنان الرسالة...ايها المسؤولون اتعظوا!

المركزية- أهلا بكم في جمهورية انعدام الفرص والتكريم والتقدير. في لبنان، لا مكان لهذه القيم النبيلة التي من شأنها أن تضخ الحياة في عروق الشعب لتحفيزه على الابداع والخلق والابتكار.

في لبنان، المفترض أنه سويسرا الشرق وأرض الفرص والحرية في العالم العربي، انقرضت كل مساحات الأمل هذه، لتملأ هذا الفراغ الصراعات السياسية المطعمة بنكهة طائفية نافرة ومقيتة قد تنحر الناس أو تقود بعضهم إلى الانتحار يأسا، أو على الأقل اللجوء إلى الشارع للتعبير عن السخط والغضب إزاء سلطة لا تعرف إلا أن تهشل شبابا وطاقات عظيمة يخسرها الوطن، ويحسن الاستفادة منها العالم المتحضر حيث القيمة الانسانية محفوظة ومحترمة وميادين النجاح حاضرة ليزرع فيها المبدعون فنهم وخبرتهم.

كثيرون هم اللبنانيون في صفوف هؤلاء المبدعين. لكنهم بالتأكيد من القلائل الذين ابتسم لهم الحظ في لحظة قد لا يكونون توقعوها يوما لينقلهم من بلاد تتفنن في الاجهاز على الطموح، وتفضل إعطاء الأولوية للصفقات والمحاصصات وتصفية الحسابات، إلى أخرى تتقن فن بناء الأحلام والعمل على تحقيقها... حتى في الأزمنة الصعبة.

هذه الصورة التي تحفل بالتناقضات بين لبنان والدول التي ينتشر فيها أبناؤه تختصر كثيرا من الأسف، وربما القرف، الذي يعتصر اللبنانيين، وهم يقرأون خبر التكريم الذي ناله 8 من مدراء وعلماء من أصل لبناني يعملون في شركة موديرنا، المصنعة للقاحات المضادة لوباء كورونا. 8 لبنانيين من مختلف المناطق والمشارب باتوا اليوم أكثر من مجرد مغتربين دفعهم وطنهم الأم إلى الغربة، حيث كرموا لمساهمتم في القضاء على الآفة الكونية ومنحوا وسام الاستحقاق الوطني لجهودهم في تطوير اللقاح.  

 ،(نوبار آفيان (بيروت) مؤسس الشركة ورئيس مجلس إدارتها مرسيلو دمياني (المينا طرابلس) سعيد فرنسيس (المية ومية صيدا 

شربل هبر (بسرين عاليه)، فرانسوا نادر (العبادية المتن) مونيك يواكيم الترك (بيروت) جو سركيس (حراجل كسروان)  وجويس كفوري (عين الصفصاف المتن) ، يساهمون في انقاذ البشرية من وباء قاتل. إنهم الممثلون الحقيقيون للبنان الرسالة... وليس على دولتنا وأركانها إلا الاتعاظ... قبل فوات الأوان.