Oct 31, 2020 8:15 AM
مقالات

بقرادوني: عهد عون فشل وجعجع بعده... وحزب الله "بلّش يزمّ"

كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv: سيُخرج رجل الأدوار كريم بقرادوني تجربته مع العماد ميشال عون، إلى الرأي العام قريباً. 4 سنوات مضت على وصول عون إلى قصر بعبدا، وهي كانت كافية لترمز إلى مرحلةٍ لا تُشبه أيّاً من الولايات الرئاسيّة والظروف السياسيّة السابقة منذ الإستقلال، بعكس ما اشتهت سفينة الرئيس الذي تبقى من عهده سنتان.

ما حمّل عون مسؤوليّة فوق مسؤوليّته، رغم طاقة الإحتمال التي يتمتّع بها، بالنسبة إلى بقرادوني، أنّه "الأكثر شعبيّة في تاريخ الرؤساء الموارنة، والأحلام التي زرعها في رؤوس قواعده الشعبيّة أصعب من تحقيقها، خصوصاً لأنّه اتّكل على أشخاص وليس على مؤسسات، هؤلاء الأشخاص فشلوا في أداء عمل المؤسسات، وذلك بعكس التجربة الشهابيّة التي كان يمتثل إليها".

الجلسة مع الوزير السابق تحمل فائضاً من الوقائع التي يتحدّث عنها من موقع العالِم بالفريق الداخلي المُحيط بعون، وهو ما يقوده إلى تعداد الأخطاء الثلاثة الرئيسة التي ارتكبها رغم الظروف غير المحسوبة التي فرضت نفسها على عهده:

-"عون حجّم مجموعة القرار لديه، فهو أخطأ كثيراً في تصغير فريق عمله وحصره بعدد قليل من الأشخاص.

-كان على العهد العونيّ استحداث وزارة تخطيط ووضع مشروع سياسيّ وإصلاحيّ، وهو الأمر الذي أدّى إلى الوقوع في التخبّط، فحال العهد من دون إمكانيّة تغيير أيّ شيء.

-الخيار الذي اتّخذه لم يُعطِ أيّ نتيجة خلال 3 إلى 4 سنوات، ولم يتمكّن من إنجاح عهده، علماً أنّ رئيس الجمهوريّة في لبنان قادر على التأثير في السياسات التي تحتاج إلى مؤسسات أكثر من الشخص".

ويُضيء بقرادوني على أنّ "نتائج الإنتخابات النيابيّة الأخيرة، بالقانون الجديد، لم تكن متوقَّعة على الإطلاق، فهي فاجأت العهد العوني بصعود "القوات اللبنانية" شعبياً على الساحة المسيحيّة، أمّا سنياً، فأصبحت هناك قاعدة سنيّة لسعد الحريري مختلفة عن قاعدة والده الشهيد رفيق الحريري"، مُشيراً إلى أنّ "عون والحريري لم يبنيا تفاهماً سياسياً ناجحاً، وهو ما انعكس سلباً على مسار العهد وخلق نقاط ضعف عدّة فيه".

"أحلام الناس المستحيلة التي أطلقها عون أُصيبَت بخيبة"، يقول، معتبراً أنّ "استحقاقاً مُهمّاً ينتظر اللبنانيين، هو الإنتخابات النيابية التي ستؤشّر إلى هويّة الرئيس المقبل".

خطّة بديلة عن "تفاهم مار مخايل": يجزم بقرادوني أنّ "المرحلة القادمة تحتاج إلى خطّة بديلة عن "تفاهم مار مخايل"، الذي استفاد منه "حزب الله" الذي "بلّش يزمّ" عسكرياً وسياسياً، وذلك لمواجهة العقوبات الأميركية، المستمرّة أياً كانت هويّة الرئيس الجديد في البيت الأبيض، وتحصل عبر "لوبي" مسيحي لبناني في مختلف الولايات الأميركيّة للتخفيف من وطأة العقوبات التي قد توصل إلى حرب، والمطلوب من عون تحسين العلاقة اللبنانية - الأميركية"، مُفيداً بأنّ "عدم مشاركة "الحزب" في حكومة الحريري الجديدة، وعدم تسميته، رسالة لتخفيف الضغط على لبنان".

مُلحَق للورقة الفرنسية قريباً: ويكشف، لموقع mtv، أنّ "الورقة الفرنسية الإصلاحية سيتمّ إتباعها بمُلحَق بنسبة 20% على مستوى الإصلاحات العمليّة، لذلك فإنّ أمام رئيس الجمهورية فرصة كي تكون السنتان الباقيتان فترةً للإصلاح".

جعجع "مشروع الرئيس": شكّلت الحرب اللبنانيّة الجزء الأكبر من حياة بقرادوني، وهي التي يعود الكلام عنها اليوم من زاوية التسلّح المسيحي، سيّما من قبل "القوات"، إذ يؤكّد أنّ "سمير جعجع دفع ثمن الحرب وليس مستعداً لدفع الثمن من جديد عبر التسليح والتدريب، فهو نجح في السياسة إلى حدّ أصبح "مشروع الرئيس" الأقوى بعد انتهاء عهد عون، كما أن مشروعه الرئاسي يمنعه من الذهاب في مغامرة كهذه حتّى لو كان الأميركيون يبحثون عن أداة مسيحية في لبنان، وجعجع يعي تماماً أنّ التسليح من مصلحة إسرائيل فقط والدخول في هذا الآتون يُضعِف موقعه وحظوظه وليس العكس".

المخطّط التركي من حلم إلى كابوس: "شو عم تعمل تركيا؟" يرى، في ختام الجلسة، أنّ "رجب طيب أردوغان يقود مخطّط أسلمة العالم، وهو المشروع الأكثر رجعيّة عبر إعادتنا إلى ما يُشبه السلطنة العثمانية بواسطة تقوية "الإخوان المسلمين" في المنطقة، وهو أمر سيتحوّل لدى الرئيس التركي من حلم إلى كابوس".

أمّا في لبنان، فيجزم أنّ "أهل السُنّة  لن يلاقوا مشروع الأسلمة هذا، مع الإشارة إلى أنّهم يحاولون تفخيخ طرابلس، وطالما أنّ ليست هناك قوّة منظّمة وشعبيّة تؤمّن المناخ الهيمني فإنّ هذا المشروع سيفشل في لبنان، وصورة المنطقة القادمة ستتمثّل بالثنائية والتعايش وليس الديكتاتورية والأحاديّة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o