Feb 02, 2021 5:59 AM
صحف

تعقيدات الملف الحكومي تتضاعف والثلث المعطل أم المعارك!

أفادت معلومات "النهار" ان الاتصالات والوساطات تحركت مجددا للتقريب بين بعبدا وبيت الوسط، منها خارجي، وفرنسي في شكل خاص، غداة اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بنظيره الرئيس ميشال عون، اذ يتردد ان خط اتصال اضافيا فتح بين فرنسا و"حزب الله" للمساعدة في حل العقدة الحكومية، ومنها داخلي قيل ان "حزب الله" يضطلع به حيث تردد ان امينه العام السيد حسن نصرالله اتصل برئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل طالبا خفض سقف شروطه ومطمئنا اياه الى الثلث المعطل الذي يمكن ان يساهم وزير شيعي في تأمينه للفريق الرئاسي. غير ان معلومات أخرى اكدت انه لم يُجر اي اتصال بين نصرالله وباسيل في الايام الاخيرة في موضوع الحكومة.

الى ذلك، أشارت "اللواء" الى ان السفيرة الفرنسية في بيروت، آن غريو تواصل اتصالاتها، وهي لهذه الغاية، زارت رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، ونقلت إليه حرص بلادها على استمرار مبادرة الرئيس ماكرون، والرامية إلى الإسراع بتأليف حكومة، تحاكي هذه المبادرة.

ووسط جو إنعدام الثقة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، بات عمل سعاة الخير مرّكزاً على استعادة الثقة بتوفير مروحة تطمينات للطرفين، لا تتوافر إلا بتركيبة حكومية تُرضي كل الاطراف كما نصت المبادرة الفرنسية أصلاً. وهو ما بدا العمل عليه من فرنسا وما عمل عليه قبلا اللواء عباس ابراهيم، ودخل على خطه الان حزب الله حسبما تردد. لكن كيف تكون التطمينات ومن سيتنازل لتقريب المسافات بين المتباعدين؟ اوساط القصر الجمهورية ترى ان التطمينات يُفترض ان يقدمها سعاة الخير، والرئيس المكلف ايضاً لأنه بالصيغة التي قدمها يصبح هوالممسك بقرار الحكومة لا سيماعند مناقشة اي قرار مهم ويذهب للتصويت.

 وتؤكد المصادر ضرورة توفير عنصر الثقة المتبادلة لتتمكن الحكومة من العمل والانتاج. وذكرت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن أي ترجمة لإعادة تزخيم الملف الحكومي تنطلق من عودة التواصل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وهذه مسألة لم تصل إلى خواتيمها حتى الآن. وفهم من هذه الأوساط ان الجو لم يميل بعد إلى التهدئة المنشودة والأساس يبقى في إمكانية عودة البحث وفق سقف محدد لكن السؤال عن استمرار تمسك رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بمقاربتهما في التأليف.

وأوضحت هذه الأوساط ان تعقيدات الملف تتضاعف يوما بعد يوم ولذلك لا بد من تدخل يعطي ثماره، معلنة أن كل ما يقال هو أن سلسلة اتصالات داخلية وخارجية ستشق طريقها تمهيدا لخرق ما يتعلق بتشكيل حكومة الاختصاصيين.

وفي السياق، أوضح مصدر سياسي لبناني لـ"الشرق الاوسط" أن هناك أكثر من دلالة للاتصال الذي أجراه نصر الله بباسيل، فيما لم ينقطع معاونه السياسي حسين خليل عن التواصل مع عون، وعزا السبب إلى أن باسيل كان يتصل في السابق بقيادة "حزب الله" بخلاف اتصال نصر الله به، وهذا يعني أن الحزب قرر الدخول على خط المشاورات لعله يتمكن من إعادة التواصل بين عون والحريري. وسأل ما إذا كانت لاتصال نصر الله بباسيل خلفية إقليمية تنم عن حصول تطورات ليست مرئية حتى الساعة، يمكن أن تسهم في حصول تقدُّم إقليمي ودولي استدعى تبدُّل موقف الحزب الذي كان يرفض في السابق الضغط على عون – باسيل لتأكيد مدى استعداده، كما كان يقول لتسهيل ولادة الحكومة.

ومع أن المصدر السياسي لا يستطيع أن يجزم بأن حصول تبدُّل في الموقفين الدولي والإقليمي كان وراء مبادرة "حزب الله" إلى التدخُّل، لكنه يعتقد في المقابل بأن ماكرون لن يقوم بزيارة ثالثة لبيروت ما لم يلمس بأن لديه معطيات بتبدُّل الأجواء السياسية غير تلك التي كانت سائدة في السابق، وحالت دون تجاوب بعض الأطراف مع مسعاه في الإسراع بتشكيل حكومة مهمة باعتبارها الممر الإلزامي للانتقال بالبلد من التأزُّم إلى التعافي المالي والاقتصادي.

كما ذكرت صحيفة "الجمهورية" أنّ "مواكبين للمسار الحكومي يقاربون ملف تأليف الحكومة كأفق مسدود نهائيًّا، وصار من المستحيل مع الهوّة العميقة الفاصلة بين رئيس الجمهوريّة ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، بلورة توافق بينهما".

وأشار مرجع مسؤول، في تصريح للصحيفة إلى أنّ "ظاهِر الأمور يعكس الافتراق بين الرئيس عون والحريري، وكلاهما صعَد إلى سقفه الأعلى، إلى حدّ بدا فيه أنّ إمكانيّة النزول صارت مستحيلة، لكن علينا أن نكون واقعيّين، فهما لا يستطيعان أن يُكملا على النحو الّذي هما عليه حاليًّا، لأنّهما سيصلان عاجلًا أو آجلًا، إلى لحظة الالتقاء حول نقطة مشتركة، سواء أرادا ذلك أو لم يريدا". ولفت إلى أنّ "صحيحًا أنّ كليهما تجاه بعضهما بعضًا كان قاسيًا وعنيفًا، إلّا أنّه ليس كلامًا مُنزَلًا من الإنجيل والقرآن، بل هو كلام من النوع القابل للتعديل وتخفيض سقفه وطَي صفحته على الطريقة اللبنانيّة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o