Feb 02, 2021 6:52 AM
صحف

من يُفخّخ طرابلس؟ من يُصنِّع قنابل المولوتوف؟

على رغم استمرار أحداث طرابلس على مدى أيام إلا أنّ أي أجوبة لم تتوافر للكشف عن حقيقة ما يحصل. وهذا الأمر، بحسب "نداء الوطن" يطرح تساؤلات حول التعتيم على الخلفيات وعلى هوية من يتولّى عمليات التخريب:

• لماذا انتقلت عمليات التظاهر والتخريب من وسط بيروت إلى طرابلس وهل الهدف تحويل طرابلس إلى بؤرة توتر دائم تمهيداً للخروج عن النظام؟ ومن هي الجهة القادرة على اتخاذ مثل هذا القرار وتنفيذه من دون خوف من اكتشافها او تحمّل تبعات هذا الإكتشاف؟ وهل هذه الجهة واحدة أم تتشكّل من أكثر من مجموعة التقت حول هذا الهدف؟

• إذا كانت قوى الأمن الداخلي كشفت في بيانها التوضيحي ليل 31 كانون الثاني أنّه تم إلقاء 16 قنبلة حربية خلال محاولة اقتحام السراي بالإضافة إلى 600 قنبلة مولوتوف فلا يمكن إلا التوقّف عند هذا الأمر. الرقمان مخيفان ولا يمكن ذكرهما هكذا بكل بساطة. كأنّ هناك "معمل" قنابل مولوتوف تولّى توزيع القنابل الحارقة. وكأنّ هناك جهة مسلحة زوّدت المتظاهرين بالقنابل اليدوية. ومثل هذا الأمر لا يجب أن يبقى سرّاً من الأسرار. إذا كان بالإمكان كشف أكثر من محاولة قيام بعملية انتحارية بواسطة أحزمة ناسفة، فكيف لا يمكن اكتشاف مصنع القنابل اليدوية وقنابل المولوتوف؟

• لمصلحة من جَعلُ الجيش وقوى الأمن في معركة دائمة على الأرض مع جهات لا يتمّ تحديدها. في معركة تحرير الجرود مثلاً انتهت العملية في وقتها المحدّد وعاد الجيش إلى قواعده. في معركة طرابلس تتجدّد المعركة كلّ يوم ويبقى الجيش وقوى الأمن على الأرض. من المستفيد من هذا الإستنزاف في معركة لا تُكتب لها نهاية؟ وهل يمكن أن يبقى الجيش وقوى الأمن أسرى هذه الدائرة؟ وهل الحلّ عسكري أم سياسي؟

• يحكى عن عدد كبير من المعتقلين وعن انتماءاتهم السياسية والحزبية ولكن لماذا لا يتمّ الكشف عنهم بالأسماء والهويات والمهمّات المكلّفين بها، ومن كلّفهم ولماذا لا يتمّ التحقيق مع قادتهم؟ لقد سبق أن تمّ اعتقال الكثيرين خلال مواجهات سابقة في بيروت وغيرها وعن انتماءاتهم ولكن دائماً كانت تنتهي التوقيفات وتستمرّ الفوضى. لذلك من الواجب الإعلان عن نتائج هذه التوقيفات رسمياً لا عن العدد فقط. إذا كانوا من حزب سبعة مثلاً فلماذا لا يتمّ تحميل الحزب المسؤولية؟ وهل هذا الحزب كبُرَ إلى هذا الحدّ وصار شبه ميليشيا؟ وإذا كانوا من سرايا المقاومة لماذا لا تسمّى الأمور بأسمائها؟ هل هناك خوف من "حزب الله" التابعة له؟ وإذا كانوا من الناس العاديين الجائعين الباحثين عن لقمة العيش لماذا أيضاً لا يقال إنهم كذلك؟ وهل مثل هؤلاء يصنعون قنابل المولوتوف؟ هل هم سوريون من أتباع النظام أم من المعارضين له؟ هل يأتي بعضهم من المخيمات الفلسطينية؟ هل هم من مناطق غير طرابلسية؟

• إذا كانت تركيا وراء هذه الجماعات فماذا يحول دون اتهامها علناً؟ حكي كثيراً عن أنّ تركيا تخطّط للتدخّل في طرابلس والشمال ولكن هل هي قادرة على التحرك بهذه السهولة أياً كانت الجهات المستعدة للتعامل معها؟ وطالما أن المخطّط مكشوف ومعروف لماذا لا يتمّ إسقاطه؟ هل اتهام تركيا يطال الرئيس سعد الحريري الذي زارها والتقى رئيسها أردوغان؟ هل التقاه من أجل التنسيق لمنع انتقال الفوضى إلى الشمال ووقف دعم مجموعات يعتبرها منافسة له؟ المسألة بحاجة إلى توضيح. وهل فعلاً تركيا تدعم المنتديات التي يقال انها تابعة للسيد بهاء الحريري؟ وهل بهاء الحريري بمنتدياته الحديثة قادر على اتخاذ قرار من هذا النوع إذا تم التسليم بأنّه يريد فعلاً ذلك؟ هل يريد؟

• إذا كانت التنظيمات الأصولية قادرة على القيام بهذه الإنتهاكات فلماذا لا يمكن ضبطها على أساس أنّها كانت دائماً تحت المراقبة الأمنية؟ وهل هي قادرة على تحريك الشارع بهذا الشكل أم أنّها قادرة فقط على تحريك بعض الخلايا الأمنية التي يتمّ اكتشاف معظمها بحكم اختراقها من الأجهزة الأمنية؟

• لو كان المتظاهرون المشاغبون من فقراء المدينة وأزقّتها وأحيائها الداخلية لما أتوا في كل يوم في الوقت نفسه تقريباً وتصرّفوا بالطريقة نفسها وكأنّهم ينفِّذون أمر عمليات ويخوضون مواجهات كرّ وفرّ لساعات، ثم ينسحبون ليعودوا في اليوم التالي كأنّهم في دوام عمل. هناك مناطق كثيرة أكثر فقراً من فقراء طرابلس ولكنّها لم تفعل كما يفعل الآخرون في طرابلس. الموضوع لا يتعلّق بالفقر والبحث عن عمل. لو كانت المسألة كذلك ربّما كان المحتاجون إلى لقمة خبز لديهم أهداف أخرى يتوفّر فيها الخبز والطعام.

حتى لو توقفت الإحتجاجات واختفى المتظاهرون من ساحة النور وشوارع طرابلس لا بد من توضيح لهذه الأسئلة. 
الناس يبحثون عن خبز وعن دواء ولكنّهم يريدون أيضاً أن يعرفوا ماذا حصل ويحصل في طرابلس. وإذا كانت كل القيادات الطرابلسية وكل الأجهزة الأمنية غير قادرة على تقديم الأجوبة وعلى معرفة من يعبث بالأرض وبالأمن، فتلك مصيبة تضاف إلى المصائب الكثيرة في البلد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o