Aug 21, 2020 10:50 PM
صحف

مذكّرة بكركي عبرَت إلى دول القرار والفاتيكان والأمم المتحدة

تنمو مبادرة بكركي مع بزوغ الأيام التي أنضجت كُروم نداء الخامس من تمّوز، فإذ به يتحوّل من صرخة أطلقها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للعمل على إعادة تثبيت استقلال لبنان ووحدته وتطبيق القرارات الدولية وإعلان حياده، إلى “مذكّرة لبنان والحياد الناشط” التي رسمت في بنودها رحلة استعادة الكيان لذاته والامتثال للشفاء من خلال قراءة الأبناء في ذاكرة الوطن لتدعيم مشوار عودة الذات الى الذات. وتحمل بكركي معها كلّ الأمل في وقوف البلد على قدميه ومغادرة سرير المرض، بعدما لمست تأييد أكثرية لبنانية من ثلثي الشعب للمبادرة التي انطلقت من لبنان إلى أرجاء الأرض. وتفيد المعلومات المستقاة أنّ مذكّرة بكركي قد عبرت الحدود وأُرسلت الى دول القرار والفاتيكان والأمم المتحدة. وتشير المعطيات الى أنّ الجولات الخارجيّة للبطريرك الراعي مُمكنة لكن لم يتبلور أيّ جدول زيارات حتى الساعة.

إصرار سيّد بكركي على السير في طريق مبادرة الحياد حتى محطة تحقيق الأهداف، تُعبّر عنه أوساط كنسيّة أينما حلّت، باعتبار أنّه مشروع بناء دولة لا يقتصر على عناوين وشعارات، ولا يمكن الالتفاف عليه من خلال استخدام بعض المعارضين للمبادرة أو المتضررين منها لمصطلحات أخرى تبتغي القفز فوق معنى الحياد أو سكب تعريفٍ لا يتلاقى مع مضمون الكلمة أو يضعف من جوهرها. ومن هذا المنطلق، برزت ضرورة التأكيد على الحياد الذي لا بديل له أو عنه.

تسأل “النهار” مدير الإعلام في بكركي وليد غياض عن خطوات المرحلة المقبلة بعد إطلاق المذكّرة، فيؤكّد أنّ “الشعب اللبناني يعبّر في الساحات عن مطالبه في وقت يختصر الحياد مطالب المواطنين في كونه يعيد الاستقرار الى لبنان ويضمن عدم ارتهانه الى محاور ونزاعات”. ويذكّر بأنّ “مبادرة بكركي غير محصورة بطائفة، بل إنّ ثلثي الشعب اللبناني يؤيّدها”، مشيراً الى أنّه “لا يمكن لفريق الاستئثار بالقرار، ولا بدّ من مشاركة الجميع”.

في السياق، لفت الموقف الحازم والصريح الذي أطلقه البطريرك الراعي خلال اعلانه “مذكّرة لبنان والحياد الناشط” من المقرّ البطريركيّ الصيفي في الديمان، إذ قال: “اتفاق الطائف ألغى كلّ الميليشيات وبقيت واحدة اسمها حزب الله… لم نفهم كيف”. يشير غياض ردّاً على سؤال عن أبعاد هذا الموقف القويّ الذي توقّف عنده الجمهور ووسائل الاعلام، إلى أنّ “الميليشيات حُلّت وقد كان من المفروض أن تحلّ كلّها، وأن تملأ الدولة كلّ فجوة أمنية. يمكن الحياد أن يكرّس لبنان في كليّته بلداً مقاوماً ضدّ أيّ اعتداء أو خطر خارجي محدق من أي جهة أتى؛ لكن لا يمكن القبول بانتقاص جزء من السيادة اللبنانية والاستثمار في هذا الموضوع، ذلك انّ غياب أحد مقوّمات بناء الدولة لا يمكن أن يبقي دولة. ولا يستطيع أحد احتكار قرار الحرب والسلم. ولماذا تعريض سلامة اللبنانيين وأمن أبنائه للخطر؟”.

تعوّل بكركي على دور المجتمع المدني في السير يداً بيد مع مذكّرة الحياد وصولاً إلى الهدف المرتجى باعتباره المعنيّ مباشرةً بهذا الطرح الذي يكرّس حضور الدولة المدنية ويعزّز من دورها. هذا ما يؤكّده مدير الإعلام في بكركي، واصفاً المجتمع المدنيّ بـ”العصب الاجتماعي الكبير الذي تجسّد أمام كارثة بيروت بالتضامن والتآلف والمساعدة، ما يؤكّد أن هناك أملاً ورجاءً وحسّاً انسانيّاً”.

ويرى أنّ “المطلوب من السلطة اللبنانية أن تقابل مبادرة بكركي بايجابية بدلاً من تجاهل دعوة بهذا الحجم وهذا المستوى، باعتبار أنّ الحياد يساهم في رسم طريق الحلّ لجميع المكونات، في وقت يعمد فيه البعض الى المسايرة أو يعجز عن فهم تفاصيل المبادرة، إذ نتحدّث عن مفهوم حقيقيّ يحاول البعض تشويهه”، لافتاً إلى أنّه “لا يمكن انتظار كلّ شيء من البطريرك، بل لا بدّ من مبادرات تتلقّف طرح بكركي وتلاقيه من خلال ندوات ولقاءات وطاولات مستديرة وحوارات”.

ويشير غياض الى أنّ “الوقوف في وجه الحياد يعني أن البعض لا يريد الحرية والسيادة والاستقلال. نأسف أن هناك من يتخيّل لبنان كما يريده حليفاً لجهة واحدة، فيما الحياد فكرة لم تُخترع سنة 2020، بل إنّها متجذّرة في كيان لبنان منذ نشأته… ونحن نزيل الغبار عن هوية لبنان”. وتبقى الخلاصة المؤكّدة في مبادرة بكركي أنّ “الهدف من الحياد هو عودة لبنان الى لبنان والعودة الى حقيقة لبنان الذي يتغنّى به كلّ العالم”.

المصدر: النهار

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o