Oct 09, 2020 6:06 AM
صحف

غياب اسم مرشح محدّد هل يؤجل الاستشارات الحكومية؟

اشارت صحيفة "الأنباء" الكويتية الى ان حزب الله أجاز تشكيل الحكومة، والرئيس ميشال عون حدد موعد الاستشارات النيابية، من دون ربط التكليف بالتأليف، ظاهريا على الأقل.
الرئيس سعد الحريري الى الواجهة مجددا، رغم تمسكه بقرار اللاعودة الى السراي الكبير في هذه المرحلة، وقد طرح الرئيس نجيب ميقاتي اسمه مرة أخرى لتشكيل حكومة التكنو-سياسية، لكن الجميع يعلم ان دون الحريري وموقع رئاسة الحكومة، حاجزان، عربي وداخلي، عجز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إزاحتهما.

الحاجز العربي معروف، أما الداخلي فيتمثل "بالفريق الرئاسي"، أي فريق الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل، والأخير بدأ يستذكر الرئيس المعتذر مصطفى أديب، محاولا استرجاعه من السفارة اللبنانية في برلين، وإعادة برمجة مشروعه الحكومي الحصري، بتوسع في اتجاه مشروع الميقاتي، ما يرد العهد الى كنف المبادرة الفرنسية الممد لها.

لكن غياب أي اسم محدد كمرشح للتكليف، قد يؤدي الى تأجيل موعد الاستشارات الخميس المقبل. المهم في نظر الأوساط المتصلة ببعبدا ان الرئيس عون، جدد بتحديده موعد الاستشارات الملزمة فعل إيمانه بالمبادرة الفرنسية، في وقت حذر فيه وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان من تفكك لبنان، "لا بل من زواله ان لم تشكل حكومة سريعا، وتجري اصلاحات هيكلية"، معلنا تأجيل مؤتمر مساعدة لبنان الى نوفمبر المقبل، اي الى ما بعد الانتخابات الأميركية.

على أي حال وصلت الى بيروت أمس الأول، سفيرة فرنسا الجديدة في لبنان آن دريو، وغردت قائلة: "أنا سعيدة بوصولي الى لبنان، لمواصلة التزام فرنسا الثابت الى جانب لبنان واللبنانيين".

وأنظار التكليف الى بيت الوسط، حيث عقد الرؤساء الأربعة، سعد الحريري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام اجتماعا امس الاول، وتبين ان الحريري، لايزال عند موقفه من عدم الترشح للرئاسة الثالثة وعدم تسمية مرشح، على الرغم من اعلان ميقاتي ان مرشحه هو سعد الحريري. ولا شك ان اعضاء نادي الرؤساء يعلمون بمعيقات ترشيح الحريري، ويعتقد بعضهم ان الرئيس ميقاتي يرمي الكرة باتجاه الحريري عله يردها اليه.

رسالة الى ماكرون: من جهة أخرى اعتبرت مصادر سياسية عبر "الشرق الاوسط" أن عون أراد بتحديد موعد لإجراء الاستشارات أن يرمي كرة النار في أحضان القوى السياسية لإبعاد الشبهة عنه بأنه المسؤول عن تعطيل تأليف الحكومة من ناحية وبأن يوجه رسالة إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مفادها أنه لن يتزحزح عن التزامه بالمبادرة الفرنسية ولن ينتظر انتهاء المهلة التي حددها ماكرون ليتخذ قراره النهائي.

لكن رسالة عون إلى ماكرون بخصوص تحديد موعد للاستشارات النيابية لن تقدم أو تؤخر في رسم المسار العام لمصير المبادرة الفرنسية، وتعزو المصادر السياسية السبب إلى أن باريس ليست في وارد مقاربة الخطوة التي أقدم عليها رئيس الجمهورية وتتعامل معها على أنها شأن داخلي ولا علاقة لها بالتداول في أسماء المرشحين لتولي رئاسة الحكومة، وبالتالي ستراقب ما ستؤول إليه هذه الخطوة وما إذا كانت ستتم في موعدها.

لذلك تنأى باريس بنفسها – بحسب هذه المصادر – عن إبداء رأيها في الاستشارات لأن ما يهمها إصدار الأحكام إلى ما بعد تشكيل الحكومة، وما إذا كانت على استعداد لمقاربة خريطة الطريق التي تقدم بها ماكرون كما أنها لن تُقحم نفسها في لعبة تسمية هذا المرشح أو ذاك. وعليه تستبعد هذه المصادر تأجيل موعد الاستشارات إلا في حال إلحاح الأطراف على تأجيلها لقطع الطريق على أن تكون التسمية مفتوحة على عدة أسماء ما يؤخر تأمين ثقة نيابية راجحة للحكومة.

لا تأجيل: في المقابل، أكدت المصادر في بعبدا لـ"النهار"، ان الاستشارات في موعدها ما لم يطلب رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاستمهال.

وقالت المصادر: لا اسم لدينا بعد ولم نتواصل مع احد خلافاً لما تردد. ورئيس الجمهورية لا يحبذ، حتى تاريخه حكومة اللون الواحد، بل يتطلع الى حكومة تنخرط فيها جميع القوى السياسية كي تكون فاعلة وقادرة على تطبيق البرنامج الاصلاحي المتفق عليه.

مصير الاستشارات معلّق: إلى ذلك، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" إنه على الرغم من التأكيد الصادر من بعبدا أنه لا يزال من المبكر الحديث عن تأجيل موعد الاستشارات النيابية المقررة الخميس لا شيء يظهر ان هناك صورة واضحة بإكتمال المشهد الحكومي تكليفاً أوّلاً ثم تأليفاً. وأوضحت أنّه لم يرشح أي جو تفاؤلي لأن المعطيات حتى الساعة لا تفيد بالحسم. ورأت ان الوسطاء لم يتحركوا بعد ودعت الى ترقب ما اذا كانت هناك من اتصالات جديدة.

واكدت ان الأيام المقبلة مفتوحة على احتمالات تتصل اما بتأجيل الاستشارات او بطرح اسماء لرئاسة الحكومة بعدما تعاد خطوط التواصل بين المعنيين.

واوضحت المصادر ان جميع الكتل النيابية مدعوة لأن تحدد مواقفها سريعاً، ولفتت إلى أنّ قراءات ستجري لمواقف الرئيس سعد الحريري في اطلالته التلفزيونية، مساء أمس.

لا يمكن الجزم: وفي السياق، سألت مصادر المعنية بالاستحقاق الحكومي: "في حال عدم الاتفاق على إسم الرئيس سعد الحريري او غيره هل سيُرجئ رئيس الجمهورية ميشال عون الاستشارات إلى موعد غير محدد؟".

وقالت لصحيفة "الجمهورية": "لا يمكن الجزم من الآن، وإن كان الاتجاه العام يميل نحو السلبية، إذ يخشى حتى لو تَمّت تسمية رئيس مكلف فإنه سيتعذّر عليه التأليف في ظل الخلاف المُستحكم بين وجهتي نظر، إلّا انّ الأزمة الكبرى التي لا يمكن لأي طرف التغاضي عنها هي الأزمة المالية والاجتماعية والمعيشية والاقتصادية المتفاقمة، واي مصير يتّجه إليه لبنان في حال رفع الدعم؟ فهل تتحمّل الدولة ثورة اجتماعية وغلياناً اجتماعياً؟"
 
وتتوقع المصادر المعنية ان تنشط المشاورات السياسية ابتداء من اليوم في وقت لم يظهر بعد ان ايّ فريق في وارد التراجع عن وجهة نظره، فيما المبادرة الفرنسية التي يضع الجميع أنفسهم تحتها ويؤيّدها، تبدو وكأنها معلّقة، ولم يسجل حتى الآن اي دخول فرنسي على الخط بعد ان حدّد رئيس الجمهورية موعد الاستشارات.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o