Nov 02, 2020 3:57 PM
خاص

الميثاقية حين تفتقد إلى "وحدة المعايير"!

المركزية- بأقل الأرباح السياسية الممكنة، تجاوز الرئيس سعد الحريري مطب التكليف الذي لم يمر سريعا، تماما كما يبدو التأليف غارقا في غياهب المحاصصات والكباش التقليدي على الثلث المعطل في الحكومة العتيدة. إلا أن تجاوز محطة التكليف لا يعني أن السجال حول الاشكاليات الدستورية التي شابتها انتهى. ذلك أن الميثاقية لا تزال تثير تساؤلات كبيرة، خصوصا في ضوء ما يراه البعض سعيا إلى توظيفها في تصفية الحسابات السياسية التقليدية .

وفي السياق، ذكرت مصادر سياسية مطلعة عبر "المركزية" بأن منطق "القوة في صفوف المكون الطائفي" لعب دورا في تعبيد الطريق أمام الحريري العائد إلى السراي على أنقاض تجربة مصطفى أديب القصيرة. ونبهت إلى أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بادر إلى تأجيل الاستشارات أسبوعا كاملا، في استعادة لتجربة كان سبق أن أقدم عليها الرئيس ميشال سليمان في عام 2011، والتي انتهت إلى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي على وقع إنقلاب القمصان السود واطاحة حكومة الحريري بعد انتخابات 2009 عن طريق الثلث المعطل. إلا أن المصادراشارت إلى أن الظروف المحيطة بهذين التأجيلين تختلف بشكل جذري. فبينما أقدم سليمان على الخطوة في انتظار تهيئة الظروف الدولية لتسوية "س-س" الشهيرة بين سوريا والسعودية، دفع الرئيس عون قطار الاستشارات إلى محطة الانتظار ، سعيا وراء غطاء مسيحي للرئيس الحريري، صاحب الخلافات القوية مع التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، والعلاقات المقطوعة مع القوات ورئيسها سمير جعجع للأسباب المعروفة.

ونبهت أوساط شاركت في اجتماعات الطائف عبر "المركزية" أيضا إلى أن التوافق المسيحي الذي أراده الرئيس عون على شخص الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة العتيدة ليس شرطا لتأمين "ميثاقية الاستشارات"، بل إنه يكفي أن تشارك فيها المكونات الطائفية على  اختلاف ممثليها لتحظى بالميثاقية، مع العلم أن الرئيس عون، صاحب الموقع الأعلى العائد إلى المسيحيين في لبنان، يوقع على مرسوم التكليف، الذي من دونه لا تأليف ولا من يؤلفون. حتى أن الطائف حفظ له صلاحية رفض أي تشكيلة قد يقدمها إليه الرئيس المكلف. وهذا أيضا تكريس للحضور المسيحي والميثاقية المسيحية في مسار ولادة الحكومات.

وتختم الأوساط مذكرة بأن الرئيس عون الذي وجه الرسائل المبطنة إلى الحريري، عاد واجرى الاستشارات من دون أي تعديل يذكر على موقف التيار والقوات، فما الذي تغير، أم أن الأمر الواقع لعب دوره؟ هذا الاحتمال يبدو الأكثر ترجيحا. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o