Nov 04, 2020 2:41 PM
خاص

التطرف والارهاب يجتاح اوروبا... والاسلام منه براء
الحلبي: يستغله البعض لتحقيق أجندات خارجية

المركزية – شهدت اوروبا (فرنسا وبلجيكا والنمسا وهولندا والمانيا وبريطانيا) منذ العام 2019 عمليات ارهابية، وتصاعدت وتيرتها في الاسابيع الاخيرة خاصة في فرنسا، وتبيّن ا ن منفذي العمليات جميعهم من اصول عربية واسلامية، حاصلين على الوضع القانوني داخل أوروبا. وكانت عمليات الدهس او الطعن بالسكين هي الاكثر استخداما. 

واخيراً، حذرت دراسة جديدة صادرة عن "مركز تريندز للبحوث والاستشارات" باللغة الإنكليزية من مخاطر توظيف جماعة "الإخوان المسلمين" وسائل التواصل الاجتماعي في نشر فكرها المتطرف، وتجنيد المزيد من العناصر والمؤيدين لها، خاصة عبر تطبيق "يورو فتوى" الذي أطلقه المجلس الاوروبي للافتاء والبحوث والذي أسسه منظّر جماعة الاخوان المسلمين يوسف القرضاوي قبل 18 شهراً، فإن محتواه والغرض منه يثيران القلق في انحاء اوروبا جميعها، لا سيما ان هذا التطبيق بات من اهم التطبيقات التي يتم تنزيلها بشكل متكرر في أنحاء العالم كله، لمعرفة بعض الفتاوى والاستفسارات الدينية، خاصة في ألمانيا وفرنسا وهولندا والسويد وفنلندا وآيرلندا. 

ولفتت الدراسة إلى أن الهدف الواضح لتطبيق "يورو فتوى" جذب انتباه غير المسلمين إلى المواضيع المتعلقة بالثقافة والعلاقات الاجتماعية، ويعمل على نشر أفكار جماعة "الإخوان المسلمين" والجماعات الإسلامية وأيديولوجيتها. وأوضحت الدراسة أن الإقبال على هذا التطبيق أثار قلق العديد من الأوساط السياسية في أوروبا والعالم، الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن المحتوى الديني للتطبيق والفتاوى التي يتضمنها والتي تحرض على الكراهية وتؤثر سلباً في التماسك الاجتماعي بين المجموعات العرقية في أوروبا. وحض هؤلاء شركتي "غوغل" و"أبل" على حظر التطبيق، لأنه يمثل أداة لنشر العنف والكراهية والتطرف بين الشباب. 

وخلصت الدراسة إلى أن المؤسسات الأوروبية التي طالبت بحظر تطبيق "يورو فتوى" محقة في ذلك، بعد أن ثبت أن بعض الإرهابيين الذين ارتكبوا أعمال عنف وإرهاب في بعض الدول الأوروبية قد استخدموه، ولهذا بات من الضروري العمل على حظر هذه النوعية من التطبيقات التي تستخدم في نشر التطرف والكراهية وتدمير أسس التعايش بين الثقافات والأديان.  

عضو لجنة الحوار الاسلامي – المسيحي عباس الحلبي قال لـ"المركزية: "بغض النظر عن موضوع الرسوم فالعلاقات بين العالم الاسلامي والغرب الاوروبي لم يحتمل لتفجيرها اكثر من هذه الحادثة". وسأل: "هل فعلا هو الحرص على النبي الكريم ام ان الاستغلال السياسي هو الذي أدى الى مثل هذه الاضطرابات والتظاهرات في العديد من الدول ومنها بلدنا. وهل أن جزّ الرؤوس وذبح المدنيين الأبرياء يرضي برأي الغاضبين رسول الله ويأخذ بثأره". 

ولفت الحلبي الى "ان هذا الاسلام العظيم المنتشر في بقاع العالم والذي يعلّم الرحمة والرأفة والتسامح يستغله البعض لتحقيق أجندات في سياسته الخارجية والرئيس التركي نموذجاً"، مشددا على "ان الاعتداءات التي حصلت عبارة عن عمل فردي غير مسؤول ومستنكر يورط المجتمعات بالصراعات ويعيد فتح السجلات العتيقة بالحروب والعنف والارهاب".  

واعتبر الحلبي "ان مشكلة المسلمين المقيمين في اوروبا هي مشكلة ثقافية أكثر منها دينية. كما ان اهمال الوافدين وحصرهم في غيتوات منعزلة وفشل سياسة الاندماج ادى الى وجود مجتمعين متوازيين لكل منهما قيمه ومبادئه وطرق عيشه"، جازماً "بان خطأ السلطات هو في سماحها استيراد علماء من دول اسلامية بعقليات متخلفة للارشاد في المساجد والزوايا لمسلمين يعيشون في مجتمعات اوروبية مختلفة المبادئ والقيم ويعلّمون بغالبيتهم التطرف والإقصاء وخطاب الكراهية والتكفير. بعضهم وهو يدرّس في روما او لندن وكأنه يدرّس مجموعات في زوايا بلدات بعيدة في العالم الاسلامي وفق سلم قيم ومبادئ متناقضة كليا مع قيم ومبادئ الدول الاوروبية". 

وختم: "هل لهذه الدرجة من الهشاشة كل ما يحكى عن الحوار الاسلامي المسيحي والحوار بين الشرق والغرب وبين الاسلام والمسيحية؟ ما هو مصير الوثائق التي صدرت والتي وضعت اسس التفاهم والحوار بين الشرق والغرب والمسلمين والمسيحيين ابتداء من المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965 حتى زيارة البابا فرنسيس الى الامارات واصدار وثيقة الاخوة الانسانية مع إمام الأزهر وكل الوثائق والمؤتمرات والأبحاث التي جرت. التطرف الاسلامي يدفع ثمنه الأبرياء والمدنيون وهو يغذي التطرف اليميني في اوروبا فكم من دولة اوروبية اصبحت محكومة باليمين المتطرف الكاره للمسلمين والاجانب. الرحمة للمدنيين الذين يدفعون ثمن هذا التطرف الذي لا علاقة له بالدين الاسلامي وهو منه براء وحسنا فعلت بعض القيادات الاسلامية بالاستنكار والادانة والغضب لأن المجرمين الذين يرتكبون جرائم القتل للابرياء مرفوض ومدان في الاسلام الذي لا يمكن تحميله وزر هذه الجرائم. أهكذا يكافأ المعتدلون المنفتحون الذين يدافعون عن قضايانا العادلة كالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع خطئه في موقفه والتضحية به على مذبح العصبيات القاتلة؟". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o