Feb 01, 2021 1:58 PM
خاص

الحوثيون يصعّدون: الجمهورية الاسلامية تجسّ نبض ادارة بايدن!
طهران تستعرض قوّتها..واشنطن غير مستعجلة وتنتظر نتائج الانتخابات

المركزية- لا يكتفي الحوثيون بعرقلة الحل السياسي في اليمن، والذي ترعاه السعودية والامم المتحدة، بل يصرّون على تعزيز موقفهم السياسي السلبي هذا، بتصعيد امني – عسكري، في اليمن نعم، لكن في المملكة ايضا. فبعد توجيه اصابع الاتهام اليهم في دك مطار عدن اواخر العام الماضي، استأنفوا استهدافهم للسعودية، عبر الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية. في الساعات الماضية، اعترضت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن طائرة من دون طيار مفخخة في الأجواء اليمنية، ودمّرتها، بعدما أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية. وأوضح العميد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، في بيان، أن الطائرة "المفخخة" كانت تستهدف الأعيان المدنية والمدنيين في المملكة بطريقة ممنهجة ومتعمدة". وشدد البيان على أن هذه الهجمات "تتنافى مع حقوق الإنسان وتعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق والقوانين الدولية إلى جانب إطلاق هجمات القوارب المفخخة والمسيّرة عن بعد، ما يمثل تهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي وتقويضاً للجهود السياسية".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تشكّل العمليات المتوالية فصولا هذه، والتي ترفض جماعة الحوثي وقفها او تعليقها، تشكّل رسالة واضحة، من قبل ايران بطيبعة الحال، كونها الممول الاساس والداعم الاكبر لهذه "الميليشيا" المسلحة في اليمن، ليس للمملكة فقط، بل للادارة الاميركية الجديدة في شكل خاص. فطهران تدرك جيدا ان التصعيد في اليمن فقط، لا يفي بالغرض، بل من الضروري ايلام الرياض، أكبر حلفاء الاميركيين في المنطقة، لايصال الرسالة الى واشنطن، ودفعها الى الجلوس معها من جديد على طاولة المفاوضات. الجمهورية الاسلامية، تمتحن من خلال هذه التحركات "الاستفزازية" صبر الادارة الجديدة، وتجسّ نبضها، وهي تسعى من خلال ضرباتها، الى اثنين: اولا، معرفة كيف سيتعاطى الرئيس المنتخب جو بايدن، سياسيا وعسكريا ايضا، مع هذه التحركات، وما اذا كان سيكون قاسيا كما كان سلفه دونالد ترامب، ام اكثر عقلانية. وثانيا، إبلاغ واشنطن بأن أوراق قوة ايران في المنطقة كثيرة ، ومنها تعكير امن حلفاء واشنطن، والامن التجاري عبر التحكم بالمضائق الحيوية، لجرّ اميركا الى خفض سقوفها متى تدق ساعة المفاوضات.

على اي حال، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم أن "طهران سترد بما يناسب أي خطوة أميركية للعودة إلى الاتفاق النووي"، لافتاً إلى أن "واشنطن هي من انتهكت هذا الاتفاق". وقال "لا حاجة لإجراء محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة، ولن تكون هناك أي مفاوضات ثنائية"، موضحا أن "واشنطن تحتاج للعودة إلى التزاماتها، وأنه إذا حدث ذلك، فمن الممكن التفاوض في إطار اللجنة المشتركة للاتفاق النووي". وأشار  إلى أن "إيران تنتظر مواقف عملية وملموسة من إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن لإلغاء العقوبات"، مؤكدا أنهم "لا ينتظرون تصريحات، وإنما خطوات عملية للعودة إلى الاتفاق".

في المقابل، تبدو الولايات المتحدة غير مستعجلة، بحسب المصادر. وهي فوّضت على ما يبدو، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التواصل مع ايران، وإبلاغها بضرورة التقيد ببنود الاتفاق النووي، كشرط لعودة واشنطن اليه، مع ضرورة وقف نشاطها العسكري المزعزع للاستقرار ليس فقط في اليمن، بل في سوريا ولبنان والعراق ايضا. ومن غير المستبعد ان تبقى واشنطن على تريّثها هذا، الى ما بعد الانتخابات الايرانية المنتظرة، حتى تبيان من سيفوز بها، مرشح الاصلاحيين بقيادة حسن روحاني اومرشح المحافظين رئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف( وهو لواء سابق وقائد الوحدة الجوية، قبل توليه منصب عمدة طهران) بقيادة المرشد علي خامينئي والمدعوم من الحرس الثوري.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o