لقاء عون- الحريري محاولة ربع الساعة الاخير قبل المحظور
القائد في بكركي وواشنطن مستعدة لوساطة في مفاوضات الترسيم
الكحالة تودع بجاني.. تحديد موقع هاتفه وفهمي: الجريمة لن تمر
المركزية- بأكثر من مفصلي يصح توصيف اللقاء الثالث عشر بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والمكلف سعد الحريري. على فشله او نجاحه سيترتب الكثير. ذلك انه يكاد يكون آخر محاولة لكسر حلقة الجمود القاتل المتحكم بملف التشكيل، فإذا لم يتمكن من كسرها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي العائد من الفاتيكان بعدما عجز عن ذلك حتى الساعة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فمن الذي يفعل؟ هو حقا خط النهاية قبل ان يقفل باب الحل السياسي ليصبح الخيار الآخر امنيا، والخشية واسعة من ولوج متاهاته، التي قد يدفع البعض في اتجاهها لتحقيق اهداف بعيدة في جوهرها عن الحكومة وملف تشكيلها وربما ابعد في اتجاه النظام برمته، والاشارات اكثر من ان تعد حتى باتت تتردد علنا في مواقف عدد واسع من المسؤولين في الاونة الاخيرة.
العقد على حالها: ترصد الانتينات السياسية اليوم قصر بعبدا حيث عقد لقاء حمل الرقم 13 بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، منذ تكليفه الذي أتمّ اليوم شهره الاول. فهل سيخرج منه الدخان الابيض ويؤسس لحلحلة حكومية تتويجا لمساعي واتصالات البطريرك الماروني الذي تمنى حصول هذا اللقاء، أم لا؟ بحسب مصادر سياسية مراقبة، الخرق مستبعد. وفي المعطيات، اشارت ام تي في الى ان لقاء عون والحريري اليوم يأتي بعد مساعٍ كبيرة قامت بها بكركي وفرنسا لتذليل العقد، ولفتت الى ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يعمل أيضاً على هذا الخط. واذ لفتت الى ان الرئيس عون هو من طلب من الحريري عقد اللقاء، قالت ان العقد حكوميا لا تزال على حالها إنّما هناك ليونة من جهة قصر بعبدا في موضوع "الثلث المعطّل". وليس بعيدا، أفيد ان في حال لم يتحقق اي تقدم في اجتماع القصر، فإن الرئيس الحريري في صدد مغادرة بيروت لتمضية عطلة الاعياد في الخارج، في حين ترددت معلومات عن لقاء عقد مساء امس لرؤساء الحكومات السابقين في بيت الوسط اكد خلاله الحريري انه لن يتنازل عن حقيبة الداخلية وعن رفض الثلث المعطل.
الاجواء غير مبشّرة: وفي موقف يقلّص حظوظ الانفراج المرجوّ، اشارت عضو كتلة المستقبل النائبة رولا الطبش الى "ان الأجواء لا تبشّر بإنفراجات حكومية قريبة"، متمنية "ان تأتي نتائج اللقاء المرتقب اليوم بين الرئيسين في قصر بعبدا إيجابية". وأكدت في تصريح "انها ليست مسألة حقيبة من هنا واخرى من هناك بل الامر يتعلق بشكل الحكومة ورئيس الجمهورية يريدها قائمة على ركيزة طائفية ومذهبية ما يُعيد الأمور الى نقطة الصفر، فيما الرئيس الحريري يصرّ على تشكيل حكومة من اختصاصيين". وشددت الطبش على "ان على رئيس الجمهورية القبول بالتشكيلة الحكومية المقدمة من الرئيس المكلف والتوقيع عليها وذلك وفق ما ينص عليه القانون."
جهوزية تامة: على صعيد آخر، استقبل البطريرك الماروني (الذي يوجّه في التاسعة والنصف من صباح الخميس في 24 الحالي رسالة الميلاد الى اللبنانيين) الصرح البطريركي في بكركي، قائد الجيش العماد جوزيف عون يرافقه رئيس فرع مخابرات جبل لبنان في الجيش العقيد طوني معوض في زيارة تهنئة بالأعياد، وكانت مناسبة عرض فيها العماد عون أبرز مهمات المؤسسة العسكرية على "الصعيد الدفاعي والأمني والإنمائي وسط الظروف القاسية التي يمر فيها لبنان، والتي تؤكد الجهوزية التامة والدائمة للجيش في مواجهة اي خطر محتمل". بدوره، هنأ البطريرك "لبنان واللبنانيين بوجود جيش لبى، وما زال، نداء الواجب في أخطر الظروف وأصعبها"، سائلا الله أن "يبارك خطوات هذه المؤسسة ومهماتها بقيادتها الحكيمة والوطنية"، مؤكدا أن "محبة اللبنانيين والتفافهم الملفت والصادق حولها لا تزيدها إلا استعدادا مطلقا للعطاء والتضحية".
"لن تمرّ": وليس بعيدا من الشأن الامني، بقيت عملية تصفية الشاب جو بجاني في الكحالة امس رميا بالرصاص، في الواجهة. فقد اكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي ان جريمة الكحالة المنظمة لن تمر. موقفه جاء خلال استقباله في مكتبه، رئيس بلدية الكحالة جان بجاني حيث اطلع منه على الاتصالات التي اجراها منذ اللحظة الاولى لمقتل المصور الشاب، مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي أكد العمل على الاسراع في التحقيقات في الجريمة المروعة التي اودت بحياته". وفي خلال اللقاء شدد الوزير فهمي على "متابعته الحثيثة للقضية حتى كشف المجرمين"، وأن "جريمة الكحالة المنظمة لن تمر"، محملا رئيس البلدية تعازيه الحارة لعائلة الفقيد ولكل أهالي بلدة الكحالة.
وداع بجاني: واليوم ودّعت الكحالة ابنها وسط أجواء من الحزن والألم. وتحدث والد جوزيف بحرقة كبيرة قائلاً: "الله بياخدلي حقي مش الدولة ... راح الغالي عندي وحرقلي قلبي". من جهتها، اكتفت زوجته بالقول: "بدموع العينين رح ربي ولادي". في الموازاة، بدت نفوس اهل البلدة تغلي وهم لم يخفوا نيّتهم بالتصعيد في حال لم يحصلوا على توضيحات شافية في شأن الجريمة. واشارت معلومات أولية الى ان الاجهزة الامنية استطاعت ان تحدد موقع هاتف بجاني وقد سحبت كاميرات المراقبة الموجودة على الطريق التي يرجح ان يكون قد سلكها مرتكبا الجريمة.
زيارة لافتة: من جهة ثانية، وفي زيارة لافتة، استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم صباح اليوم في مكتبه، القنصل السعودي في لبنان سلطان بن فراج السبيعي، و تم عرض المستجدات على الساحة اللبنانية والعلاقات الاخوية بين البلدين.
بومبيو والترسيم: على خط آخر، وفيما تستمر مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل متوقفة، برز موقف اميركي، عبر عنه وزير الخارجية مايك بومبيو اذ اكد أن "الولايات المتحدة مستعدة للدخول في وساطة بناءة بين لبنان وإسرائيل مع استمرار الخلافات بين الجانبين بشأن ترسيم الحدود البحرية"، ودعا الجانبين الإسرائيلي واللبناني لمواصلة المحادثات بشأن ترسيم الحدود.ورأى بومبيو أن "مواقف الطرفين الإسرائيلي واللبناني بشأن ترسيم الحدود متباعدة".
النفط العراقي: الى ذلك، إطلع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في دارته في تلة الخياط، من وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر و اللواء عباس ابراهيم ، على نتائج زيارتهما للعراق، والتفاهم الأولي بشأن تزويد لبنان باحتياجاته من المشتقات النفطية من العراق. ونوه دياب بنتائج الزيارة، وبالدور الذي قام به اللواء ابراهيم والجهد الذي بذله مع الوزير غجر، شاكرا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لوقوفه إلى جانب لبنان.
اقفال جديد؟: صحيا، لفت وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الى أن "هناك إختلافا في وجهات النظر والمطلوب منا كلجنة علمية وضع المعايير الطبية والعلمية لحماية المواطنين".وفي حديث اذاعي، قال حسن "أنا تحت الضغظ وطلبت الاستثناء ليلتي الميلاد ورأس السنة وليس لـ10 أيام وإلّا قد نتّجه إلى الإقفال وهذا أمر مفروض علينا". وتابع وزير الصحة، "أولاً كنا نعمل على تسطيح المنحى الوبائي ووصلنا إلى عدد قليل جداً من الإصابات يومياً، لكن الآن هناك تفش مجتمعي للفيروس، والمطلوب منا كوزارة وكلجنة طبية وضع المعايير الطبية والعلمية لحماية المواطنين". من جهته، أعلن رئيس لجنة الصحّة العامّة والعمل والشؤون الاجتماعيّة النائب عاصم عراجي، أنّ "كل شخص يأتي من بريطانيا، يجب أن يُحجر ويُتابع، مشدّدًا على أنّ في فترة الأعياد، يجب أن يكون هناك التزام كامل بالإجراءات الصحيّة الوقائية، وإلّا فالإصابات بكورونا سترتفع. وتمنى على اللبنانيّين بمناسبة الأعياد، ألّا تكون هناك تجمّعات كبيرة، كي لا ندفع الثمن لاحقًا، معتبرا أنّ "ما نراه هو "فلتان" قد يؤدّي إلى كارثة في وقت لاحق، ولا سيّما مع عدم وجود أَسرّة في العنايات الفائقة. وقال عراجي: "هناك مسؤوليّةً أخلاقيّةً تقع على عاتق المطاعم والملاهي الّتي ستفتح في فترة الأعياد، وعلى وزارة الداخلية والبلديات ووزارة السياحة مراقبة هذه المحال ومعاقبتها إن لم تلتزم".