عون للبنانيين: وصلنا الى خط النهاية... "مفلسين وما فيني اعمل شي"
رسائل رفض للحريري ومناشدة للنواب: فكروا بآثار التكليف على التأليف
مكافآت مالية اميركية لمن يعثرعلى مستشار نصرالله وزعيم الحزب في سوريا واليمن
المركزية- لمن تبقى من اللبنانيين في الوطن القلقين على المصير والمستقبل، لم يقل رئيس جمهوريتهم العماد ميشال عون كلمة تبرد قلوبهم ولا وعدهم بتغيير وشيك ولا حتى بأمل. أكد في اطلالة انتظروا منها موقفا بحجم المسؤولية، اننا وصلنا الى خط النهاية "صرنا مفلسين وسنصبح في عزلة ولا استطيع ان افعل شيئا"....لكن الاهم ، انه باق لتحمل مسؤولياته في التكليف والتأليف وفي كل موقف وموقع دستوري، وبوجه كل من يمنع عن شعبنا الإصلاح وبناء الدولة.
اما للرئيس سعد الحريري، الذي ان لم يطرأ ما يعرقل استشارات الغد القائمة في موعدها حتى اللحظة سيحمل مجددا لقب الرئيس المكلف الى أمد غير محدد، فأبلغه رئيس البلاد رسائل من نوع آخر. بين سطور كلماته، ومن دون ان يسميه، لم يترك مجالا للشك بعدم رغبته بعودة الحريري الى رئاسة الحكومة، والارجح اللجوء الى اي خيار قد يحقق هذه الرغبة فـ "كل واحد عندو تاريخ سياسي، وانتو بتعرفوا كتير منيح كمراقبين، وهيدا تهذيباً أنا عم قول هيك"، وذلك في معرض رده على سؤال عن عجز الحريري عن تشكيل حكومة اصلاح.
ولنواب الامة توجه الرئيس مناشداً "أملي أن تفكروا جيّداً بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدوليّة".
المواقف الرئاسية التي شهدت ردودا قاسية من قبل اطراف المعارضة، اكدت المؤكد. الرئيس الحريري سيُكلف لكن قد لا يؤلف، فيلقى مصير مصطفى اديب، الا اذا طرأ ما لم يكن في الحسبان محليا او خارجياً، على غرار التقاء الحريري- باسيل على تسوية جديدة او انقلاب في موازين القوى الدولية. آنذاك قد يصبح درب التأليف معبداً.
هل سيلتزم الاصلاح؟: في كلمة عالية السقف وجّهها الى اللبنانيين، عشية الاستشارات النيابية غدا، سأل رئيس الجمهورية "مطلوب مني أن أكلّف ثم أشارك في التأليف، عملاً بأحكام الدستور، فهل سيلتزم من يقع عليه وزر التكليف والتأليف بمعالجة مكامن الفساد وإطلاق ورشة الاصلاح"؟ وتابع "هذه مسؤوليتكم أيها النواب، فأنتم المسؤولون عن الرقابة والمحاسبة البرلمانيّة باسم الشعب الذي تمثّلون،. وشدد على أنه سيبقى يتحمل مسؤولياته في التكليف والتأليف، وفي كل موقف وموقع دستوري، وبوجه كل من يمنع عن شعبنا الإصلاح وبناء الدولة.
الصامت مسؤول: وسأل عون ايضا "اين الخطة الاقتصادية ومن أفشل تطبيقها؟ أين برنامج الاستثمار العام (CIP) ومن أبقاه حبراً على ورق؟ أين الخطط الإنمائية القطاعية التي وضعها مؤتمر CEDRE ومن تقاعس عن تنفيذها؟ نحن من رفع الدعم على موادنا الحيوية التي نستورد معظمها ولا نضبط استفادة شعبنا من دون سواه منها؟ أين خطة الكهرباء التي تنام في الأدراج منذ سنة 2010 ؟ أين خطة السدود؟ أين نحن من هدر المال العام والحسابات المفقود أثرها في وزارة المال ومشاريع قطوعات الحسابات؟ أين نحن من هيئة الإغاثة ومجلس الإنماء والإعمار وصندوق المهجرين وصندوق الجنوب والمؤسسات العامة غير المنتجة؟ أين نحن من برامج المساعدة ومن المبادرة الفرنسيّة الاقتصاديّة الإنقاذيّة والمباحثات مع صندوق النقد الدولي ومساهمات مجموعة الدعم الدوليّة في عمليّة الإنقاذ؟ أين القضاء من سطوة النافذين؟ أين نحن من التدقيق الجنائي في مصرف لبنان؟ لماذا تم الهروب من تحمل المسؤولية وإقرار مشاريع الاصلاح؟ ولمصلحة من هذا التقاعس؟ وهل يمكن إصلاح ما تم إفساده باعتماد السياسات ذاتها"؟ واشار الى أن "صمت أي مسؤول، وعدم تعاونه بمعرض التدقيق الجنائي، إنما يدلان على أنه شريك في الهدر والفساد، وتجربة التدقيق الجنائي، إذا قدّر لها النجاح، ستنسحب على الوزارات والمجالس والصناديق والهيئات واللجان والشركات المختلطة كافة من دون استثناء".
لا فيتو: وبعد كلمته المتلفزة، أكد الرئيس عون انه لا يضع فيتو على احد، قائلا: "قامت القيامة عليي" بسبب تأجيل الاستشارات اسبوعاً لحل بعض المشاكل، علماً انني خسرت سنة و١٤ يوماً بسبب تكليف الحكومات والتي كانت مع الحريري". وردا على اسئلة الصحافيين، قال: "حصلت مبادرات من اصدقاء مشتركين للحريري وباسيل من اجل جمعهما واللقاء "ما زبط" وانا كحكم لا اتدخل بهذه المسائل". واضاف " سنصبح في عزلة ولا أستطيع أن أفعل شيئاً فلا التشريع في يدي ولا التنفيذ". و رداً على سؤال "هل أنت تقول ان الحريري عاجز عن تشكيل حكومة إصلاحية بامتياز؟"اجاب "أنا قلت اللي قلتو وكل واحد عندو تاريخ سياسي وانتو بتعرفوا كتير منيح كمراقبين وهيدا تهذيباً أنا عم قول هيك".
المستقبل لا يعلّق: في الضفة الاخرى، اشارت اوساط المستقبل لـ"المركزية" الى ان "لا تعليق على كلام عون قبل انتهاء الاستشارات". من جهتها، قالت مصادر عين التينة ان كتلة التنمية والتحرير تدعم تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة العتيدة وما زالت على موقفها الذي صدر الأسبوع الماضي من دون اي زيادة او نقصان. اما اوساط الحزب التقدمي الاشتراكي فأعلنت لـ "المركزية" اننا ملتزمون تسمية الحريري غدا ولا مرشح غيره.
ضمانة الجبل: في المقابل، أكد النائب طلال أرسلان بعد اجتماع كتلة ضمانة الجبل انها لن تسمي الرئيس الحريري غدا بسبب "الغموض في مقاربة من رشح نفسه، من موضوع اساسي هو مقاربة صندوق النقد الدولي وما هي الشروط التي يمكن للبنان ان يحملها او لا يحملها الشعب اللبناني. فلا وضوح اطلاقا من قبل المرشح نفسه لرئاسة الحكومة في هذا الموضوع ونحن بالنسبة الينا اذا لم تكن هناك اجوبة واضحة وصريحة حول مقاربة وجع الناس والازمة المعيشية التي يتحملها الشعب اللبناني، نحن في هذا الموضوع لدينا تحفظ كبير واعتراض كبير". واشار الى ان من اسباب عدم تسميتها الحريري ايضا "الغموض في مقاربته مسألة ترسيم الحدود".
شيا عند باسيل: في الاثناء، استقبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا كما استقبل السفير الالماني في لبنان اندرياس كندل.
سفير روسيا عند بري: في الموازاة، وفي زيارة بروتوكولية بعد تسلمه مهامه كسفير لجمهورية روسيا الاتحادية في لبنان استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة السفير ألكسندر روداكوف الزيارة كانت مناسبة ايضا جرى خلالها عرض للاوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين .
المسؤولون غائبون: وسط هذه الاجواء، أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "أن اللبنانيين يعانون من الضائقة الاقتصادية والمعيشية المتأتية من الأزمة السياسية المزمنة، ومنذ سنة من الأزمة الحكومية جاء وباء "كورونا" ليشل كل حركة وكانت الذروة في انفجار المرفأ"، لافتاً خلال افتتاحه في بكركي، مجمع مطارنة الطائفة المارونية برياضة روحية تستمر لغاية السبت المقبل، الى أن "المسؤولين في الدولة غائبون وكأنّ شيئاً لم يكن".
مكافآت اميركية: على صعيد آخر، جدّدت الإدارة الأميركية المكافأة بقيمة 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن خليل يوسف حرب مستشار الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. كما كشفت واشنطن عن مكافأة مالية اضافية بـ5 ملايين دولار لاعتقال هيثم علي طبطبائي، زعيم عسكري في حزب الله قاد القوات الخاصة للـ"حزب" في سوريا واليمن. وفي تشرين الأول من العام 2016 حددت وزارة الخارجية طبطبائي بأنه إرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي 13224.
غانتس: في الموازاة، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، على أن "المعادلة الإسرائيلية في الجنوب قد تغيرت، فلا بالون ولا صاروخ ولا شيء مقبولا"، مؤكدا "أننا الليلة الفائتة قصفنا مواقع لحركة حماس، وسنستمر في ذلك، كلما يتم قصف مناطق الغلاف، فإسرائيل يجب أن تدافع عن نفسها من أي هجوم". وبشأن الهجوم المنسوب لإسرائيل في سوريا الليلة الفائتة ، قال غانتس: "لن أتطرق الى من أطلق النار على من في الليل، لكن ما سأقوله أنه لن يُسمح لحزب الله أو "الإرهابيين" الإيرانيين بالتموضع على حدود مرتفعات الجولان".