Nov 15, 2020 8:00 AM
صحف

ما هو سرّ الاستياء الفرنسي من باسيل؟

تفيد المعطيات أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل  وقبل مغادرته بيروت، أجرى مجدّداً مروحة اتصالات مع قوى سياسية من دون أن ترشح أيّ معلومة تفيد بحصول خرق على مستوى الأزمة الحكومية.

لكن مطلعين على الموقف الفرنسي أشاروا الى أنّ "باريس، عكس الأجواء التي عمّمت، لم تطرح أسماء للتوزير، بل هي معنيّة بالتأكّد من "أهلية" بعض الأسماء المطروحة خصوصاً في حقائب مهمّة ستشكّل المعبر لدخول أموال القروض إلى لبنان، على رأسها الطاقة والمال والاتصالات والأشغال. وقد تستخدم حقّ الفيتو في حال وجدت أنّ الخيار اللبناني ليس صائباً!".

وفي هذا السياق، تُرصد "حرب أسماء" بين المقرّات، فيصوّب قريبون من باسيل على أسماء مرشّحة للتوزير يطرحها الحريري والرئيس نبيه بري، وأوساط الأخير "تشيطن" أسماء يروّج لها باسيل، فيما لا يتردّد محيط الحريري في اعتبار بعض الشخصيات الباسيلية المطروحة بمثابة لغم داخل حكومته!

وتفيد معطيات أنّ منبع الاستياء الفرنسي من جبران باسيل، هو إصرار الأخير على تكرار لازمة: "لا نضع شروطاً ولا نريد شيئاً من الحكومة"... وفي الوقت نفسه، يطرح مطلب عدم التأليف إلا وفق شروط معيّنة. وقد رصدت السفارة الفرنسية بيانات وتسريبات من جانب المكتب الإعلامي للتيار الوطني الحرّ تفيد بعدم وجود أيّ شرط أو مطلب لباسيل بشكل يعاكس الواقع، فيما يتبيّن أنّ رئيس التيار يطرح بحديثه عن المعيار الواحد مطلب تسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة

وفي هذا السياق، سمع دوريل كلاماً صريحاً من جانب الحريري بأنّه "لم يسمح لأيّ طرف سياسي بتسمية وزرائه في الحكومة، تحديداً حركة أمل وحزب الله ووليد جنبلاط. هناك "أخذ وردّ"، وفي النهاية، أنا المعنيّ مع رئيس الجمهورية بغربلة الأسماء. ولذلك فإنّ تحجّج باسيل بأنّ "الشيعي يسمّي"، و"جنبلاط يسمّي" لكي يختار المحسوبين عليه داخل الحكومة فهذا أمر مرفوض ولن أخضع له".

ويقول العارفون إنّ أساس الخلاف بدأ مع اتفاق الحريري وعون على اختيارهما أسماء كافة الوزراء في الحكومة. لكن مع دخول باسيل على الخط، قطع الطريق على شراكة الحريري في تسمية الوزراء المسيحيين طالما أنّ الأخير سَمح، برأيه، لأمل وحزب الله وجنبلاط  وفرنجية بطرح أسماء. وقد رفض الحريري، وفق أوساطه، الدخول في متاهة ما اعتبره محاصصة ستفتح عليه أبواباُ مغلقة.

وفيما تؤكد المعلومات أنّ التبادل بين الداخلية والخارجية قد حُسم على أن يتفاهم عون والحريري على اسم وزير الداخلية الجديد المحسوب على حصة رئيس الجمهورية، تؤكد مصادر باسيل أنّ "الكرة في ملعب سعد الحريري. إذا التزم مع رئيس الجمهورية حصراً بتسمية الوزراء فليكن، وعندها لا مشكلة. وإذا أصرّ الحريري على تسمية الوزراء المسيحيين، فلا مشكلة أيضاً، وعندها فليسمّ رئيس الجمهورية الوزراء السنّة والشيعة والدروز"، معتبرة أنّ سكوت "الطرف الشيعي والدرزي وفرنجية والطاشناق اليوم مريب، وكأنّ هناك اتفاقاً قد حصل فعلاً، فيما يريد الحريري مشاركة رئيس الجمهورية بالأسماء المسيحية".

تضيف مصادر باسيل: "كلّ ما في الأمر أنّ على الحريري أن يتوقف عن المناورة، ويقول الأمور بصراحة "بلا لفّ ودوران". فإذا كان محرجاً بالأسماء الشيعية "ومش قادر يقول لا لحزب الله"، أو أنه ينتظر إيعازاً خارجياً ليشكّل حكومته... فليقل ذلك بصراحة"، مستغربة "عدم تقديم الحريري أيّ مسودة وزارية حتى الآن لرئيس الجمهورية".

المصدر: اساس ميديا

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o