Oct 06, 2020 6:02 AM
صحف

تكليف هذا الاسبوع استجابة للرغبة الفرنسية أم "غيبوبة" بانتظار دخان البيت الأبيض؟

كشفت مصادر ديبلوماسية لصحيفة "الانباء الكويتية انه يتعين على المسؤولين اللبنانيين تكليف من يشكل الحكومة العتيدة هذا الأسبوع أو الذي بعده، استجابة للرغبة الفرنسية، التي تعتبر أن مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مستمرة، وأنه يجب تشكيل الحكومة لمتابعة مفاوضات الترسيم، فضلا عن المشاركة في مؤتمر الدول المانحة الداعمة للبنان، المرتقب الدعوة اليه من جانب الرئيس ماكرون.

إلى ذلك، ترقبت مصادر مواكبة حصول "تحرك ‏فرنسي خلال الأيام القليلة المقبلة"، كاشفةً في هذا المجال لـ"نداء الوطن" عن تواصل جرى ‏ولم يتم الإعلان عنه بين عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما قد يفضي إلى إعادة ‏تزخيم خطوط التشاور على أكثر من مستوى بين باريس وبيروت في الساعات المقبلة، تمهيداً ‏لتفعيل قنوات المبادرة الفرنسية ووضع آليات جديدة لتطبيقاتها حكومياً‎.

وإذ لفتت إلى أنّ المراوحة الحاصلة مردّها إلى "انتظار الأفرقاء اللبنانيين تحركاً فرنسياً ‏متجدداً لا سيما بعد التغييرات التي يعمد ماكرون إلى إجرائها ضمن فريق عمله المكلّف ‏بالملف اللبناني"، أشارت المصادر إلى أن "رحلة الكويت مهّدت لعودة الحرارة إلى خطوط ‏التواصل اللبنانية - اللبنانية لكن من دون أن تنجح في تحقيق أي شيء ملموس بعد، وجلّ ما ‏تم الاتفاق عليه هو ضرورة تحديد موعد للاستشارات النيابية في قصر بعبدا نهاية الأسبوع ‏الجاري أو الأسبوع المقبل كحد أقصى، بمعزل عما يمكن أن تسفر عنه الاتصالات ‏والمشاورات السياسية من نتائج توافقية مسبقة، باعتبار أنّ تحديد موعد للاستشارات أقلّه ‏سيضع الجميع أمام سقف زمني محدد لمحاولة التوصل إلى مخارج مقبولة لعملية التكليف ‏والتأليف‎".

العجز سيد الموقف: من جهة أخرى، رأت مصادر سياسية متابعة عبر "اللواء" ان العجز هو سيّد الموقف، فلا تكليف مرضي عنه، ولا مساعي أو اتصالات، فالانقطاع بين 8 آذار والفريق السني، يكاد يكون منعدماً، وكذلك الحال بالنسبة لبعبدا، حيث لا اتصالات ولا لقاءات، الأمر الذي يطيح بسرعة تأليف الحكومة لملاقاة قوة الدفع الفرنسية لمساعدة لبنان. ونقلت مصادر مطلعة على أجواء بعبدا ان الرئيس عون يرغب في تحديد موعد للاستشارات الملزمة بداية الأسبوع المقبل أو أواخر الأسبوع الحالي.

وقالت المصادر لـ"اللواء" ان الأمر يتوقف على استمزاج ما تريده الكتل النيابية، والاتفاق سلفاً على الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة. وتحدثت هذه المصادر عن جولة من الاتصالات والمساعي شبيهة بتلك التي سبقت تكليف الرئيس مصطفى أديب، والذي اعتذر لاحقاً، يتولاها الرئيسان عون وبري، كل في مجاله لاستكشاف المواقف والتوجهات انطلاقاً من نقاط:

1- هوية الرئيس الذي سيكلف بالتأليف..

2- شكل الحكومة وعددها انطلاقاً من «داتا» استشارات الرئيس عون السابقة..

3- مع الأخذ بعين الاعتبار المرونة على هذا الصعيد بانتظار معرفة توجهات الرئيس الذي سيكلف.

4- اعتبار الشق الاقتصادي من المبادرة الفرنسية حجر الأساس، في برنامج الحكومة العتيدة، في ما خص الإصلاحات والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وتنظيم مؤتمر الدعم، للحصول على المساعدات..

ولكن يبقى الموقف الفرنسي هو الاهم، بعد الصمت الرسمي إثر فشل الرئيس المكلف مصطفى اديب في تشكيل الحكومة وفق المبادرة الفرنسية، لا سيما وان السفير برونو فوشيه غادر لبنان يوم الجمعة الماضي ويتوقع وصول السفيرة الفرنسية الجديدة آن غريو الى بيروت خلال ايام قليلة، وسط ترقب لما هي اولى خطواتها في بيروت. وهي سبق ان شغلت المنصب الدبلوماسي في سفارة فرنسا في المكسيك. وهي بدأت منذ أسابيع في فرنسا، بدراسة الملفّ اللبناني بكلّ تفاصيله.

 ولا تخفي أوساط بعبدا ان الجو الحكومي يميل إلى ايجابيات، من دون ان تكشف عن طبيعتها، لكنها اشارت إلى ان الأجواء الدولية، لا سيما الموقف الأميركي هو غيره قبل انطلاق التفاوض حول ترسيم الحدود بعد أقل من عشرة أيام.

وكشفت أوساط "الثنائي الشيعي" ان البحث عن اسم الرئيس الجديد، الذي سيتولى تأليف الحكومة العتيدة انطلق..

ومن الممكن ان تحمل إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مساء غد، لمناسبة ذكرى أربعين الامام الحسين، مؤشرات على مجريات المرحلة، في بعديها: التفاوضي وتشكيل حكومة جديدة، فضلاً عن مخاطر التفشي الخطير لوباء كورونا.

عون وبري متفقان: وفي السياق، لفتت مصادر عين التينة إلى أن وجهات النظر بين عون وبري كانت متقاربة بأنه لا يجوز ربط هذا الاستحقاق ‏بالانتخابات الأميركية، ولا أية عوامل خارجية أخرى‎.، وفق ما أفادت "الانباء الالكترونية". وأكدت مصادر التينة أيضاً ان "عون وبري متفقان على استمرار التنسيق مع الجانب الفرنسي، الذي ما زال يؤكد ‏حرصه على دعم لبنان ومساعدته لإنقاذ اقتصاده، وهذا وحده كافياً لاستمرار التنسيق والتشاور معه‎".

بدورها، أشارت مصادر بعبدا عبر "الأنباء" الى أن مفاوضات تأليف الحكومة هذه المرة "قد تكون مختلفة" عن المرات ‏السابقة، وأن "الرئيس عون يرغب بأن تكون الشخصية التي سيتم تكليفها من أصحاب التجارب السياسية لأن المثاليات ‏وحدها لا تكفي لقيادة البلاد‎". وقالت مصادر بعبدا إن "لبنان بلد متنوع، ويجب مراعاة كافة القوى السياسية دون استثناء وهو ما يعمل عليه عون ‏لإنجاز هذا الاستحقاق‎".‎

حكومة اللون الواحد: من جهتها، أشارت "الاخبار" الى ان لقاء الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب على متن الطائرة، ذهاباً الى الكويت وإياباً الى بيروت مجدداً، لم يسفر عن إنتاج حلّ سحري لحال المراوحة الحكومية عقب اعتذار السفير مصطفى أديب عن عدم تأليف الحكومة. رغم ذلك، تشير المعلومات الى شبه اتفاق على القيام بجولة من المشاورات لمدة مقتضبة، في محاولة لإعادة تنشيط المبادرة الفرنسية. لكن في حال لم توصل هذه المساعي الى حلّ، واستمرار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بانتظار رفع الفيتو السعودي عنه وكسب رضى وضوء أخضر أميركيين، فإن أحد الحلول البديلة سيكون بالذهاب نحو حكومة من لون واحد، شبيهة بحكومة حسان دياب. وهذا الطرح ليس جديداً، بل جرى بحثه «عرضياً» بين حزب الله وحركة أمل من جهة والتيار الوطني الحر من جهة أخرى، على قاعدة عدم ترك البلد في حالة فوضى وانهيار شامل إذا ما تمسك الحريري بمسعاه الانقلابي، وفي حال بقي مصرّاً على انتظار الفرمانات الخارجية حتى يسير بتشكيلة تعكس نتائج الانتخابات النيابية وتأخذ بالاعتبار حق القوى السياسية التي تسمي الرئيس المكلف بالمشاركة في التأليف وتسمية وزرائها.

"غيبوبة" بانتظار دخان البيت الأبيض: في المقابل، ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية ان الشقَّ السياسي من «الأزمة الأخطبوطية» التي تُلْقي بثقلها على لبنان لم يَغِبْ عن الكواليس التي يسودها اعتقادٌ يترسّخ أكثر فأكثر بأن تأليف الحكومة الجديدة، سواء عبر ممرّ المبادرة الفرنسية التي تحتاج إلى «تدليك» اقليمي - دولي أو من خلال مساراتٍ خارجيةٍ أخرى، صار محكوماً بأفق الصراع المحتدم في المنطقة خصوصاً على خط واشنطن - طهران والذي ينتظر انتهاء السباق إلى البيت الأبيض لتَلَمُّس جولاته اللاحقة.

ولم يكن عابراً في رأي أوساط مطلعة أن «الغيبوبة» اللبنانية الكاملة بإزاء المأزق الحكومي، باتت تترافق مع «تَحَسُّسٍ» تَصاعُدي بإزاء أيّ إشارةٍ أو تطوّرٍ ذات بُعد ما فوق محلي صارتْ تعطى له تفسيراتٌ تعكس اقتناعاً داخلياً بأن لا إمكانية للإفراج عن الحكومة التي يريدها الخارج بـ«بروفايل» يُلاقي مسار «قصّ أجنحة» حزب الله، إلا على متن تفاهمات اقليمية - دولية بما تنطوي عليه من مقايضات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o