Oct 14, 2020 7:25 AM
صحف

الطريق غير معبدة من بيت الوسط الى السراي الحكومي...تأجيل الاستشارات وارد

لليوم الثاني على التوالي يواصل وفد تيار المستقبل جولته على القيادات اللبنانية حيث من المتوقع أن يزور اليوم التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي ووفد من حزب الله، في مهمة تعتبر الأصعب اليوم لتعبيد الطريق على الرئيس سعد الحريري. وبانتظار ما ستحمله الساعات القليلة المقبلة، في ضوء نتائج الجولة وفي امكانية استمرار الرئيس الحريري في ترشحه أو سحب هذا الامر، وبالتالي مصير الاستشارات النيابية المقررة غداً، والتي باتت امكانية تأجيلها واردة لمزيد من التشاور.

وفي الإطار عينه تحدثت مصادر سياسية مطلعة ل"النهار" عن نقطتين أساسيتين يفترض بتهما خلال الساعات المقبلة وهما الموقف النهائي لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري من اشتراط الثنائي الشيعي تسمية وزرائه في الحكومة الجديدة وكذلك موقف رئيس الجمهورية ميشال عون المتحفظ عن ترؤس الحريري حكومة اختصاصيين وفي حال بتهما إيجابا سيكلف الحريري غدا على رغم كل المواقف السياسية الأخرى الرافضة لتكليفه 

وتتسم الساعات المقبلة بأهمية حاسمة لجهة رسم خريطة الاتجاهات حيال إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة وفق المبادرة الفرنسية والتوافقات الداخلية على تنفيذ آليات وضعها الحريري واطلع عليها المسؤولين والقوى السياسية او فشل المبادرة التي اطلقها وتولاها بنفسه. واستنادا الى نتائج اليوم الأول من جولة وفد "كتلة المستقبل" الذي ضم النواب بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش بالإضافة الى مواقف سياسية أساسية اطلقت، يبدو ميزان الاحتمالات السلبية والإيجابية حياله في نقطة وسطية يصعب معها الجزم بما سيقرره الحريري في نهاية اليوم الثاني من جولة الوفد المستقبلي اليوم. ذلك انه في خانة الإيجابيات سجل موقف رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المؤيد بقوة لتولي الحريري رئاسة الحكومة الجديدة كما سجل استعداد إيجابي لدى كتلة نواب الطاشناق لمصلحة الحريري. وبرزت اتصالات ووساطات بين المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لتبريد التوتر الذي ساد علاقتهما عقب الحديث الأخير لرئيس التقدمي وليد جنبلاط بما يمكن معه إعادة احياء قنوات التشاور بينهما. وستتجه الأنظار اليوم الى موقف "حزب الله" الذي سيلتقيه وفد "المستقبل " بعد الظهر بعد ان يلتقي قيادة "التيار الوطني الحر" قبل الظهر.

باسيل قطع الطريق على الحريري: الاّ أن السلبية أتت من النائب جبران باسيل الذي ارسل موقفا قاطعا من تحرك الحريري عشية موعد لقاء ميرنا الشالوحي مع وفد المستقبل

ففي اول تحرك علني له بعد شفائه من إصابته بكورونا حمل باسيل في كلمته في ذكرى 13  تشرين الأول على الحريري فقال "ليس على علمنا ان الرئيس ماكرون عين ناظرا او مشرفا عاما على مبادرته ليقوم بفحص الكتل النيابية ومدى التزامها مبادرته. وفي كل الأحوال من يريد ترؤس حكومة اختصاصيين يجب ان يكون هو الاختصاصي الأول او يزيح لاختصاصي ومن يريد ترؤس حكومة سياسيين حقه ان يفكر بذلك اذا كان هو السياسي الأول. ومن يريد ان يخلط بين الاثنين يجب ان يعرف كيف يعمل الخلطة ولكن بلا تذاك وعراضات إعلامية ".

 وقالت مصادر مطلعة على موقف تكتل لبنان القوي لـ"اللواء" ان خطاب باسيل لا يشي ان تسمية الرئيس الحريري في الجيب وهناك انتظار للقاء الذي قد يعقد بينهما والتوافق على شكل الحكومة والمنحى. ورأت ان لا خلاف على المبادرة الفرنسية. وقالت ان الحريري لفت الى ان الخميس هو يوم مفصلي ولم يطلب تأجيل موعد الأستشارات..

ورأت انه ليس مؤكدا ان تكتل لبنان القوي سيسميه ان لم يكن هناك اتفاق على شكل الحكومة ووجهتها وطبيعتهاواوضحت ان الفيصل هو يوم الأستشارات ملاحظة انه لا يمكن للحريري استثناء نفسه من الطبقة السياسية التي حكمت ويقول انه المنقذواكدت ان وضع الحريري للشروط المسبقة حول حكومة من اختصاصيين لا سياسيين فيها قد تشكل عائقا معتبرة ان بإمكانه ان يرفض اذا لم يكن قادرا على التفاهم مع فريق عمل. وسألت عن الخيارات، اعتذار أو افشال المبادرة الفرنسية او تأليف كما يريد.

ولاحظت مصادر متابعة أنّ رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لم يقفل الباب نهائياً تجاه تكليف الحريري بحسب "نداء الوطن" وأبقى الموقف مرهوناً بمقاربته لتشكيلة الحكومة.

جعجع غير ايجابي: أما على مستوى نتائج جولة وفد "المستقبل"، في معراب أكدت مصادر المجتمعين لـ"نداء الوطن" أنّ الاجتماع كان "ودياً" بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والوفد الذي ترأسته النائب بهية الحريري، فكانت خلاصته تأكيد "الاتفاق على الخطوط العريضة والاختلاف على التطبيق"، مع التشديد على كون "الطرفين متفقين على المستوى الاستراتيجي وبالتالي لا يجب تظهير المواضيع الخلافية باعتبارها هي المعيار الأساس في العلاقة بينهما".

وإذ لفتت إلى أنّ مسألة تكليف الحريري لم تُطرح خلال الاجتماع، إنما تركزت مهمة الوفد على سؤال مركزي يتصل بالنظرة إلى المهمة الإصلاحية المرتقبة من الحكومة المقبلة، نقلت المصادر أنّ جعجع جدد تأييده المبادرة الفرنسية مقابل تحميله الفريق الآخر مسؤولية إجهاض "قوة الدفع الاستثنائية" التي كانت تتمتع بها إبان زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت وتكليف السفير مصطفى أديب تشكيل حكومة الاختصاصيين، كاشفةً أنّ رئيس "القوات" أعرب عن موقفه الرافض لإعادة التجربة ذاتها مع العهد العوني والثنائي الشيعي قائلاً: "جربناهم وما وصلنا لمحل ومش مستعدين نغطي حكومة في ظل هذه الأكثرية"، وسأل: "لماذا علينا التنازل وأين الجريمة في الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة؟".

في المقابل، قالت مصادر مطلعة لـ"اللواء" أن لقاء وفد "المستقبل" مع جعجع كان سلبيا في نتيجته حيث كان هو في مكان والوفد في مكان. وقد ركز وفد المستقبل على المبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة بناء لمندرجاتها تحقق الاصلاحات، لكن جعجع أخذ النقاش إلى خيارات أخرى منها استقالة النواب من المجلس وإجراء انتخابات مبكرة لأنه برأي جعجع لن تصل الامور إلى نتيجة مع استمرار سياسة حزب الله والتيار الحر. لكن وفد المستقبل رد بأن هناك فرصة متاحة الآن من خلال المبادرة الفرنسية يجب استغلالها وتنفيذها لإنقاذ البلد من الانهيار، والذهاب إلى انتخابات مبكرة يعني تطيير المبادرة الفرنسية ويعني أن الأكثرية النيابية الحالية تبقى مسيطرة وقد تذهب الى إجراء تعديلات دستورية ما يعني انها تأخذ البلد إلى المجهول.

وطرح وفد المستقبل الذهاب إلى تشكيل الحكومة وفق المبادرة الفرنسية، وتنفيذ إلاصلاحات، ومن ثم طرح تقصير ولاية المجلس النيابي إذا أمكن، لكن المشكلة تكمن في اي قانون ستجري على أساسه الانتخابات، وهذا أمر موضع نقاش ايضا في البلد. وكرر جعجع موقفه أن الامور لن تمشي بوجود الفريق المسيطر، لكن الوفد رأى انه لا خيار آخر أمام لبنان سوى المضي في المبادرة الفرنسية.

وانتهى النقاش عند هذا الحد. ويفترض أن تجتمع اليوم كتلة الجمهورية القوية اليوم لتقرير الموقف من تسمية الحريري وتشكيل الحكومة، مع أن الوفد خرج بإنطباع ان القوات لن تمشي لا بالتسمية ولا بتشكيل الحكومة.

وليلاً جرى تواصل بين الرئيس الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط بعد اتصال هاتفي بين الحريري والنائب وائل أبو فاعور، ثم استكمل بمحادثة بين الحريري وجنبلاط.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o