Oct 05, 2020 1:54 PM
خاص

التجنيد الاجباري..اعيدوه لتعزيز الانتماء للوطن!

المركزية – لا شك في ان غياب المواطنة في لبنان هو السبب الرئيسي لكل ما عرفته البلاد من ويلات ومآس على مر التاريخ اذ لطالما تحكمت الطائفية والمذهبية بمفاصل الامور وادت الى الكثير من الاحداث التي شهدها لبنان واخرها العام 1975 التي انتهت باعلان اتفاق الطائف وقيام الجمهورية الثانية التي لاتزال تجرجر ذيولها حتى اليوم نتيجة غياب القناعة باعتبار لبنان وطنا نهائيا لكل بنيه يفترض تقديم الولاء والانتماء اليه على كل التطلعات السياسية والدينية والحزبية شأن بقية الدول. الامر الذي لم ينجح اللبنانيون في تحقيقه حتى اليوم اذ بقيت الطوائفية هي السائدة لدى سائر المكونات التي ما زالت متقوقعة ضمن المناطق والبيئات التي افرزتها الحرب الاهلية وما يعرف بحرب الاخرين على الارض اللبنانية . 

وفي حين يرد البعض غياب المواطنة الى فشل الاتفاق على صياغة مضمون واحد جامع للتاريخ اللبناني يتجسد في كتاب يدرس لطلاب الصفوف التكميلية والثانوية وحتى الجامعية والى استغلال السياسيين وقادة الاحزاب الطائفية والمذهبية لمآرب انتخابية ومصالح شخصية وسعيهم الى استقطاب  الشباب ضمن منظوماتهم الحزبية الضيقة المفتقرة اصلا للرؤى الوطنية، تطرح الاوساط المراقبة امكان العودة الى احياء التجنيد الاجباري او اقله خدمة العلم التي اعتمدها لبنان سابقا اذا تعذر اللجوء الى التجنيد راهنا كون الموضوع يتطلب ميزانية مالية قد لا يمكن توفيرها راهنا نتيجة الواقع المالي القائم . علما ان خدمة العلم لا توفر الدمج المطلوب للاجيال الشابة التي فرضت عليها نتائج الحرب العيش ضمن مربعات وبيئات مذهبية وطائفية من لون واحد،  في حين ان التجنيد الاجباري يتيح للمجند التعرف على الاخر ومعايشته لاشهر وسنة (فترة التجنيد) ما يوفر للشباب  الاندماج المطلوب ضمن بيئة وطنية واحدة لم تكن متوفرة لهم سابقا سوى عبر الانتماء الى المؤسسة الام اي الجيش والاجهزة العسكرية الاخرى الامر غير المتاح بالطبع للجميع، وهو ما ادركته المنظمات الارهابية والتكفيرية وعملت على استغلاله والنفاذ منه لاستقطاب بعض  اصحاب العقول المتحجرة والجيوب الفارغة وضمها  الى صفوفها .  

وتختم الاوساط مؤكدة اهمية هذه الخطوة (التجنيد) في بناء المجتعات والدول سواء كان النظام المعتمد فيها ملكيا ام جمهوريا ام ديموقراطيا باعتبار ان خدمة الوطن لا توفرها الا المؤسسات العسكرية وما شابهها من قواعد وركائز لبناء الدول وتقدمها . 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o