Sep 12, 2020 1:31 PM
مقالات

"من حقنا مجلس أعلى للمواطنين"

كتب (البروفيسور إيلي الزير)

كما أنّ للدولة مجلس أعلى للدفاع، من حقنا كشعب يواجه ما لم يواجهه شعب آخر في تاريخ الانسانية من اهمال وقهر وذل وخوف، أن يكون لنا مجلس أعلى للمواطنين. وليعلن فور تشكيله عن جلسات مفتوحة لمتابعة المصائب المنهمرة علينا بشكل يومي.

لا يعقل ولا يوجد في أي تجربة دولية أنّ دولة ما تقع في الخطأ مراراً وتكراراً من دون أن تكتسب تجربة، ومن دون أن تعالج مكامن الخطأ. كيف يعقل أن نعيش حريق الغابات أكثر من مرة، وأن نعيش حريق المرفأ مرتين في شهر واحد، وأن تطوف شوارعنا عند كل بداية شتاء وأن تنقطع الكهرباء كلما عصفت السماء وكلما ارتفعت الحرارة؟ كيف يعقل أن نفتش عن اللصوص والفاسدين كي نجعلهم مسؤولين؟ وكيف يعقل أن نشكر الفاسد على فساده، وأن نكرم السارق على جريمته؟ كيف يعقل في هذا القرن أن تموت الناس على أبواب المستشفيات، وأن يأكل العجائز من النفايات، وأن يصبح حلم شبابنا حقيبة سفر وتذكرة تنقلهم الى أقاصي البلاد؟!..

من حقنا أن يكون لنا مجلس أعلى للمواطنين، نريد أن نشعر أننا ما زلنا أحياء، ما زلنا نحتفظ ببعض الكرامة كي نستطيع أن نحزم حقائبنا لعلنا نجد فرصة للعيش بعيداً عن وطن أحببناه وعاهدناه أن نعيش فيه حتى الممات.

.. إنهم يضيّقون علينا فسحة العيش.

.. أنهم يدفعون شبابنا للهجرة للهرب للرحيل.

.. إنهم يشترون لنا قوارب الموت يضعونها أمام منازلنا كي نصعد فيها ونترك الارض تماماً كما حصل مع مسرحية الرحابنة "ناطورة المفاتيح" حين قرر الشعب أن يرحل كله ويترك الملك وحيداً كي يحكم الاشباح واللصوص والعبيد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o