التفاؤل التشكيلي يتبخر عند عقدتي "الداخلية" و"العدل"
الحريري زار عون: تعقيدات واضحة ويجب ان تكون حكومة بعد رأس السنة
الفاريز اند مارسال عائدة ولا خوف على رواتب الموظفين
المركزية- لم تخرج زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الثانية خلال 24 ساعة الى قصر بعبدا عن المتوقع. التعقيدات على حالها ولا حكومة عيدية للبنانيين. الاجواء التفاؤلية التي تم تعميمها في الساعات الماضية لا سيما بعد المسعى البطريريكي والزيارة الحريرية الاولى تلاشت كلها. واذا كان ثمة من راهن على ان عوامل الضغط المتعاظمة على المسؤولين ستحملهم على النزول عن شجرة شروطهم وجبال عراقيلهم، فإن رهانا آخر طابعه خارجي تبدو له الكلمة الفصل، فثمة من لا يريد حكومة راهنا ومن لا يريد الحريري اساساً، واجتماعات الغرف المغلقة التي عقدت في الساعات الاخيرة بين من تمتد مصالحهم خارج الحدود اتخذت القرار.
بعيدة المنال: قبل ان يحط الحريري في القصر في الثالثة بعد الظهر، سبقته الاجواء السوداوية المسربة عن استمرار العراقيل. اذ افيد ان الحكومة بعيدة المنال وان بعض العراقيل لا يزال ماثلا واهمها مرتبط بالكباش على حقيبتي الداخلية والعدل بين بعبدا والوسط. وقال مصدر مقرّب من الرئيس عون: لا تغرقوا الناس بالتفاؤل كثيراً. وافادت معطيات صحافية: وزارة الدفاع حُسمت لفريق رئيس الجمهورية، وهناك استحالة بقبول اسناد العدل الى حصة عون أيضاً. وتابعت: الايجابية في الملف الحكومي لن تؤدي الى تشكيل الحكومة قبل الميلاد.
الحريري والتعقيدات: وبعد لقاء الرئيس عون، قال الحريري: كنت أتمنى أن تكون هناك حكومة ولكن لا تزال هناك تعقيدات واضحة والأكيد أن هناك وضوحا في المشاكل السياسية الموجودة. واضاف متوجها الى اللبنانيين: "ما حدا يخبركن أنو ما فينا نوقف الإنهيار" ولكن نحن نحتاج الى حكومة من إختصاصيين كي نوقف هذا الانهيار ولن أتوقف إلا عند تشكيل الحكومة ويجب إعادة بناء الثقة ولم يعد هناك وقت فالبلد ينهار بشكل سريع. وتابع: الإسراع في تشكيل حكومة هو الأساس ونحتاج إلى أشخاص نستفيد منهم لمصلحة البلد و"يمكن عم نتأخّر" في تشكيل الحكومة وهذا الأمر يشكل ضغطاً على البلد ولكن الرئيس عون وأنا حريصان على تشكيلها.وختم : يجب على المسؤولين التفكير بالناس والمواطنين المحتاجين والمتضررين من إنفجار المرفأ وعظمة لبنان باللبنانيين ونحن قادرون على وقف الإنهيار ولكن يجب أن نتواضع وأن نفكر في مصلحة البلد ويجب أن تكون هناك حكومة بعد رأس السنة.
لقاء مفصلي: اما في المواقف، فقد قال عضو تكتل لبنان القوي النائب الان عون، في حديث صحافي: لم يحصل حسم بعد في الموضوع الحكومي وهناك المزيد من التفاهمات التي لم تكتمل. واضاف "التقدم في اجتماع اليوم رهن ما سيقدمه الرئيس المكلف سعد الحريري ولا شك ان هناك اجواء من الحماسة لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لانجاز الحكومة لكن التفاؤل مرتبط بما سيحصل اليوم. في الموازاة، قال عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار: اللقاء المرتقب بين عون والحريري سيكون مفصليا وبناء على الاشارات التي ستخرج عنه سيُحدد اذا فعلا ستكون الحكومة عيدية للبنانيين.
تصعيد ارسلان: وفي سياق المواقف التي لا تساعد على توقع حصول تأليف سريع، غرّد رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان عبر "تويتر": "سمعنا بالأمس بأن هناك تقدماً بموضوع التأليف الذي أصبح ضرورياً وحاجة ملحة للبنانيين في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، لكن ليس على حساب الدروز وتهميشهم كطائفة مؤسسة لهذا الكيان وأساسية فيه، لذلك نحمّل الرؤساء مسؤولية الاجحاف الذي سيلحق بِنَا كطائفة في حكومة 18 وزيراً. علماً أننا لَم نطلب طلباً مستحيلاً إذا قلنا إمّا زيادة العدد للعشرين أو تخفيضه إلى الستة عشرة ليكون للدروز تمثيلهم الصحيح". وبشكل أوضح "اللي بيطلع منّا نحنا منطلع منّو" وليتحمل القريبون والبعيدون مسؤولية الظلم والحرمان والاجحاف بحق الطائفة التي قدمت وتقدم الكثير للبنان".
بكركي على الخط: وبدا ان بكركي لا تزال تتابع مسار الاتصالات بين بعبدا وبيت الوسط، ضاغطة للتشكيل. فقد استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي. الذي قال بعد اللقاء: الراعي ينتظر بفارغ الصبر وبتوقعات عالية الامل مسألة تأليف الحكومة ونحن نعتقد انها مسألة يجب بصورة قاطعة ان يصار الى تأليفها لأنها طريق الخلاص للشعب اللبناني الذي لم يعد يحتمل ان يعيش في ظل هذه الظروف". واضاف "لن يستطيع الرؤساء ان يقدموا اي تبرير للشعب ان لم يقدموا على اعلان الحكومة".
ولادة لبنان: من جانبه، أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري ان تكون مناسبة ميلاد السيد المسيح في هذا العام محطة لميلاد جديد للبنان الوطن والرسالة والانسان. وقال بري في تهنئته اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة عشية عيد الميلاد : بالرغم من أن الميلاد هذا العام استثنائي بكل العناوين والظروف التي تهدد لبنان وحياة اللبنانيين في حاضرهم ومستقبلهم، يبقى ميلاد السيد المسيح بما يحمل من قيم ومفاهيم مبعثا للأمل مقابل اليأس، والحقيقة في مواجهة التضليل، والوحدة بدل الانقسام، والمحبة في زمن الحقد، وبشرى قيامة وخلاص من ارتكاب الخطأ والخطايا بحق الارض والوطن والانسان. واعتبر بري أن "الميلاد ابدا ودائما يجب ان يكون محطة نحيا بها، ونؤسس من خلال قيمها وتعاليمها الروحية والرسالية والعملية لميلاد جديد للبنان الذي كان ويجب أن يبقى أكبر من وطن، هو الرسالة، المرتكز في موقعه ودوره على قواعد العدل والمساواة والشراكة ليبقى وطنا نهائيا لجميع أبنائه، بذلك يكون لبنان واللبنانيين بألف خير وتصبح كل ايامهم أعيادا مجيدة.
التدقيق عائد: على صعيد آخر، وغداة اقرار المجلس النيابي رفع السرية المصرفية فاتحا الطريق امام التدقيق الجنائي من جديد، رأس رئيس الجمهورية اجتماعاً مالياً حضره وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، مستشار الرئيس الوزير السابق سليم جريصاتي، ومدير عام القصر الجمهوري أنطوان شقير، خُصص للبحث في مسار التدقيق الجنائي،. وأعلن وزني بعد الاجتماع، أنه "تقرّر خلال الاجتماع استناداً الى قانون مجلس النواب وقرارات الحكومة التواصل مع شركة الفاريز ومارسال Alvarez & Marsal لمتابعة التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان والوزارات والمصالح المستقلة والصناديق والمؤسسات العامة أيا تكن طبيعة هذه الحسابات". وعن توقيت اعادة استلام شركة "ألفاريز أند مارسال" التدقيق الجنائي، أشار الى "ان التواصل مع الشركة سيبدأ اليوم"، لافتا الى أنها "أرسلت منذ عشرة ايام رسالة الى مصرف لبنان أبدت فيها استعدادها لاعادة العمل مع الدولة اللبنانية، ومن المؤكد أن القرار الذي اتخذ بوجود الرئيس عون، اي اعادة التواصل مع الشركة، سيبدأ تنفيذه اليوم، وفور عودتي الى المكتب". وردا على سؤال عن رواتب موظفي القطاع العام والتخوف من عدم امكانية تأمينها، اوضح وزني ان "لا خوف على الرواتب"، مشيرا الى ان "وزارة المال بدأت منذ يوم امس دفع رواتب الموظفين العسكريين والامنيين، وسيتم اليوم صرف رواتب موظفي القطاع المدني، وبذلك تكون رواتب واجور جميع موظفي الدولة، متقاعدين وغيرهم تم دفعها قبل نهاية الاسبوع الحالي".
بري- سلامة: واليوم، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حيث جرى عرض للاوضاع المالية والتشديد على ضرورة تطبيق القوانين الصادرة عن المجلس النيابي لاسيما القوانين المتعلقة بالاصلاح والتدقيق المالي ومكافحة الفساد وهدر المال العام.
في الانتظار: امنيا، لا جديد في تحقيقات جريمة الكحالة بعد. وتعقيبا، غرّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عبر "تويتر" "48 ساعة على اغتيال جو بجاني ولا معلومات بعد عن الجهة التي تقف وراء اغتياله، بالرغم من وجود بصمات غير قليلة في مسرح الجريمة". اضاف "نحن بالانتظار".
تعاون الجيشين: الى ذلك، التقى قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرالفرنسوا لوكوانتر على رأس وفد، في حضور سفيرة فرنسا في بيروت آن غريو. وتناول البحث علاقات التعاون بين جيشي البلدين.
وتقتصر اجندة مواعيد لوكوانتر على اللقاء الذي عقده مع قائد الجيش بطلب مباشر من ماكرون لينقل اليه رسالة خاصة من الرئيس الفرنسي، فحواها ، بحسب ما أفاد مصدر مطلع "المركزية" إصرار الدولة الفرنسية على اعتبار الجيش بقيادته الحالية صمام أمان للبنان، والتأكيد على الوقوف الدائم والمستمر لفرنسا إلى جانبه ومده بالدعم اللازم. لذا فإن التعويل الأساسي هو على الجيش اللبناني ودوره في هذا الوقت الصعب من تاريخ لبنان.
وعلمت "المركزية" أن زيارة لوكوانتر الى مقر قيادة الجيش، يراد منها التأكيد من الجانب الفرنسي على استمرار دعم الدولة الفرنسية للمؤسسة العسكرية في ظل التجاذبات السياسية القائمة التي لا تراعي حساسية المرحلة البالغة الدقة التي يمر فيها لبنان. وتعول فرنسا على دور الجيش في هذه المرحلة بالذات، ومن هذا المنطلق أثار لوكوانتر الموقف الفرنسي الذي يشدد على أهمية المحافظة على استقرار لبنان، وترى تحديدا ان المؤسسة العسكرية تمثّل العنصر الأساسي لهذا الاستقرار، كونها ملتزمة اعلاء مصلحة الوطن على اي مصالح سياسية أخرى.