Nov 10, 2020 2:56 PM
خاص

العقوبات على باسيل: حذار الاستنتاجات المبكرة

المركزية- اشتعلت جبهة السجال السياسي بين التيار الوطني الحر بشخص رئيسه جبران باسيل، وإدارة الرئيس دونالد ترامب التي تستعد للخروج على مضض من البيت الأبيض. ذلك ان في سابقة نادرة، دخلت سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شيا شخصيا على خط العقوبات المفروضة على  باسيل، لا لتبرز الدلائل والمستندات التي تدينه في نظر واشنطن، بل لتدحض ما اعتبرتها اداعاءات الوزير السابق في شأن الارادة الأميركية بضرب المسيحيين في الشرق الأوسط وفي لبنان، من خلال استهداف رئيس أكبر تكتل مسيحي في لبنان، في ما يمكن اعتباره رسالة مباشرة إلى العهد وحلفائه.

وفي انتظار ما سينتهي إليه تريث بعبدا التي تنتظر استجابة أميركية لطلبها الحصول على الادلة التي من شأنها أن تدين باسيل، تدعو مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" إلى التمعن في الرسائل السياسية التي رمت الولايات المتحدة إليها في هذا التوقيت السياسي الحساس. ذلك أن معاقبة باسيل، على خلفية اتهامات بالفساد، معطوفة على الحلف الذي يربط التيار الوطني الحر بحزب الله، يعد استجابة دولية لصرخات الثوار الغاضبين على الوزير باسيل. وفي ذلك إجهاز بطيء على حظوظ وطموح باسيل الرئاسي، على اعتبار أن عقوبات أميركية بهذا الحجم ضد شخصية متعددة الأبعاد تعد إشارة قوية إلى بطاقة حمراء دولية ترفع باكرا في وجه باسيل الذي يتهم بإعداد العدة لخلافة الرئيس ميشال عون.

وفي وقت يتقلب المسرح الدولي على نار الأحداث من اليوم وحتى موعد الاستحقاق الرئاسي المقرر بعد عامين، تدعو المصادر إلى عدم التسرع في القفز نحو استنتاجات كبيرة تستند إلى الصورة الخارجية حصرا، حيث أن المعطيات الداخلية قد تحمل رسائل معاكسة تماما.

ففي وقت أكدت السفيرة الأميركية أن باسيل عرض على واشنطن الابتعاد عن حزب الله، مع العلم أن العلاقة بين الطرفين اهتزت مرارا في المرحلة الأخيرة، فإن المصادر تدعو إلى انتظار ما سيقوله الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله غدا في مناسبة يوم الشهيد، في هذا الملف. إلا أنها تلفت في المقابل إلى أن الضاحية الجنوبية أعطت إشارات كبيرة إلى تأييدها باسيل، على رغم الكباشات الأخيرة. فبينما بدا باسيل حريصا على التمسك بالعلاقة مع الحزب، أصدر الأخير مساء الجمعة الفائت بيانا استنكر بشدة الاجراءات الأميركية في حق رئيس التيار، فيما تناولت قناة "المنار" الناطقة باسم الحزب في مقدمة نشرتها المسائية الأحد الفائت الملف، من زاوية الترحيب بتمسك التيار بالتفاهم مع الحزب، وهو ما أكده البيان الصادر عن مكتب باسيل ردا على السفيرة شيا مساء أمس.

وفي الانتظار، تؤكد المصادر أن ضربة العقوبات خسرت باسيل بعض الرصيد لصالح خصومه المسيحيين، على رأسهم زعيما القوات سمير جعجع، والمردة سليمان فرنجية، لكن هذا لا يعني أن المعادلات انقلبت ضده بالكامل، خصوصا متى عمل حزب الله على استمرار الستاتيكو السياسي على ما هو عليه اليوم، لتبقى له الكلمة الفصل في الملفات الكبرى بحجم الرئاسة اللبنانية ومرشحيها.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o