Dec 30, 2020 1:41 PM
خاص

أبعد من الشروط والشروط المضادة..النكث بالوعود عقدة العقد!

المركزية-  في ظل شح الحركة السياسية وإعطاء الأولوية للعطل السنوية والاجتماعات الهامشية، يبدو البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خشبة الخلاص الحكومية الوحيدة للبنانيين الغارقين في أزماتهم المتناسلة، في مشهد يعيد إلى الذاكرة صورة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يجول في شوارع بيروت المنكوبة غداة الانفجار الدامي في 4 آب، ويستمع إلى الناس وهم يطلقون نداءات الاستغاثة للتخلص من الطبقة الحاكمة، خصوصا أن الأخيرة نكثت بوعودها للشعب وماكرون و... البطريرك الراعي أيضا.

هذه القراءة تقدمها إلى "المركزية" مصادر سياسية مطلعة، داعية إلى التمعن في تحليل التصعيد السياسي الذي يتمسك به البطريرك الراعي في الفترة الأخيرة.

وفي السياق، تذكر المصادر أن بكركي لم توفر فرصة إلا وعبرت فيها عن دعمها للثورة، حتى قبل وقوع كارثة 4 آب، وهي لطالما حضت الثوار على إعطاء نفحة جديدة ومتجددة لتحركاتهم، وأطلقت سهام الانتقاد القاسي في اتجاه السلطة الحاكمة، قبل أن تعول على زيارتي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى لبنان. غير أنها ما لبثت أن اصطدمت بأناس لم يستطيعوا الوفاء بتعهداتهم، وهو ما عبر عنه الراعي في عظاته ورسائله في الأيام الأخيرة، بعد الافشال المتعمد لمسعاه الحكومي الأخير.

انطلاقا من هنا، تعتبر المصادر أن النكث بالوعود والتعهدات على المستويين المحلي والدولي قد يصح القول إنه أم العقد الحكومية. ذلك أن إلى جانب إطاحة مبادرة ماكرون والتحرك البطريركي الأخير، خرج البعض ليعبر علنا عن تأييده تشكيل حكومة سياسية بدلا من فريق الاختصاصيين الذي ينتظره اللبنانيون والمجتمع الدولي، بدليل أن الكباش دائر على أشده بين فريق رئيس الجمهورية والمناهضين له على الحصول على الوزارات الأمنية كالداخلية والعدل، إلى جانب "كنز" الثلث المعطل، مع العلم أن التيار الوطني الحر، الرافعة الأولى لحكم الرئيس ميشال عون، كان نقل موقفه من عدم الرغبة في المشاركة في الحكومة إلى... عدم حسم أي قرار في هذا الشأن تحت ستار... وحدة المعايير وما يسميه العونيون "حقوق المسيحيين".

وفي محاولة لعدم تحميل الفريق المسيحي دون سواه وزر التعطيل الراهن، تلفت المصادر إلى أن الثنائي الشيعي نكث هو الآخر بالتزاماته التي قطعها أمام الرئيس الفرنسي. ذلك أن بدلا من تسهيل مشوار تأليف فريق من المستقلين، خاض حزب الله تحديدا معركة "التوقيع الشيعي" لينال حظوة تسمية ممثليه في الحكومة العتيدة.

وتختم المصادر معتبرة أن العام الجديد من المفترض أن يحمل انفراجا حكوميا لا يمكن إلا أن ينطلق من مراجعة الالتزامات الجماعية، تمهيدا لإعادة التشكيل إلى السكة الصحيحة، قبل فوات الأوان...  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o