Sep 26, 2020 6:01 AM
صحف

لقاء اليوم بين عون وأديب مفصلي حكومياً... وفرنسا دخلت بقوة على خط الاتصالات

في المعلومات المسربة من بعبدا أن الرئيس المكلّف مصطفى أديب قدّم لرئيس الجمهوري ميشال عون تصوراً عن حكومة من 14 وزيراً، لكن دوائر القصر الجمهوري نفت ذلك نفياً قاطعاً، وعمّمت مقابل ذلك أن الرئيس المكلّف لم يقدّم لرئيس الجمهورية أية تشكيلة حكومية بإستثناء الإتفاق على عقد إجتماع ثانٍ عند الساعة الحادية عشر من قبل ظهر اليوم.

وقد اكتفت مصادر بعبدا في إتصالٍ مع جريدة الأنباء "الإلكترونية" بتكرار مضمون البيان الذي صدر عقب لقاء عون - أديب  وأن الرئيسين لم يتطرقا الى أسماء الوزراء المقترحين للحكومة، وعزت ذلك لضيق الوقت، على أن تستكمل الإتصالات في لقاء اليوم، الذي وبحسب المصادر سيكون مفصلياً بالنسبة لتشكيل الحكومة بإعتبار أن الأمور غير واضحة حتى الساعة.

فرنسا على الخط: من جهة أخرى، أشارت "اللواء" الى ان فرنسا دخلت بقوة على خط الاتصالات لتضييق شقة الخلاف وتسهيل ولادة الحكومة وإنقاذ مبادرة سيد الاليزيه. ولهذه الغاية اجرى مدير المخابرات الفرنسية برنار ايمييه اتصالات مباشرة مع الاطراف المعنية لعدم اضاعة الفرصة المتاحة.

ولم يستبعد مصدر مطلع التوصل الى "تطور ايجابي" اليوم، في ما يتعلق بالحكومة، انطلاقاً من ان باريس تعتقد ان اعتذار اديب يؤدي الى تفاقم الازمة نظراً لصعوبة الاتفاق على اسم بديل، وخشية من تعويم حكومة حسان دياب.

وفي المعلومات ان الرئيس المكلف لم يقدم للرئيس عون اي صيغة للحكومة التي يقترحها، كما لم يُقدّم اي تصوّر لتركيبتها. وتقرر استكمال البحث في الموضوع الحكومي خلال لقاء يعقد بين الرئيس عون واديب قبل ظهر (اليوم) السبت.

وحسب بعض الاجواء فإن اديب لم يصل بعد الى مرحلة الاعتذار، لكن هذا الامر لا زال وارداً في حال تعقدت الامور اكثر وبقي الضغط الخارجي قائماً، بحيث يُصار الى تعويم حكومة الرئيس حسان دياب.

وأشارت "اللواء" ان اديب اطلع عون على ما سمعه من النائب علي حسن خليل (حركة امل) والحاج حسين خليل (حزب الله)، لجهة تسمية الوزراء، وهو يوافق اولاً، ورفضه استلام لائحة كانت مع النائب خليل، تمثل تفاهم حزب الله وأمل على 10 مرشحين شيعة لتولي الحقائب التي ستكون من حصة الطائفة (اثنتان الى جانب المالية)، الاتفاق على فسحة توافق ومشاورات، قبل اعلان المواقف الاخيرة. وفي السياق، عاد اديب والتقى "الخليلين" لايجاد حل وسط بين الاصرار على ما يسمونه "ثوابت"، ورفضه هو (أي اديب) المس بقواعد تأليف الوزارة الجديدة.

اما مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة فقالت لـ"اللواء" ان الأجواء غير سلبية ولكنها غير ايجابية ايضا وان هناك تصورا من دون اسماء متوقفة عند اهمية وحدة المعايير في عملية تأليف الحكومة.

وتركزت اتصالات المساء حول تسمية "الثنائي الشيعي" لوزير المال فقط، على ان يسمي الرئيس اديب باقي الوزراء، فإذا تم الاتفاق على ذلك، يقدم اديب تصوره لتشكيلة مع توزيع الحقائب، وإلا تذهب الامور الى تعقيدات اكثر تؤخر التشكيل.

اجتماع اديب - الخليلين: أكدت معلومات انه لم يسجل اي خرق في لقاء الرئيس المكلف مصطفى اديب مع النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، حيث بقي كل طرف على موقفه، وخصوصا لناحية تسمية الوزراء. واشارت  "الجمهورية" الى ان اديب ابلغ الخليلين انه لن يقدم اي تشكيلة حكومية قبل الوصول الى اتفاق حول المسائل العالقة بينهما.

أكدت مصادر مطلعة ان الملف الحكومي دخل مرحلة الحسم، وحركة المشاورات السابقة لاجتماع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف مصطفى اديب في بعبدا ستحدّد المسار الذي سيسلكه الملف الحكومي، إمّا في اتجاه التأليف وامّا في اتجاه التعقيد، ربطاً بمواقف الاطراف والاصرار المتبادل على تسمية الوزراء. ومن شأن هذا التعقيد أن يطيح بالتكليف والتأليف في آن معاً.

لفتت معلومات "الجمهوريّة" الى ان حديثاً يتنامى داخل الصالونات السياسية عن فرصة أخيرة للتأليف في غضون ايام قليلة لا تتجاوز نهاية الشهر الجاري، فساعتئذٍ تتبدّى 3 احتمالات: إمّا التأليف، وإمّا اعتذار الرئيس المكلف والعودة مع هذا الاعتذار الى الدوران في حلقة التكليف الذي لن يكون سهلاً هذه المرّة، وإمّا الانتظار الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، وهو أمرٌ ليس مضمون النتائج.

كما أكدت المعلومات ان العامل الفرنسي ضاغط بقوة لتشكيل الحكومة في غضون ايام قليلة، وهو ما أكدت عليه اتصالات فرنسية في اكثر من اتجاه خلال الساعات الـ24 الماضية، والرئيس ايمانويل ماكرون شخصياً يدفع بزَخم في هذا الاتجاه، وعلى قاعدة انّ الوقت يوشِك ان ينتهي، إن لم يكن قد انتهى، وعلى اللبنانيين ان يثبتوا جديّتهم في الالتزام بالمبادرة الفرنسية وتشكيل الحكومة وفقاً لمندرجاتها.

اديب يحسم خياراته الاسبوع المقبل: إلى ذلك، اعتبر مرجع سياسي يواكب مشاورات  تأليف الحكومة، ان المراوحة لن تبقى قائمة إلى ما لا نهاية، وان الأسبوع المقبل يُفترض أن يدفع باتجاه حسم المواقف سلباً أو إيجاباً، وان رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب سيضطر إلى حسم خياراته تشكيلاً أو اعتذاراً.

وأكد المرجع، لـصحيفة "الشرق الأوسط"، أن العائق الوحيد الذي يؤخر ولادة الحكومة يكمن في إصرار حركة "أمل" و"حزب الله" - "الثنائي الشيعي" - على أن يسميا الوزراء الشيعة، من بينهم وزير المالية.

وإذ أكد المرجع السياسي أن المشاورات مستمرة بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف، وكانت آخرها الجولة التي عُقدت بينهما عصر أمس، رأى في المقابل أن أديب لم يرفض أن يتسلّم من ممثلَي "الثنائي الشيعي"، أول من أمس، لائحة بأسماء 10 مرشحين لتولي وزارة المالية على أن يختار أديب أحدهم لتولّيها.

ولفت المرجع الى أن أديب تحفّظ على المبدأ، انطلاقاً من أن عدم موافقته على أي اسم من الأسماء الواردة في اللائحة سيدفع بممثلي "الثنائي الشيعي" إلى التقدُّم إليه بلائحة ثانية أو ثالثة، وهكذا دواليك إلى أن يوافق على الاسم.

ساعات مفصلية: وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة على أجواء لقاء بعبدا أن رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب لم يقدم لرئيس الجمهورية ميشال عون تصوراً كاملاً للصيغة الحكومية، واكتفى بالكشف عن بعض معالم التركيبة الوزارية التي يعمل على بلورة صورتها النهائية.

وأكدت المصادر لصحيفة "نداء الوطن" أن اللقاء السادس في قصر بعبدا اليوم يفترض أن يغوص أكثر في التفاصيل إن لم يستطع الرئيس المكلف أن يحسم تشكيلته النهائية ويحملها معه إلى اللقاء، لافتةً إلى أنّ نتائج الاجتماع الذي عقده أديب أمس مع الخليلين سيُبنى عليها الكثير وستشكل عنصراً أساسياً في تحديد طبيعة اجتماع بعبدا اليوم.

ورأت المصادر أنّ ملف التشكيل يمر حالياً بساعات "مفصلية" من شأنها أن تحدد المسار "بين التشكيل والاعتذار"، موضحةً أنه في حال نجحت عملية غربلة الأسماء بشكل يتيح ترشيح شخصية توافقية بين الرئيس المكلف والثنائي الشيعي لتولي حقيبة المالية، وإذا ما حُلّت عقدة هذه الحقيبة ولم تستدرج أديب إلى ساحات أخرى مفتوحة على بازار الحصص الطائفية والحزبية الأخرى، فإنّ سباق التأليف قد يصل إلى خواتيمه المرجوة بعد وضع اللمسات الأخيرة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية على التشكيلة المرتقبة، أما إذا تبيّن أن مسلسل العرقلة سيستمر فصولاً فعندها سيكون لكل حادث حديث.

وأشارت المصادر الى ان الرئيس المكلف يوشك على طرح تشكيلته وان ومسار الأمور سيتحدد بحسب تعاطي الثنائي ورئيس الجمهورية مع التشكيلة.

من جهة ثانية، ذكرت صحيفة "نداء الوطن" ان المعلوات المتوافرة تشير الى أن العرقلة في تأليف الحكومة ستستمر حتى الأيام وربما الأسابيع المقبلة، ولن يكون هناك تنازل سهل من قبل الأفرقاء الذين يشكلون الحكومة لأن الموقف السعودي الذي عبّر عنه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز كان شديد اللهجة تجاه "حزب الله"، في حين أن الإيراني يزداد تصلباً، بينما الأميركي يؤكّد أنه ماض في ملف العقوبات القاسية والتي لن ترحم أحداً.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o