"القوات": حاولت الرياض إيصال الرسائل إلى المسؤولين ولكن...

قال مصدر رفيع المستوى في حزب القوات اللبنانية، إنه “ليس مستغرباً إطلاقاً أن تبتعد المملكة العربية السعودية عن لبنان بعدما كانت أقرب صديق إليه، ولم تكن صداقتها صداقة أفلاطونية وشعرية، بل كانت صداقة فعلية وعملية، وهي وضعت الكثير من الإمكانات والدعم في تصرُّف اللبنانيين. فعدا عن الاستثمارات السعودية، والسياح الذين كانوا يزورون لبنان بمئات الآلاف ويصنّفون بالمعايير السياحية في المرتبة الأولى نسبةً إلى مصاريفهم، لم تتأخر الرياض يوماً عن مد يد العون السياسي للبنان في الجامعة العربية والأمم المتحدة وكل المحافل الدولية”.

وأضاف لـ”النهار”، أنّه “في موازاة دعم لبنان سياسياً، لم تتأخّر السعودية في مد يد العون مادياً للبنان في أكثر مناسبة، وأكبر مساهمة تلقّاها إثر حرب تموز 2006 كانت من المملكة بمئات ملايين الدولارات، فضلاً عن الودائع التي كانت تضعها في مصرف لبنان، ودعم الطلاب في المدارس الرسمية وغيرها بعد حرب 2006 على كل مساحة لبنان ومن دون أي تمييز ولا تفرقة”، سائلاً: “كيف ردّ لبنان جميل المملكة؟ وكيف بادلها الصداقة؟ لقد بادلها، ويا للأسف، بأسوأ الطرق الممكنة، ففي السنوات العشر الأخيرة كانت السعودية عرضةً لتهجّمات شبه يومية تقريباً وبأقبح ما يمكن من قِبل حزب الله وفريق 8 آذار، إلى درجة أنّ السيد حسن نصرالله كان يخصّص إطلالات بكاملها للتهجُّم على المملكة وحكامها وآل سعود والشعب السعودي”.

وقال المصدر “القواتي” نفسه، “ماذا ينتظر أي انسان عاقل أن يكون رد فعل أي دولة تساعد من دون مقابل وتتلقى الهجمات والتهجمات بالمقابل؟ لقد حاولت الرياض إيصال الرسائل إلى المسؤولين اللبنانيين بأنّ هذه الطريقة في التعامل غير مقبولة، لكنّ كل دعواتها ومراجعاتها لم تكن تلقى آذانا صاغية، وقد حاولت أن تقول للمسؤولين إنّه ليس منطقياً أن يشارك فريق لبناني في أعمال حربية وعسكرية ضد مصالحها والمصالح العربية في المنطقة على امتدادها من سوريا حتى اليمن، ولكن لا حياة لمن تنادي”.

وحول انكفاء المملكة عن لبنان، أوضح أنه “عندما وجدت المملكة أنّ المسؤولين هم في غير وارد معالجة الوضع، قرّرت أن تنكفئ، وهذا أقلّ ما يمكن أن تفعله في ظل الوضعية اللبنانية الحالية الشاذة، وبانتظار أن يعود لبنان إلى سابق عهده ودوره، فإنّ المملكة ستبقى الصديق الأقرب للبنان واللبنانيين”.​