Nov 01, 2020 7:02 AM
صحف

لبنان في حلقة التأزم السياسي من جديد والتفاؤل بقرب تشكيل الحكومة "الى الوراء درّ".. نوايا لدفع الحريري للإعتذار؟

يبدو أن التعقيدات التي برزت في اليومين الأخيرين كانت وفق معلومات “النهار” من النوع الذي يخشى أن تعود معها الأمور إلى مربع البدايات ما لم يخفف بعض الأفرقاء النافذين من شروطهم ومطالبهم التي وصفها أحد السياسيين البارزين بأنها إما تعجيزية عمداً وإما تمهد فعلياً لحكومة الانتخابات النيابية المقبلة.

ومعنى ذلك أن الشهيات التي فتحت لدى فريق العهد والتيار الوطني الحر لاقتناص الحقائب الثلاث الأساسية المعنية بالأمن والقضاء وهي الداخلية والدفاع والعدل تعني هيمنة مطلقة كاملة على البنى الأمنية والإدارية والعدلية بيد فريق واحد أولاً.

أما الامر الثاني فهو ينطلق من التساؤلات التي تصاعدت في الساعات الأخيرة حول ما إذا كانت تفعيل المطالب المثيرة للاستفزازات المحتملة لدى الرئيس المكلف يهدف إلى دفعه إلى الاعتذار بطريقة أو بأخرى.

ولقد بدا لافتاً وفق المعطيات أن معالم الهجمة المطلبية والاشتراطات أعادت البحث تقريباً إلى البدايات حتى أن حجم الحكومة لا يزال غير مبتوت بين 18 وزيراً أو 20 . وقد تسربت معطيات تفيد أن فريق العهد وتياره يصران على الحصول على حقائب الداخلية والدفاع والعدل لأنها تشكل مجتمعة متراساً سياسياً متقدماً جداً يجعل هذا الفريق في المركز المتفوق حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة ويجعله متحكماً باللعبة والنتائج سواء بسواء بصرف النظر عن المفاعيل التفجيرية الخطيرة للجنوح نحو ترسيخ دور أمني لحليفه “حزب الله “.

توازيا ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن "أجواء التفاؤل التي طغت في الأيام الماضية على مشاورات تشكيل الحكومة تراجعت مع عودة الحديث عن عقد تدخل في أسس عملية التأليف ولا سيما تلك المتعلقة بعدد الوزراء والمداورة في الحقائب إضافة إلى توزيع الوزارات السيادية والخدماتية". وقالت مصادر مطلعة على الاتصالات: "هناك نقاش مستمر حول بعض القضايا المرتبطة بتوزيع الحقائب على الطوائف والأحزاب وأخرى متعلقة بالوزارات الخدماتية مثل الصحة والأشغال، كان يفترض أن تجد طريقها إلى الحل بسرعة لكن عادت وتعثرت"، مشيرة إلى أن تأليف الحكومة سيحتاج إلى أيام إضافية بعدما كان متوقعا أن يعلن عنها في بداية الأسبوع المقبل.

دخل لبنان حلقة التأزم السياسي من جديد، مع إجماع أكثر من جهة على تحميل مسؤولية إضاعة الفرصة، عبر تصعيد الشروط، إلى الدوائر المحيطة بالعهد، ولا سيّما بعد البيان الذي صدر عن التيار الوطني الحر أمس، وما صدر في المقابل من مواقف من بيت تيار المستقبل، لا سيّما من القيادي مصطفى علوش.

مصادر سياسية مراقبة كشفت عبر "الأنباء" عن دخول أكثر من فريق على خط العرقلة التي بدأت ملامحها تظهر في اليومين الأخيرين في مواقف وتصريحات فريق رئيس الجمهورية الذي يرفض منح الرئيس المكلّف سعد الحريري صفة الشريك الأساسي في تشكيل الحكومة، ويمنعه من توزيع الحقائب الأساسية على معارضي العهد.

وتوقفت المصادر عند التدخل المباشر لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للعرقلة من خلال اختلاق ما سمّي بالعقدة الدرزية، ورفض تمثيل تيار المردة بوزيرين.

ونقلت المصادر عن الرئيس المكلّف انزعاجه الشديد من عرقلة الاندفاعة التي أظهرها الحريري في تشكيل الحكومة معتمداً على الوعد الذي قطعه له عون بعدم السماح لأي فريق بالتدخل في عملية التشكيل المنوطة بهما دون سواهما، ليتفاجأ بأن الأمور تسير عكس ما يتوقعه، وهو ما جعله يفرمل اندفاعته ويتريّث بتسليم رئيس الجمهورية مسودة تشكيلة الحكومة، بانتظار انقشاع الرؤية على خط بعبدا- بيت الوسط.

بيت الوسط: مصادر بيت الوسط حذرت في اتصالٍ مع "الأنباء" من الدخول في أي سجالٍ سياسي، مؤكدةً التزامها الصمت إلى ما بعد اللقاء المرتقب بين الحريري وعون وما قد ينتج عنه، متوقعةً أن تعود الأمور إلى مسارها الطبيعي في الساعات الـ48 المقبلة.

عين التينة: بدورها، لفتت مصادر عين التينة عبر "الأنباء" إلى أن مسار تأليف الحكومات في لبنان يمرّ عادة في مخاضات قد لا تكون سهلة بالنظر إلى تعقيدات التركيبة السياسية اللبنانية، لكنها ما زالت على تفاؤلها بتشكيل الحكومة في اليومين المقبلين في حال لم يطرأ ما يؤجّل عملية التشكيل، مجددةً تأكيدها عدم الربط بين التأليف والانتخابات الأميركية، لأن الرهان على ذلك يضع لبنان أمام أزمةٍ طويلة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o