Sep 18, 2020 6:02 AM
صحف

باريس قرعت الباب الروسي كي تستجيب ايران... الحكومة الأحد او الاثنين

قالت مصادر مطلعة على لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون - الحكومة المكلف مصطفى أديب لـ"الشرق الأوسط" إن "الأخير كان ينوي الاعتذار لكن باريس دخلت على الخط في اللحظة الحاسمة وطلبت منه التريث لمزيد من الاتصالات، كما طلب منه رئيس الجمهورية بدوره التريث أياما قليلة فكان أن تجاوب، لكن على أن يكون ذلك لوقت قصير يتم خلاله تكثيف الاتصالات والجهود على أمل التوصل إلى حلول للعقد العالقة".

وخلال اللقاء، طلب الرئيس عون من أديب، بحسب البيان، الاستمرار في الاتصالات الجارية لمعالجة الملف الحكومي لأن الظروف الراهنة في البلاد تستوجب عملاً إنقاذياً سريعاً، لا سيما أنه انقضى 16 يوماً على التكليف ولبنان ينتظر التفاهم على تشكيل حكومة جديدة، مشيرا إلى أن عون أكد "التمسك بالمبادرة الفرنسية بكل مندرجاتها والتي كانت حظيت بتوافق القيادات السياسية اللبنانية".

وقبيل لقائه عون كان أديب قد عبّر عن رفضه الخروج عن التفاهم الذي يقضي بتشكيل حكومة مصغرة غير سياسية، ونقلت مصادره عنه قوله إن "المهمة التي تم تكليفي على أساسها نتيجة تفاهم غالبية القوى السياسية اللبنانية، هي تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسية، في فترة قياسية، والبدء بتنفيذ الإصلاحات فورا. وعلى هذا الأساس لم يكن الهدف لا التفرد بالرأي ولا استهداف أحد من المكونات السياسية اللبنانية، بل اختيار تشكيلة حكومية من اختصاصيين. وأي طرح آخر سيفرض تاليا مقاربة مختلفة للحكومة الجديدة، وهذا لا يتوافق مع المهمة التي كلفت من أجلها".

ونقلت المصادر عن أديب قوله: "لأنني حريص على أن تبقى المهمة التي أقوم بها متوافقة مع روحية التفاهم الأساسي على حكومة اختصاصيين، طلبت من الرئيس ميشال عون إرجاء الاجتماع بيننا إلى عصر اليوم، لإجراء مزيد من الاتصالات قبل تحديد الموقف النهائي".

موسكو على الخط: وفي السياق، أجمع المتابعون على احتمال ولادة الحكومة ما بين الأحد او الاثنين الذي يليه، بعد هبوب رياح التفاؤل من موسكو عبر باريس التي تشير معلومات "الانباء" الكويتية، الى انها قرعت الباب الروسي كي تستجيب ايران، وهذا ما خفَّض منسوب التشنج السياسي في بيروت، وبدأ الحديث عن مخارج لعقدة وزارة المال التي يُصرّ عليها "الثنائي الشيعي"، لأسباب ميثاقية، كأن يكون الوزير شيعيا من ذوي الاختصاص والمستقل عن الاحزاب، او ان يكون من غير طائفة او مذهب يقبله "الثنائي الشيعي"، وفق ما ورد على لسان الاعلامي فادي أبو ديا، القريب من حزب الله لقناة "الجديد" صباح امس تحت عنوان الحفاظ على مبدأ المداورة.

وأفيد بأن اتصالات مصرية ـ فرنسية للمساعدة في معالجة الملف اللبناني بحكم ما لمصر من اهتمام تاريخي بلبنان، مع الاشارة الى ان علاقة القاهرة سيئة مع "حزب الله" لكنها على تواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

المصادر الفرنسية خففت من اجواء الاحباط التي صدرتها الى بيروت، وردا على تحفظات لحزب الله حول التدخل بتشكيل الحكومة وطريقة اعداد برنامجها، قالت لمن يعنيهم الأمر انه يعود للأطراف اللبنانية التوصل الى حل لمسألة مطالبة "الثنائي الشيعي" بوزارة المال.

الف ليلة وليلة: من جهة أخرى، أشارت "اللواء" الى ان السفير الفرنسي برونو فوشيه، واصل اتصالاته امس، وزار كلاً من بري والحريري لتقريب وجهات النظر بينهما، ومعالجة عقدة وزارة المالية. ووفقا للمعلومات اعتبرت مصادر سياسية متابعة للاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة أن عملية تشكيل الحكومة العتيدة انتهت الى الفشل واصبح إعتذار رئيسها المكلف مصطفى اديب عن مهمته محتوما ومسألة وقت فقط بعدما وضع الثنائي الشيعي امامه عقبة الاستئثار بحقيبة وزارة المال كشرط اساسي مسبق لتسهيل عملية التشكيل خلافا لكل التعهدات والوعود المغدقة منهما لتشكيل حكومة انقاذ من اختصاصيين معروفين استناداً للورقة الفرنسية التي تشكل اساس المبادرة الفرنسية.

وأوضحت ان كل ما تردد عن مخارج وحلول تم الترويج لها طوال الامس عن اوساط ومصادر قريبة من الثنائي الشيعي لم تكن صحيحة، بل كانت تهدف الى التهرب من مسؤولية التسبب بعرقلة عملية التشكيل وإلقاء هذه المسؤولية زورا على الجهات الداعمة لتكليف اديب وتحديدا رؤساء الحكومات السابقين وفي مقدمتهم الرئيس سعد الحريري، في حين يعلم القاصي والداني بمسؤولية الثنائي الشيعي المفضوحة عن تعطيل تشكيل الحكومة واقفاله لكل مقترحات الحلول المطروحة لتخطي هذه المشكلة.

وقالت ان تأجيل رئيس الحكومة المكلف اعلان اعتذارة عن تشكيل الحكومة الجديدة لن يقدم او يؤخر شيئا بل اتى بناء لتمنيات من الجانب الفرنسي لافساح المجال امام مزيد من التشاور بين الاطراف السياسيين أملا في إيجاد حل ما،ولكن لا شيء يوحي بالتفاؤل او تحقيق اختراق جدي في مسار تشكيل الحكومة، فيما يحرص معظم الاطراف على إظهار تجاوبهما مع المبادرة الفرنسية والتهرب من مسؤولية تعطيلها امام الجانب الفرنسي خلافا للواقع.

وقالت مصادر عليمة لـ"اللواء": ان السؤال الذي يطرح نفسه هل نحن بصدد تأليف حكومة مهمة اما اننا نطرح مسألة نظام؟ مشيرة الى ان لا قرار على الاطلاق بترك المبادرة الفرنسية فهذه فرصة لن تتكرر للإنقاذ والولوج نحو برنامج المساعدات الذي يحتاجه لبنان ورفع الأخطار المحدقة عنه على اكثر من صعيد. واشارت الى انه رئيس حكومة مكلف نزيه وصريح ومأزوم ومنحه رئيس الجمهورية متنفسا لعدد من الأيام يعود فيها اليه. ولفتت الى ان رئيس الجمهورية اكتشف خلال مشاوراته النيابية جبل الجليد.

وقالت مصادر مطلعة لـ"اللواء" انه لا يمكن القول ان المهلة الاضافية المعطاة من اجل مشاورات تأليف الحكومة هي لتقطيع الوقت قبل اعلان اجهاض المبادرة الفرنسية. ولفتت الى انه امام الطريق المسدود حصل تدخل فرنسي من خلال اتصالات اجريت مع رئيس الحكومة المكلف طلب فيها منه عدم تقديمه الاعتذار. واوضحت انه بعدما أرجئ اللقاء الصباحي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لبعد الظهر افساحا في المجال امام المشاورات حضر اديب دون تصور حكومي عارضا للعقبات التي تعتري تشكيل الحكومة وهنا نصحه رئيس الجمهورية بأجراء بعض المشاورات فأستجاب له اديب.

واكدت المصادر ان الطريق المسدود الذي وصل اليه ملف تأليف الحكومة دفع بالجانب الفرنسي الى اجراء اتصالاته مع عدد من الأفرقاء وفيما لم يتأكد ما اذا كان هناك من موفد فرنسي سيحضر الى لبنان فهم انه ربما يتم الإكتفاء بالتواصل الهاتفي بين الجانبين الفرنسي واللبناني. وقالت المصادر ان لا تحديد لمهلة زمنية امام المشاورات لفتت الى ان هناك ضغطا فرنسيا لإيجاد الحل دون معرفة وفق اي صيغة حتى لم يعرف كيف سيحصل الخرق المطلوب. وافادت ان الاتصالات الفرنسية ليست معروفة ماهيتها وكيف ستنتهي. وكشفت عن اتصالات ستحصل في الساعات المقبلة من اجل انقاذ الوضع والمبادرة الفرنسية والا فالمجهول.

تطورات سلبية: في المقابل، أشارت "الجمهورية" الى ان المبادرة الفرنسية تعيش اللحظات الفاصلة بين خيارين متناقضين، فإما الفشل او النجاح، فلا منطقة رمادية بينهما ولا خيارات وسطية. وعدا عمّا كشفته خريطة المواقف في الساعات القليلة الماضية حيال شكل الحكومة وتوزيع حقائبها من معطيات غير قابلة للنقاش.  

وفي معلومات للـ"جمهورية"، فإنّ كل التوقعات تشير الى تطورات سلبية عند الحديث عن الفشل في اتمام الاستحقاق الحكومي.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o