Oct 03, 2020 8:46 AM
صحف

ماذا يعني صمت حزب الله على مسألة المفاوضات لترسيم الحدود البحرية؟
بازار الخلافات والتجاذبات الداخلية يضعف لبنان

أكّدت المصادر السياسية أن صمت حزب الله من خلال تجاهل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مسألة المفاوضات لترسيم الحدود البحرية هو دليل على موافقته الضمنية على خلفية أنه اتخذ قراره بالتموضع تحت عباءة الرئيس نبيه بري لأن لا قدرة لديه على تعطيل هذه المفاوضات أو منعها. 

وتقول المصادر لـ"الشرق الأوسط" إنّ حزب الله يمارس حالياً الممانعة الإيجابية، وتعزو السبب إلى أن قيادته تريد أن تنأى بنفسها عن اتهامها بأنها تعيق بدء المفاوضات للتنقيب عن الغاز وبالتالي هناك من يحمّلها مسؤولية أخذ البلد إلى الإفلاس.

وبكلام آخر فإن حزب الله -حسب هذه المصادر- قرر أن يسحب تهديداته لإسرائيل من التداول على خلفية وضع يدها على الثروات اللبنانية في المناطق الخاضعة بحرياً لسيادة الدولة اللبنانية وأوكل إلى بري الإعلان عن اتفاق الإطار لبدء المفاوضات لإبعاد الشبهة عنه بأنه يعيق الخطة الإنقاذية لوقف الانهيار المالي والاقتصادي.

وتعتقد هذه المصادر أن حزب الله بات على قناعة منذ العام الماضي، مع بدء تدحرج الوضع المالي والاقتصادي نحو الهاوية، بضرورة البحث عن المخرج الذي يتيح للبنان الإفادة من ثرواته لعلها توقف هذا الانهيار، ولم تكن أمامه سوى الموافقة على المفاوضات. 

بازار التجاذبات: وربطاً بالجو الداخلي البارد من إعلان اتفاق الإطار، اكّدت مصادر سياسية لـ"الجمهورية"، انّ النقطة الاساس، هي الّا يتمّ إدخال هذا الملف في بازار الخلافات والتجاذبات الداخلية، التي من شأنها الّا تُضعف فقط الموقف اللبناني وتربكه في مفاوضات، بالتأكيد لن تكون سهلة مع الاسرائيليين، بل من شأنها أن تنسف كلّ ما تحقّق في هذا الملف وكل الجهد الذي بُذل على مدى سنوات طويلة، للوصول الى هذا الاتفاق.

واذ لفتت المصادر الى «ثغرة اساسية تعتري هذا الاتفاق - الاطار، وهي عدم تحديد سقف زمني لهذه المفاوضات، بل ابقاها مفتوحة، ما قد يجعلها عرضة للتمديد المتتالي لفترات طويلة تزيد على الاشهر وربما لسنة واكثر»، اكّدت هذه المصادر «أنّ اولوية لبنان حالياً هي ان ينصرف الى التحضير لهذه المفاوضات، أكانت ستستمر لفترة قصيرة، او ستستمر لفترة طويلة، وأن يعدّ العدّة مسبقاً للدخول اليها محصّناً بموقف لبناني موحّد، ومستعداً لمواجهة ما قد يخبئه الاسرائيليّون من مفاجآت او عمليات تحايل قد يلجأون إليها، تحقيقاً لمصلحتهم على حساب لبنان وحقوقه».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o