Oct 06, 2020 6:22 AM
صحف

تفاصيل اللقاء الجوي بين الرؤساء الثلاثة

لم تحمل مشاورات الطائرة الرئاسية التي أقلت الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب، في رحلة تقديم واجب العزاء الى القيادة الكويتية أي جديد حكومي يمكن التعويل عليه، باستثناء ابداء بري الاستعداد "لتشغيل محركاته دعماً لأي تحرك تباشره الرئاسة الاولى قبل الدعوة الى الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد تشكيل الحكومة"، وفق ما أفادت "نداء الوطن".

وبحسب مصدر متابع فان "خلاصة التشاور الرئاسي الطائر كانت المزيد من التمهل واعطاء مساحة زمنية اضافية لتقييم تجربة تكليف السفير مصطفى اديب واعتذاره، وان عون لن يباشر مروحة اتصالاته ومشاوراته قبل نهاية الاسبوع الحالي ومطلع الاسبوع الطالع".

وقال المصدر ان "مقاربة رئيس الجمهورية للملف الحكومي بدت بطيئة جداً، ولم يلمس اعضاء الوفد المرافق حماسة كبيرة للقيام بتحرك حقيقي يفضي الى تحديد موعد الاستشارات، اذ يبدو ان اصابة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بفيروس كورونا واضطراره لدخول المستشفى التي غادرها امس الى الحجر المنزل، كان لها الاثر الكبير على حركة الرئيس حكومياً".

واوضح المصدر "ان ربط المباشرة بالاتصالات والمشاورات بمطلع الاسبوع المقبل، يعود في جزء كبير منه الى انتهاء فترة الحجر المنزلي لرئيس التيار، كون رئيس الجمهورية حريص جداً على ان يقف على رأي باسيل في كل الملفات المطروحة وتحديداً الملف الحكومي، ومرض باسيل منعه من التواصل مع الثنائي الشيعي في محاولة لتحديد الخيارات التي تعتبر قاعدة انطلاق للمشاورات مع القوى الاخرى، مما يسهل على رئيس الجمهورية البدء بعملية التشاور وفق منطلق عملي". واشار المصدر الى ان "ما يؤخر انطلاق الاتصالات والمشاورات الجدية، هو عدم وجود افكار مطروحة للتداول باستثناء طرح الرئيس نجيب ميقاتي حكومة من عشرين وزيراً موزعة بين 6 وزراء سياسيين و14 وزير اختصاص ومواصفات هذه الحكومة لا تنطبق الا على ميقاتي نفسه، وبالتالي لا بد من الاعلان عن افكار وطروحات حتى يبدأ البحث الجدي في انضاج عملية التكليف".

ولا يخفي المصدر "رهاناً رئاسياً على الحراك الخارجي، وان الاستمهال يدخل في هذا السياق، خصوصا وان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيصل آخر الشهر الحالي الى بيروت موفداً من الرئيس فلاديمير بوتين الذي وعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالمساعدة لاعادة الحياة الى مبادرته في شقها الحكومي، اي ان ما سيطرحه لافروف سيصب في خانة تفعيل المبادرة الفرنسية خصوصا وان خمسة ايام تفصل زيارته عن موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية".

وخلص المصدر الى القول "ان تعافي باسيل الكامل سيكون المؤشر للتحرك الرئاسي على خط الحكومة، مع تكرار بري نصيحته بالانفتاح على الجميع وتفضيله حكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري دون سواه لاعتبارات عديدة يكررها رئيس المجلس على الدوام، خصوصا ان الميل الفرنسي والروسي هو الى الحريري اكثر من سواه".

وجهاً لوجه: من جهتها، اشارت "الجمهورية" الى إنّ اللقاء الجوي بين الرؤساء الثلاثة، هو الأول بين عون وبري منذ زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت، ومرحلة تكليف مصطفى اديب الفاشلة، وهو الأول بينهما ايضاً بعد اعلان بري عن اتفاق اطار مفاوضات ترسيم الحدود الجنوبية البحرية والبرية. كما أنّه اللقاء الأول وجهاً لوجه بين بري ودياب منذ ما قبل استقالة حسان دياب. وبالتالي، فإنّ "الحوار الطائر" سواء في رحلة الذهاب الى الكويت أو في رحلة الإياب الى بيروت، كان عموميًّا، ومشتتاً بين الداخل والخارج وصولاً الى صحّة ترامب. وبالتالي لم يدخل في عمق او تفاصيل ايّ ملف. وأنّ كان التوجّه مشتركاً لكي تحضر حكومة تصريف الأعمال بفعاليّة في هذه الفترة، الى حين تشكيل الحكومة الجديدة.

لا لتعويم حكومة حسان دياب: بدورها، لفتت "النهار" الى ان لا مشاورات الجو، ولا مشاورات الأرض، تبدو كافية لإيقاظ الدولة وأركانها من السبات العميق الذي يغطون فيه ‏منذ اعتبروا ان تعليق المبادرة الفرنسية بعد توجيه ضربة قاسية اليها على يد "الثنائي الشيعي " قد منحهم ذريعة ‏الاستسلام للانتظار. ولعل الامر الذي بات مكشوفا ولا يحتاج الى ادلة لإثباته هو ان رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون الذي لم يصدر بعد اي إشارة لا من قريب ولا من بعيد الى موعد قيامه بتحريك الاستحقاق الحكومي ‏العالق والجامد من خلال انعدام أي تحرك إيذانا بتحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة، يستبطن هذه المرة ‏اتجاها فعليا اكثر من أي تجربة سابقة لانجاز توافقات سياسية تستبق الاستشارات بما يقدم عمليا التوافق على ‏معالم الحكومة واسم رئيسها قبل اجراء استشارات التكليف. واذا كانت حسابات عون في هذا السياق تتصل ‏بتداعيات الأضرار الكبيرة التي لحقت بدوره جراء تعمد حليفه "حزب الله " التسبب بتعليق المبادرة الفرنسية ‏حاليا على الأقل في انتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية، فان المعطيات الماثلة بقوة حيال أسباب الجمود اللافت ‏الذي يشوب المشهد الرسمي والسياسي، تشير الى استبعاد تسمية رئيس الحكومة المكلف قريبا وسط انقطاع ‏جسور التواصل بين رئاسة الجمهورية ومعظم القوى السياسية وعدم فهم حقيقة الدوافع التي تجعل رئيس ‏الجمهورية يمضي في تأخير الاجراء الدستوري المتمثل بالاستشارات النيابية الملزمة‎.‎وتؤكد أوساط معنية ان الملف الحكومي حضر لماماً في رحلة التعازي الى الكويت، وعلم ان التباعد الاجتماعي في ‏جلوس رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة المستقيلة كان ترجمة رمزية للجمود الذي يتحكم بملف التكليف ‏والتأليف. فرئيس الجمهورية ورئيس المجلس كانا متفقين على ضرورة الاسراع في اجراء الاستشارات النيابية ‏الملزمة لتكليف رئيس لتشكيل الحكومة المقبلة. لكن علم من المصادر ان جمود الاتصالات الحكومية وعدم حسم ‏الكتل مواقفها من مسار التكليف والتأليف قد يؤخر موعد الاستشارات الى الاسبوع المقبل بعدما كان متوقعاً حسم ‏موعدها في هذه الرحلة واجرائها نهاية الاسبوع الجاري‎.‎

‎وتؤكد المصادر ان الكلام عن اتجاه رسمي لتعويم حكومة تصريف الاعمال ليس دقيقاً ولا يمكن لأي مسؤول ‏القبول بهذا الشلل في ادارة شؤون الدولة والمواطنين، الا ان الاكثرية ليست بوارد الذهاب الى تكرار تجربة حكومة ‏الرئيس حسان دياب اي حكومة الفريق الواحد، ولذلك تنتظر الكتل رؤساء الحكومات السابقين ليرشحوا شخصية ‏فيتبناها الآخرون. ومعروف حتى الآن انه بعد فشل تجربة ترشيح الرئيس المكلف مصطفى اديب ، لن يكرر ‏الرؤساء الاربعة السابقون التجربة نفسها، وهم يمتنعون عن اي ترشيح. حتى ان مبادرة الرئيس نجيب ميقاتي ‏بحكومة عشرينية تكنو- سياسية ما زالت مبادرة فردية لم يتبناها زملاؤه رؤساء الحكومات‎.‎
‎‎ووفق المصادر المطلعة على الرحلة الرئاسية الى الكويت، فان البحث خاض اكثر في ملف الترسيم الحدودي. ومن ‏المتوقع ان يشكل رئيس الجمهورية الوفد المفاوض من العميد بسام ياسين، والعقيد مازن بصبوص، وضابط ‏الارتباط في اللجنة الثلاثية العميد حسيب عبدو ، اضافة الى عضو من هيئة ادارة قطاع النفط‎.‎

ويلفت معنيون الى امكان ان يكون هناك دافع ضمني للتريث في اطلاق جولة الاتصالات واللقاءات والمشاورات ‏الاستباقية للاستشارات الملزمة يتصل بإعادة ترميم التفاهم بين القوى اللبنانية و"الراعي الفرنسي" بعدما استشعر ‏جميع المسؤولين والقوى فداحة التداعيات التي تتهدد البلاد جراء التشهير السلبي الحاد الذي أصاب صورة السلطة ‏عقب الهجوم الذي شنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على مجمل الطبقة السياسية واضعا المجتمع الدولي امام ‏خلاصة من شأنها تعريض السلطة المقبلة لعزلة كبيرة ما لم يقترن تأليف الحكومة الجديدة بـ"ختم " الموافقة ‏الفرنسية عليها‎.‎

‎‎تبعا لذلك بدا واضحا ان خلوة الرئيسين عون ونبيه بري خلال رفقة الرحلة الجوية الى الكويت ذهابا وإيابا امس لم ‏تشكل أي تطور يعتد به ولو انه يعتقد انها أرست التمهيد اللازم لاطلاق الاتصالات المتعلقة باستمزاج القوى ‏السياسية حيال الشخصية المناسبة لتولي رئاسة الحكومة الجديدة بعد مجمل الصدمات الداخلية والخارجية التي ‏حصلت أخيرا‎.‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o