Sep 14, 2020 6:39 AM
صحف

"ضوء أخضر" اضطراري من بري وباسيل
حكومة أو لا حكومة؟!

رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي وضع في الأيام القليلة الماضية عراقيل في وجه تشكيل الحكومة الجديدة عندما أصرّ على أن يكون وزير المال في أيّ حكومة جديدة شيعيا.

وركّز بري، على أن يكون ذلك بمثابة ضمانة للطائفة الشيعية التي لن تقبل أي قرار يصدر عن الحكومة دون توقيع وزير المال.

واستدعى موقف برّي اتصالا أجراه مساء السبت الماضي الرئيس إيمانويل ماكرون مع رئيس مجلس النواب اللبناني لتذكيره بالعقوبات الأميركية التي فرضت أخيرا على علي حسن الخليل، اليد اليمنى لبرّي، الذي كان وزيرا للمال في حكومة سعد الحريري التي استقالت في أكتوبر الماضي.

وقال قصر الإليزيه دون أن يورد تفاصيل عن أي مناقشات “الرئيس (الفرنسي) يواصل اتصالاته مع مختلف اللاعبين السياسيين في لبنان”.

ضوء أخضر: الى ذلك قرأت أوساط مطلعة في سطور مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إعطاءَ “ضوء أخضر” اضطراري لتسهيل ولادة الحكومة، على الأرجح اليوم ما لم تحصل مفاجآتٌ، معتبرةً أن رئيس البرلمان بإعلانه هو رفْضَ المشاركة في الحكومة وفق الأسس التي يعتمدها أديب إنما أراد حفْظ ماءَ الوجه باعتبار أن الرئيس المكلّف كان يحوك تشكيلَته أصلاً بمعيار المداورة الشاملة وعدم التسليم للأطراف التي سمّته في استشارات التكليف بأن تختار هي الأسماء ضمن التوزيع الطائفي البعيد عن أي ولاءات حزبية.

وفي رأي هذه الأوساط أنه متى صدر مرسوم تشكيل حكومة أديب بتوازناتِ المبادرة الفرنسية التي أعطتْها واشنطن قوة دفْع كبيرة بإطلاقِ مسار العقوبات على حلفاء «حزب الله»، سيكون من الصعب على أطراف الائتلاف الحاكم نصْب مكمن لها في البرلمان عبر حجب الثقة عنها باعتبار أن ذلك سيجعلهم مجدداً مسؤولين أمام باريس والمجتمع الدولي عن نسْف «حكومة ماكرون» التي يُنتظر أن تضم أسماء مفاجئة بارزة تُحْدِث صدمة إيجابية، كما يُرجّح أن يعاجلها الخارجُ بطلائع دعْمٍ مالي.

وفي حين اعتبرت الأوساط نفسها، في حديث لـ”الراي”، أنه بحال سارتْ الأمور وفق المفترض اليوم أي توقيع عون التشكيلة كما هي، أو طلب تعديلاتٍ لا تنسف ركائز التأليف الذي دعمتْه باريس بمعادلة،TAKE IT OR LEAVE IT، فإن أديب، الذي خاض غمار التأليف وعن يمينه ماكرون ويساره رؤساء الحكومة السابقين يكون نجح في تحقيق أكثر من نقطة في الشكل والمضمون وضعت البلاد في «محطة استراحة» لمرور العواصف الاقليمية أو اتضاح اتجاهات الريح فيها، وهو ما قد يكون شكّل نقطة تقاطُع فرنسية – إيرانية ولو لوقتٍ غير طويل بعدما وجد الائتلاف الحاكم نفسه مضطراً للتعاطي مع واقع جديد محكوم بمعادلة «ماكرون من أمامكم وترامب من ورائكم».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o