Oct 07, 2020 7:38 AM
صحف

الحكومة: بين التكليف والتأليف لا موعد للاستشارات
آن غريو في لبنان لا جديد بالنسبة للمبادرة الفرنسية ولا مبادرة روسية

وصلت آن غريو، السفيرة الفرنسية الجديدة أمس إلى لبنان، بعد فترة أمضتها في باريس فور انتهاء مهمتها كسفيرة في المكسيك. والتقت غريو في باريس قبل توجهها الى بيروت المسؤولين عن الملف اللبناني في الرئاسة والخارجية، وهي تتمتع بسمعة جيدة في الوسط السياسي والدبلوماسي الفرنسي.

إلى ذلك، علمت "نداء الوطن" من مصدر فرنسي رفيع أنه لا يوجد أي جديد بالنسبة للمبادرة الفرنسية، وليس هناك أي اتصالات حالياً بين الرئاسة الفرنسية والرئاسة اللبنانية ولا مع المسؤولين اللبنانيين، موضحاً أنّ باريس تنتظر أن تتقدم الأمور في لبنان على صعيد الحكومة لإجراء تحرك جديد، خصوصاً وأنّ الرئيس ماكرون ملتزم بما قاله في مؤتمره الصحافي الأخير لجهة التأكيد أن الكرة الآن في ملعب اللبنانيين لتنفيذ المبادرة الفرنسية التي وحدها تنقذ البلد.

معطيات "الأنباء الإلكترونية" تفيد أن ما يجري هو عبارة عن تحريك للركود الحكومي، لكن بدون الإقدام على أي خطوة ما لم يكن هناك توافق واضح على التأليف والتكليف. بينما هناك من يعتبر أنه قد يجوز الاتفاق على التكليف وتبقى مسألة التأليف معلقة بانتظار تبلور الاجواء الدولية.

وفيما ساد المشهد في اليومين الماضيين حديث عن فتح قناة تواصل بين حزب الله وحركة أمل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير السابق جبران باسيل، ترمي إلى بلوغ تفاهُم على الحكومة الجديدة وفقَ معادلة حكم الأغلبية، وسطَ ضخ معلومات عن دعوة عون الأسبوع المقبل إلى استشارات نيابية، أكدت مصادر سياسية بارزة ل"الأخبار" أن "فريق الأكثرية لن يذهب إلى هذا الخيار حالياً"، وهو يسمَح بمزيد من الوقت، إذ لم يُسقِط من حساباتِه بالكامل أن تٌفضي المبادرة الفرنسية الى حل في النهاية، ولو أن المبادرة يبدو نجاحها حتى الآن مُستبعداً أو صعباً

وما بدا لافتا بحسب "النهار" ان المصادر سارعت ‏الى تسليط الضوء على موقف رؤساء الحكومات السابقين الأربعة سعد الحريري وفؤاد السنيورة ‏ونجيب ميقاتي وتمام سلام، فأطلقت تساؤلا عما اذا كانت تسمية رئيس الحكومة المكلف ستكون ‏عندهم مذكرة بطرح الرئيس ميقاتي تشكيل حكومة من 6 وزراء دولة سياسيين و14 تكنوقراط، وما ‏اذا كان ذلك يعني ان ميقاتي سيكون احد الأسماء المرجحة ؟ كما غمزت من قناة توافق رؤساء ‏الحكومات السابقين . وقد اثار هذا الامر شكوكا لدى أوساط سياسية قريبة من الرؤساء السابقين ‏اقله في جدية الحديث عن تحديد موعد قريب للاستشارات واعتبرت ان حرف الأنظار عن الواجب ‏الدستوري لرئاسة الجمهورية في اجراء الاستشارات النيابية الملزمة بأسرع وقت لن يجدي اطلاقا ‏ولن يجعل افتعال الذرائع الأسلوب الناجح لإخفاء البدع المتعلقة باستباق التكليف بالتأليف ورمي كرة ‏التعطيل مجددا في مرمى رؤساء الحكومات السابقين الذين سيعرفون متى وكيف يردون بالجواب ‏الدستوري والسياسي الوطني الملائم‎ .‎

وفي هذا السياق، تقول مصادر سياسية بارزة لـ«الشرق الأوسط» إن اعتذار أديب عن عدم تأليف الحكومة «لا يعني أن هناك إمكانية لتجاوز السقف الذي رسمه، إلا إذا تقرر وضع المبادرة الفرنسية في الثلاجة إفساحاً في المجال أمام البحث عن أخرى بديلة، رغم أن الجميع يصرّون على التمسك بها ومن بينهم من أطلقوا عليها رصاصة الرحمة».
وتؤكد أنها تستغرب الحديث عن «وجود نية لتعويم الحكومة المستقيلة بذريعة أن المفاوضات لن تستغرق أكثر من 3 أشهر وستنتهي إلى مباشرة لبنان التنقيب عن الغاز والنفط، وهذا ما يتيح له الحصول على ضوء أخضر أميركي يدفع بصندوق النقد إلى توفير الدعم المالي، مما يسمح لها بأن تستعيد عافيتها وتستيقظ من غيبوبتها المديدة»، وتقول إن «من يلوح بتعويمها يهدف إلى تمرير رسائل لرئيس (تيار المستقبل) رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، يراد منها الضغط للموافقة على أن يتزعّم الحكومة الجديدة بشروط الآخرين، وهذا ما يرفضه بإعلانه أنه ليس في وارد الترشح لتولي رئاسة الحكومة».

المبادرة الفرنسية: وإذ جرى البناء على هذه الاتصالات - من زاوية أن المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل لوّح بخيار الأكثرية النيابية - إلا أن المصادِر أكدت أن "ما بُني عليها ليسَ دقيقاً"، وذلِك لعدة أسباب:

الأول، هو استمرار المبادرة الفرنسية، على الرغم من تراجع زخمها. فهذه المبادرة في جوهر نصّها تقوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تضمّ كل الأطراف الذين اجتمعَ معهم ماكرون على طاولة قصر الصنوبر. وبالتالي لن يُصار الى فرض حكومة من لون واحد، قبلَ اتضاح مصير المبادرة، وخاصة أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أعلن في خطابه الأخير الانفتاح عليها.

ثانياً، حتى اللحظة يتقدّم خيار التوافق مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على اسم رئيس الحكومة العتيد، لكن هذه المرة تحت سقف التلازم بين التكليف والتأليف. فمن غير الوارِد تكرار تجربة السفير مصطفى أديب، والسماح لفريق الحريري ورؤساء الحكومات السابقين بتلغيم المبادرة مرة أخرى ووضع شروط لتنفيذ انقلاب ضد الأكثرية.

ثالثاً، وفي ظل غياب وسيط محلّي قادِر على المبادرة، هناك انتظار لجواب من الإليزيه، بعدَ وعد باريسي باستئناف النقاش مع المملكة العربية السعودية بشأن ترؤس الحريري للحكومة العتيدة. لكن حتى الآن لا خبر. فإمّا أن نتيجة التواصل كانت سلبية، وإما أنّ المسعى لم يُستكمَل بعد.

وتقول المصادر إنه منذ كلام السيد نصر الله واللقاء الذي جمعَ مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله الحاج عمار الموسوي بالسفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه، لم يحصل أي تواصل مع الفرنسيين، ولم تصِل منهم أي إشارة. وفي ظل غياب الوسيط المحلّي القادر على تحريك المياه الراكدة، يبقى أنّ على الفرنسيين إما إعادة إحياء المبادرة أو إعلان سقوطها لكي يبنى على الشيء مقتضاه. ولفتت المصادر إلى أن "الطرح الذي تقدّم به الرئيس السابق نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة تكنو - سياسية، مؤلفة من عشرين وزيراً: 6 وزراء دولة سياسيين و14 وزيراً اختصاصياً، هو طرح مقبول، ولا يعني ذلك أن يكون هو على رأس الحكومة، حتى إن أحداً لم يفاتح فريق الأغلبية بهذا الشأن".

لافروف والمبادرة الروسية: على خط آخر وبعدما عمّمت دوائر القصر الجمهوري أجواء إعلامية أمس تفيد بأنّ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف سيزور بيروت في 29 الجاري، نفت مصادر رفيعة في الخارجية الروسية لـ"نداء الوطن" أن يكون جرى اعتماد أي تاريخ محدد لزيارة لافروف بيروت، وقالت: "لا موعد الزيارة تم تحديده ولا الوفد المرافق تم تشكيله".

وفي حين يسود انطباع لدى أوساط ديبلوماسية بأنّ موسكو تتريث في تحديد موعد الزيارة اللبنانية بانتظار اتضاح آفاق الملف الحكومي أكثر، تؤكد المصادر الرفيعة في الخارجية الروسية أن "لا مبادرة روسية تجاه لبنان إنما تعمل موسكو على مساعدة المسعى الفرنسي في محاولة لإنجاحه"، مضيفةً: "نحن على تواصل مع الفرنسيين للتنسيق في ما خص الملف اللبناني وهذا كان فحوى الاتصال بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o