Nov 20, 2020 6:18 AM
صحف

محركات التأليف توقفت من حيث انتهى اللقاء السريع الأخير بين عون والحريري

أفادت "النهار" ان المعطيات المتوافرة عن تعقيدات مسار تأليف الحكومة لا تسمح بتوقعات متفائلة اطلاقا، اذ تفيد المعلومات القريبة من دوائر الحكم ان محركات التأليف توقفت من حيث انتهى اللقاء السريع الأخير بين الرئيسين عون والحريري في قصر بعبدا والذي لم يتجاوز انعقاده العشر دقائق طلب خلالها الرئيس عون من الرئيس المكلف تقديم تشكيلته الحكومية كاملة، بما فيها ضمنا أسماء الوزراء الشيعة، بدلا من البحث في أسماء الوزراء المسيحيين. ولم يتفق بعد هذا اللقاء على موعد الاجتماع التالي. وتلمح هذه المعطيات الى خيار آخر طرح هو الاتفاق على صيغة حكومية جديدة بعد التشاور بين الرئيس المكلف والكتل النيابية باعتبار ان الحكومة ستنال ثقة المجلس ويجب التشاور مع الكتل وليس فقط مع رئيس مجلس النواب.

في المقابل تقول الاوساط القريبة من الرئيس المكلف ان الحريري لا يبدي اعتراضا على تسمية رئيس الجمهورية لوزراء كما يشاع، لكن من دون ان يعني ذلك امتلاك الرئيس حصرية التسمية الكاملة للحقائب المسيحية وشرط الا تكون أسماء الوزراء الذين يريدهم فاقعة على طريقة المحسوبيات. ويفهم من هذه الأوساط ان الخلاف يبقى قائما مع بعبدا في المرحلة الراهنة حول القواعد التي على أساسها ستحصل تسمية عدد من الوزراء الذين سيتولون حقائب مهمة مرتبطة بالإصلاحات التي تقررت في مؤتمر "سيدر" والجهة التي ستضطلع بتسميتهم. ويبدو واضحا ان الأمور لم تنضج بعد ولا يستبعد ان يؤدي المضي في إطالة المأزق الى خروج الحريري عن صمته وتسمية الأمور باسمائها.

لا خرق: الى ذلك، لم يُسجّل أي جديد في مسار تشكيل الحكومة، ولم تفلح اللقاءات الخاصة التي يقوم بها الرئيس المكلّف سعد الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون بإنتاج أي خرق، بل على العكس بحسب ما أوحت به أجواء بعبدا وبيت الوسط لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، فإن اللقاءات الثلاثة الأخيرة التي تمّت بعد إعلان العقوبات الأميركية على النائب جبران باسيل اتّسمت بالسلبية وبرفض عون لكل الأفكار التي تقدم بها الحريري، فرئيس الجمهورية ما زال يتمسك بتسمية الوزراء المسيحيين، والحريري يقول إن من حقه كرئيس مكلّف أن يسمي هو الوزراء بالتشاور مع عون ويشترط أن يكونوا فريقاً متجانساً للعمل معاً لإنجاز الإصلاحات ومحاربة الفساد وإعادة الإعمار وفق المبادرة الفرنسية.

وعلى هذا الأساس ما زالت التباعد بين الرئيسين عون والحريري قائماً، وما زال تشكيل الحكومة معلّقاً حتى إشعار آخر. وفي الوقت الذي يتكتم فيه الحريري عن الإفصاح عمّا يدور بينه وبين عون من نقاشات، كشفت مصادر عليمة لجريدة الأنباء الالكترونية أن "عون يشترط على الحريري عقد لقاء مع باسيل، إلا أن الرئيس المكلف ما زال يرفض هذا الأمر لأنه قد يسبّب له إحراجاً مع باقي الكتل النيابية التي يلتقيها ولم يستشرها بموضوع تشكيل الحكومة، وأنه يتصرف بموجب الدستور".

الحكومة عالقة بين حدّين: ظل الملف الحكومي يراوح في مكانه نتيجة استمرار الخلافات بين أطرافه، بينما الازمات المستفحلة التي يعانيها اللبنانيون على مستويات عدة تتحرّك نحو الأسوأ، ما دفعَ مصادر سياسية الى المطالبة عبر "الجمهورية" بتفعيل دور حكومة تصريف الأعمال في مواجهتها ما دامت حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري لا تزال ممنوعة من الصرف.

والى ذلك، أبلغَ بعض زوّار رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال الساعات الماضية الى "الجمهورية"، أنه غير مرتاح الى مَسار تشكيل الحكومة بفِعل طبيعة المقاربات التي يعتمدها الحريري، خصوصاً لجهة محاولته انتزاع دور أساسي له في اختيار الوزراء المسيحيين. وأوضح زوّار قصر بعبدا انّ الأمر الوحيد المتّفَق عليه بين عون والحريري حتى الآن هو عدد الوزراء الذي استقرّ على 18، أمّا مسألة توزيع الحقائب وانتقاء الاسماء فلا تزال موضع خلاف ولم يتم حسم أمرها بعد. وأشار هؤلاء الى انّ المؤشرات الحالية لا توحي بإمكان إنجاز التأليف قريباً، الّا اذا حصل فجأة تَبدّل في المواقف او تبادل للتنازلات.

وامام هذا الواقع المُقفل، تبدو "حكومة المهمة" عالقة بين حدين: لا عون في وارد إعطاء الرئيس المكلف "امتيازات" على مستوى التشكيل، ولا الحريري في وارد الاعتذار.

واشنطن على الخط: وكتبت صحيفة "الاخبار" أن المعلومات تكاد تُجمع على أنّ الرئيس المكلف سعد الحريري يفتعل مشكلة مع فريق العهد ليهرب من العقدة الحقيقية التي تمنع تأليف الحكومة، وهي تمثّل حزب الله فيها.

 ففي الاجتماع الأخير بين الرئيس ميشال عون والحريري، وافق الرئيس على أن تؤلّف من 18 عضواً، مُقسمة بالتساوي بين المُسلمين والمسيحيين. المُفاجئ كان في شرط الحريري الجديد، تسمية 7 وزراء مسيحيين من أصل 9، وترك «الحُرية» لعون بأن يُسمّي وزيرَي الخارجية والدفاع، شرط أن «يُوافق» عليهما الحريري أيضاً.

وقالت مصادر لصحيفة "الاخبار" إنّ الحريري «وبعد إبلاغه من قنوات أميركية رسمية رفض مشاركة حزب الله في الحكومة، أكان مباشرةً أم غير مباشرة، فرمل تأليف الحكومة، لا بل أصبح مذعوراً من الفكرة وقد يكون من مصلحته تأجيلها حتّى اتضاح اتفاق إقليمي ما"، ولا سيّما أنّه انتشرت «أخبارٌ» في الساعات الماضية عن أنّ الحريري "لم يُبلّغ حصراً بمنع توزير محسوبين على حزب الله، بل هُدِّد بإضافته هو شخصياً إلى لائحة العقوبات الأميركية في حال تشكيله حكومة مع الحزب".

الملفت تخطى حيّز الحسابات الداخلية: بدورها، أكدت مصادر مواكبة للملف الحكومي أنه بات من الواضح أنّ هذا الملف دخل على خط الاشتباك الإيراني – الأميركي وتخطى بأبعاده حيّز الحسابات اللبنانية الداخلية.

وأشارت الى صحيفة "نداء الوطن" أن المعنيين في قوى 8 آذار أصبحوا يتحدثون بصراحة عن ربط مباشر بين ولادة الحكومة وبين رحيل الرئيس دونالد ترامب عن البيت الأبيض، لتبقى بذلك الحكومة العتيدة أسيرة "لعبة الأوراق" حتى يحين وقت إهدائها "على طبق إيراني" إلى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عند بدء ولايته كعربون تعاون وحسن نوايا.

الجمود الحكومي: وفيما بقيت الخطوط الاتصالية غامضة، ربما بانتظار كلمة سر خارجية تفك أسرار التشكيل ذكرت المعلومات لـ"اللواء" ان إتصالات الرئيس المكلف سعد الحريري قائمة بعيداً عن الاضواء لمعالجة العقد المتعلقة بتوزيع بعض الحقائب وتسمية الوزراء، بعد إصرار الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على المعيار الواحد في التوزيع وتسمية الوزراء أو الحصول على حقائب معينة بينها اثنتان سياديتان (الدفاع والداخلية) وتسمية الوزراء المسيحيين او على الاقل المشاركة مع الحريري في التسمية.

الحريري لن يعتذر: من جهة اخرى، أشارت اوساط مطلعة لـ"الراي الكويتية" إن الحريري الذي لن يعتذر أقله في مدى منظور، لن يكون هو مَن يتحمّل مسؤولية الفشل في تأليف «حكومة المهمة» بل الائتلاف الحاكم الذي اختار استرهان الملف الحكومي لاعتباريْن: الأول التعويض عن الأضرار البالغة التي أصابتْ «وزن» وصورة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل «الجريح» بعد العقوبات الأميركية.

والثاني لنقْل الواقع اللبناني إلى وضعية "على سلاحك" سياسياً في ملاقاة "أسابيع المفاجآت" الفاصلة عن مغادرة ترامب منصبه، وفي الوقت نفسه "تحريك" ساحات النفوذ الإيراني تهيئةً لعودةِ "صندوقة البريد" إلى البيت الأبيض مع دخول الرئيس المنتخب جو بايدن إليه بعدما كان "الرجل الذي لا يُتوقَع" ختمه بالشمع الأحمر.
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o