Sep 07, 2020 8:06 AM
صحف

"القوات": مواجهة منفردة‏ "بسقف عالٍ ونبرة حادة"

المركزية - في قراءة سريعة لخطاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية، وجدت مصادر قواتية رفيعة، لـ”الديار”، أن القداس السنوي هذا العام، قد شكّل محطة أساسية، أعاد فيها جعجع تأكيد ثوابته لهذه المرحلة التي تحكم سياسات “القوات” بمجموعة محاور أساسية:

ـ المحور الأول: انتقاد شديد اللهجة للحال العونية لما وصلت إليه، في ظل إدارة سيئة أدّت إلى انفجار 4 آب، الذي لم يحصل إلا نتيجة الاستهتار وغياب الرقابة المطلوبة، وتلهّي المسؤولين في الدولة بالحصص والمكاسب بدلاً من الإدارة الرشيدة للمؤسّسات العامة، فضلاً عن أن الأزمة المالية وصلت إلى فصول غير مسبوقة في التاريخ اللبناني، وبالتالي، فهو ركّز على سوء الإدارة الناتج من غياب الدولة وتغييبها، مؤكداً أنه لا يمكن الخروج بهذا الواقع إلا من خلال إدارة جديدة ونُخب سياسية جديدة، ذلك أن الإدارة الفاسدة والمفسدة من غير الممكن التخلّص منها إلا من خلال انتخابات نيابية مبكرة، وخصوصاً بعد انتفاضة الشعب على كل الواقع القائم وإدراك الرأي العام أن التغيير غير ممكن إلا من خلال تحمله لمسؤولياته في الإنتخابات.

ـ المحور الثاني: ركّز جعجع على حزب الله، ودعاه للعودة إلى لبنان والانخراط في مشروع الدولة وترك المنطقة، بعدما شكّل تدخله فيها أثراً سلبياً في الواقع السياسي في لبنان، وضرورة أن يسلّم سلاحه، لأنه لا يمكن أن تقوم دولة في ظل الدويلة، وبالتالي، فهو تحدّث عن هذا التكامل السلبي ما بين السلاح خارج الدولة الذي أبقى لبنان ساحة مستباحة للقوى الإقليمية، وبين الفساد المستشري بسبب هذه التغطية المتبادلة داخل المنظومة الواحدة التي تتشارك في السلاح والفساد الذي أوصل لبنان إلى ما وصل إليه من كوارث.

ـ المحور الثالث: جاء تركيز الدكتور جعجع على أهمية “الحياد” الذي طرحه البطريرك الماروني بشارة الراعي، لأن “الحياد” يشكل مدخلاً إنقاذياً للبنان، وحدّد كيفية تطبيقه والشروع في هذا التطبيق، كما أنه وجّه التحية للبطريرك الراعي في وجه الحملات التي يتعرّض لها.

ـ المحور الرابع: وهو الموقف القواتي عن الدولة المدنية في ظل الكلام المتنامي حولها، وقد أتى الموقف واضحاً لجهة أنها قد تكون من المرّات القليلة التي تحدّد فيها “القوات” نظرتها للدولة المدنية، فقال جعجع، أن الدولة اليوم هي دولة مدنية في لبنان، وطبعاً انفتاح “القوات” على أي تطوير وتحديث من ضمن الثوابت والمسلّمات الوطنية اللبنانية التي تزاوج ما بين طمأنة الجماعات ومنح العدالة والمساواة على مستوى الأفراد، وكذلك، فهو أكد على أن المطلوب تطبيق الدستور للردّ على طروحات العقد الجديد أو المؤتمر التأسيسي، لأن تطبيق الدستور في الشقّ المتعلّق بالسيادة لم يتم، كما أنه، وفي حال وجود من يريد أن يذهب باتجاه المثالثة أو غيرها، فهنالك طبعاً اللامركزية الموسّعة التي يجب تطبيقها، وبالتالي، فهو ذهب بهذا الإتجاه بشكل واضح وأكيد، لعدم الإعتقاد بأن “القوات” في موقع ردّ الفعل أو موقع الخائف، بل على العكس، فهي ستذهب قدماً إلى الأمام من أجل أن يكون هنالك طرح مقابل لهذا الطرح.

وفي موازاة كل ذلك، قالت المصادر القواتية، أن كلمة جعجع، شكّلت مضبطة اتهامية لثنائية عون  وحزب الله بكل مراحلها من اتفاق مار مخايل وصولاً إلى ما وصلت إليه البلاد اليوم، ومن الواضح أنه لم يُشر في كلمته إلى أي تحالف مع أي فريق سياسي، مما يؤكد أن جعجع ماضٍ في مواجهة منفردة، في ظل تعويله على الانتفاضة التي حيّاها في كلمته، ولكن طبعاً مع الحرص على تسليط الضوء على دور “القوات” التاريخي، لجهة أن “القوات” هي ثورة نشأت داخل البيئة الوطنية وضد الزبائنية وضد الإقطاع السياسي وضد التقليد السياسي، ثورة من أجل إعطاء المواطن حقه وتحقيق العدالة والمساواة والوصول إلى السيادة وقيام الدولة الحقيقية وتطبيق الميثاق.

وأضافت، “وبالتالي، عندما يقول البعض كلّن يعني كلّن فهذا لا يعني القوات لأنها ذهبت إلى ما ذهبت إليه الثورة اليوم منذ عقود، وعلى هذا المستوى، فإن القوات كانت السبّاقة بدلالة ما حصل في 2 أيلول من العام الماضي عندما طرح جعجع تشكيل حكومة اختصاصيين، كما أنه طرح الانتخابات المبكرة لأن القوات ترى أن لا أمل بأي تغيير ممكن في ظل المنظومة القائمة، وأن صندوقة الاقتراع هي الفيصل من أجل إعادة إنتاج السلطة تمهيداً لوضع البلاد على السكة الصحيحة”.

وختمت المصادر، أن كلمة جعجع شكّلت محطة تأسيسية للمرحلة الوطنية الجديدة التي تمضي فيها “القوات” بمواجهة المنظومة الحاكمة، وفي تحديد عناوينها السياسية، وهي تخوض هذه المواجهة بسقف عالٍ ونبرة حادة متّكئة على ثوابتها، لأنه بالنسبة إليها تبقى الأولوية للوطن.

المصدر: الديار

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o