Sep 11, 2020 6:38 AM
صحف

كارثة المرفأ 2... نظام "التلحيم" فــجّر وأحرق... نزيه نجم: كارثة مخطّط لها

بحسب المعلومات التي اطلعت عليها "الأخبار"، فإن ورشة الحدادة الخاصة بـ أ. خ. اعتادت العمل في المرفأ بسبب تعاقد عدد من مستأجري الباحات في السوق الحرة معها. وقد دخل عمالها أمس للقيام بأعمال قصّ حديد وتلحيم بناءً على طلب ج. ح. الذي يستأجر باحة من إدارة المرفأ في منطقة السوق الحرة، حيث بنى عدداً من العنابر التي يؤجّر مساحات فيها للشركات. الهدف من ورشة الحديد، على ما تردد، كان إزالة العوارض الحديدية التي سقطت على البضائع من جرّاء انفجار المرفأ، تمهيداً لإخراجها. بدأت الأعمال بالاستعانة بمعدات تنتج شرارات نارية. وتبيّن أنها كانت تجري فوق براميل زيت ومئات الإطارات ومواد التجميل السريعة الاشتعال. كل تلك المواد الخطرة لم تسترع اهتمام أحد؛ لا من أعطى الإذن بالعمل ولا من حصل عليه. هكذا ببساطة، انطلقت الأعمال من دون الاتعاظ من كارثة المرفأ. فلا أزيحت المواد الخطرة ولا اتخذت إجراءات وقائية، كالاستعانة بمهندس للإشراف على الورشة أو الاستعانة بفوج الإطفاء لمواجهة أي حالة طارئة.

من شرارة اندلع حريق استمر لساعات طويلة، وأدى إلى تكون سحب سوداء في سماء في بيروت، كما أدى إلى هرب عدد كبير من القاطنين من المناطق المحيطة خوفاً من انفجار جديد، بحسب ما ذكرت صحيفة "الأخبار".

أياد جرمية: من جهة ثانية، أشارت "نداء الوطن" الى ان الأخطر إذا صدقت المعلومات الأولية، فثمة مؤشرات تدل على أنّ أيادي جرمية ملطخة بالدم والنهب والفساد تقف وراء افتعال حريق المرفأ أمس لطمس معالم وحقائق متصلة بالمسؤوليات المباشرة وغير المباشرة عن عمليات السرقة والهدر في مرفأ بيروت على مر عقود وعقود، وما زاد منسوب الشك بصحة هذه المعطيات تلك الصور التي تناقلها صحافيون استقصائيون وتوثق تجميع مستندات رسمية قرب مكان الحريق عشية اشتعاله، وصولاً إلى تأكيد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ليلاً أنّ أهل السلطة "خافوا من محقق جريء صاحب ضمير أو من موظف نزيه فأحرقوا الأدلة"، جازماً في المقابل بأنّ "هذه السلطة لن تفلت من العقاب ولو بعد حين".

نجم: من جهة أخرى، وصف رئيس لجنة الأشغال النائب نزيه نجم، ما جرى بمرفأ بيروت أمس بـ"الكارثة، المخطّط لها عن قصدٍ، أو عن غير قصد، لتشويه صورة بيروت مدينة الإشعاع والنور، وعاصمة الثقافة العربية".

وانطلاقاً مما رآه، قال نجم لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة: "إذا كان ما جرى عن غير قصد فتلك كارثة، وإذا كان مقصوداً فالكارثة أعظم"، محذّراً من الأيام الآتية، "وما قد تحمله لتشويه بيروت وإلحاق الأذى بها وبسكّانها"، واضعاً كل ما شاهده في عهدة القضاء والنيابة العامة.

وسأل: "هل أحدٌ يصدّق أنه بعد انفجار بيروت الذي وقع في الرابع من آب، باتت تصل درجة الإهمال لدى المسؤولين عن أمن المرفأ إلى درجة السماح بتفريغ بضاعةٍ سريعة الاحتراق من زيوتٍ، وإطاراتٍ مطاطية، وما شابه، من دون أدنى حسٍ بالمسؤولية؟ ثم يأتي من يقوم بأعمال الصيانة والتلحيم فتُحرق العنابر بما فيها؟ ما يحصل في مرفأ بيروت لم يحصل مثيل له في كل مرافئ العالم"، مستغرباً "كيف حلّت اللعنة على بيروت في ظلّ العهد القوي".

وتوجه بالسؤال إلى رئيس الجمهورية ميشال عون: "أهكذا يا فخامة الرئيس تُعامَل بيروت أمُّ الشرائع باستلشاقٍ وقلّة تدبير في عهدك؟"، مكرراً فرضية المؤامرة على بيروت وأهلها، وطالب "القضاء العادل التوسّع بتحقيقاته حتى جلاء الحقيقة الكاملة"، ورأى أن "بيروت كانت حلم كل لبناني، فلماذا يدمّرون هذا الحلم ولمصلحة من؟ ومن هو صاحب وجه الشؤم الذي جعلنا نتحسّر على الماضي، ولنقول البحر من خلفنا والنار والدمار والانفجار من أمامنا؟".

حنكش: من جهته، قال عضو كتلة "الكتائب" النائب المستقيل الياس حنكش لـ"الشرق الأوسط" إن ما جرى مرفأ بيروت يوم أمس "هو أسوأ صورة عن الإهمال واللامبالاة التي تمارسها السلطة"، مشيراً إلى أن الحريق التهم بضاعة الناس في مستودعات المستوردين فيما أركان السلطة «يتناتشون الحصص الوزارية".

أضاف: "يجسد مشهد الحريق مظهر تفكك الدولة وقلة المسؤولية بأبهى حللها، كما يبرز قلة الإدراك والاستخفاف"، متسائلاً: "كل الأجهزة موجودة في المرفأ، فكيف اندلع الحريق؟ ولماذا لم يتم احتواؤه بسرعة؟"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o