Aug 21, 2020 6:19 AM
صحف

الاتصالات الحكومية ناشطة... ولقاء بين بري وباسيل اليوم

بعد اجتماع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي في قصر بعبدا، والذي هدف الى تأكيد نقاط ثلاث هي ان الوضع لا يحتمل التأجيل ، وان الحريري رجل المرحلة، وان الاستشارات ضرورية في اقرب وقت، وتم فيه الاتفاق على استمرار المشاورات ومتابعة بعض النقاط للتوصل الى تفاهم ضروري قبل الذهاب الى الاستشارات النيابية الملزمة، علمت "النهار" أن اجتماعاً سيعقد في الساعات المقبلة يجمع بري ورئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل. ومن المرجح انهما سيتابعان ما بحثه بري في قصر بعبدا بغية تذليل الصعوبات التي تواجه عملية التأليف وتهيئة الأجواء الهادئة قبل عودة ماكرون إلى بيروت.

وقالت جهات متابعة لـ"النهار" إن أي تأخير في إتمام عملية تأليف الحكومة وسط كل هذه الضغوظ الدولية ولا سيما من طرف الفرنسيين لا تصب في مصلحة أي جهة سواء كانت في 8 أو14 آذار أو خارجهما، ولا سيما أن الأمور تتجه نحو الأسوأ والتي ارتفعت سخونتها أكثر بعد تفجير مرفأ بيروت وما جره من خسائر في الأرواح فضلاً عن الخسائر الاقتصادية والمادية التي أصابت مجموعات كبيرة من القاطنين في الأشرفية وضواحيها ومناطق بيروتية أخرى.وفيما اكدت "ال بي سي آي" ان تكليف رئيس الحكومة المقبل سيتم قبل عودة الرئيس الفرنسي الى لبنان مطلع الشهر المقبل، أفادت معلومات قناة "الجديد" أن اتصالا جرى بين ماكرون وأحد الأقطاب السياسية أبلغه فيه ضرورة الاتفاق على اسم رئيس حكومة، وقالت إن اتصال ماكرون جاء في ظل رفض فرقاء اساسيين تكليف الرئيس الحريري وهم التيار الوطني الحر والقوات والاشتراكي مع ما يمثلون من امتدادات خارجية وعلاقات دولية.

ورجحت معلومات ان يبادر رئيس الجمهورية الى تكليف شخصية من المجتمع المدني وطرح اسمين تردد أنهما من الجسم القضائي. لكن مصادر مشككة في المسار ابدت تخوفها من ان تكون التسمية مناورة سياسية ظاهرها التجاوب مع ماكرون، خصوصا ان التجربة السابقة مع الرئيس حسان دياب فشلت، وان الثنائي الشيعي يفضل عودة الرئيس سعد الحريري الى السرايا. لكن العارفين برفض بعبدا لهذا الاقتراح، يعتبرون ان عودة الحريري شخصيا من دون وجوه سياسية يفسر على انه انتصار له وهزيمة لفريق الرئيس عون وصهره النائب جبران باسيل، وهو ما يصر عون على رفضه.

ووفق المعطيات المتوافرة، ان فرنسا اعادت طرح اسم السفير السابق نواف سلام في اتصال مع عدد من القيادات اللبنانية، ما يعني ان خيار الحريري لم يسلك طريقه، في ظل غياب الدعم السعودي خارجيا، وعدم توافر غطاء حزب "القوات" والاشتراكي له في الداخل، ومعارضة "التيار الوطني الحر" حكما.

ووفق مصادر مطلعة لـ"النهار" ان عملية التأليف قد تطول الى ما بعد الانتخابات الاميركية، وان تلك الخطوة قد تعرض لبنان الى مزيد من الانهيارات ما يدفع الى تدخل دولي مباشر، ومحاولة اقصاء حقيقية لـ"حزب الله". وتخوفت المصادر من بلوغ تلك المرحلة التي قد تنفجر وتجعل البلد ينزلق الى صراعات وحروب ما لم تطرأ تطورات اقليمية مفاجئة.

التأليف قبل التكليف: وفي السياق، رأت مصادر نيابية لبنانية بارزة أن رئيس الجمهورية ميشال عون لم يعد يمتلك الأوراق التي تسمح له الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة على مفاتيح قواعد اللعبة السياسية، وقالت لـ"الشرق الأوسط" إن لهذا السبب يصر على التأليف قبل التكليف في محاولة منه لتثبيت "بدعة" بذريعة أن الدستور اللبناني لا ينص فور استقالة الحكومة على توجيه الدعوة لإجراء استشارات نيابية مُلزمة.

وقالت المصادر إن عون يصر على تثبيت هذه البدعة التي ابتدعها في خلال الاتصالات التي كانت وراء تكليف الرئيس حسان دياب بتشكيل الحكومة لأنه لا يملك من أوراق الضغط والتفاوض سوى هذه البدعة التي يتعامل معها خصومه على أنها مخالفة لاتفاق الطائف، خصوصا أن مجرد تكليف من يشكل الحكومة العتيدة سينتزع منه هذه الورقة التي سيُمسك بها الرئيس المكلف، وبالتالي لن يتسنى له تعويم باسيل سياسيا.

الثنائي الشيعي: وأشار "الجديد" أمس الى أن بري يخوض معركة إرجاع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى السراي الكبير "موقع رئاسة الحكومة". فقد انطلق برّي، أمس الأول، نحو بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية، وفي جيبه، اسم واحد: سعد الحريري، وعينه على هدف واحد: اقناع القوى السياسية كلّها، بدءاً برئاسة الجمهورية وفريق "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه النائب جبران باسيل، صهر عون، بألا مفر من سيد بيت الوسط ولا بديل عنه، فهو في نظره رجل المرحلة بامتياز.

وقالت مصادر متابعة، أمس، ان "عجلات برّي لا تعمل في اتجاه واحد، بل شملت وستشمل الأطراف كلّها، من المختارة إلى بنشعي مروراً بخلدة، وصولاً إلى معراب.

 والجدير ذكره أن مسعاه لتسويق الحريري يحظى بمباركة كاملة من حزب الله، وهو منسّق مسبقاً مع الضاحية.

 فالأخيرة وإن سكتت عن المحكمة الدولية وحكمها، وإن كانت لا تبدو في وارد التصالح مع ما خرج عنها، تمهيداً لتسليم المتهم باغتيال الحريري، سليم عياش، وهو أحد أفراد الحزب، لكنها تريد أن يعود سعد الحريري إلى الرئاسة الثالثة، لإدراكها أن أي اسم آخر لن يؤمن للحزب المحاصر اليوم من كل حدب وصوب، اقتصادياً وسياسياً، الغطاء الذي يوفّره له الحريري". وختمت: "الصورة حتى اللحظة، ضبابية وهي لن تتضح قبل موقف صريح من الحريري من جهة، وقبل لقاء يفترض أن يجمع في الساعات القليلة المقبلة، كلاً من برّي والحريري".

دخول روسي على الخط: كذلك، أشارت "الانباء" الالكترونية" الى ان كل المؤشرات المحيطة بالحراك الذي يجريه رئيس مجلس النواب، نبيه بري، توحي بأن مشاورات تشكيل الحكومة العتيدة تسير على نار حامية، وأن بري ورئيس الجمهورية ميشال عون حدّدا نهاية هذا الشهر كمهلةٍ لتسمية الرئيس المكلّف، بعد أن يكون رئيس الجمهورية قد حدّد الاستشارات النيابية الملزمة، فيما يتولى بري الاتصالات مع رؤساء الكتل النيابية للتباحث معهم في الوضع الحكومي، والاتفاق على تسمية رئيس جديد للحكومة.

وبعد الموقف اللّافت للمسؤول الأميركي، ديفيد هيل، الذي لمّح بشكل غير مباشر إلى عدم ممانعة بلاده وجود حزب اللّه في الحكومة، سُجّل دخول روسي على الخط اللبناني مع تسجيل سلسلة اتّصالات أجراها المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بقياداتٍ لبنانية.

مصادر عين التينة: إلى ذلك، كرّرت مصادر عين التينة الإشارة عبر "الأنباء" إلى أنّ "بري، ومن قبل أن تتشكل حكومة حسان دياب، كان متمسكاً بترشيح سعد الحريري، لكنه فوجئ باعتذاره عن قبول التكليف، وعلى هذا الأساس سار بدياب. لكن تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية، وجائحة كورونا، وفشل الحكومة بالإنقاذ زادت بري إصراراً بعد استقالة الحكومة على تسمية الحريري، خاصةً بعد أن رأى بأمّ العين حجم الدمار الهائل الذي خلّفه انفجار المرفأ، لكنه لم يشأ مفاتحة أحد بهذا الأمر بانتظار أن تنطق المحكمة الدولية بحكمها في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والموقف المسؤول الذي عبّر عنه الحريري عقب صدور الحكم، وهو ما زاد بري قناعةً بضرورة تكليفه تشكيل الحكومة".

واستناداً إلى ذلك، أضافت مصادر عين التينة، أن "بري أدار محرّكاته باتجاه القصر الجمهوري لوضع الرئيس عون بالأجواء"، مشيرةً إلى أن، "عون ليس بعيداً عن خيار تسمية الحريري لأنه يدرك تماماً المأزق الكبير الذي كانت تواجهه الحكومة المستقيلة، ما ضاعف من حجم الأزمة على كافة الصُعد الاقتصادية، والمالية، والمعيشية، والصحية. لكن عون يريد للعلاقة مع الحريري أن تعود إلى ما كانت عليه في بداية العهد، وليس كما بلغته بعد انتفاضة 17 تشرين، وأدّت إلى فرط التسوية بين التيارين الأزرق والبرتقالي، وما استتبع ذلك من مواقف وتصريحات وسّعت الفجوة بينهما".

وأفادت مصادر عين التينة أن، "بري أبلغ عون أن ظروف تشكيل الحكومة بعد انفجار المرفأ مختلفة كلياً عما قبله. فالبلد اليوم بكارثة، ويحتاج إلى حكومة إنقاذ تأخذ على عاتقها إعادة الإعمار، والتعويض على المتضررين"، لافتةً إلى أن "بري قد يلتقي الحريري خلال الـ48 ساعة المقبلة، وسيكون موضوع تشكيل الحكومة، بطبيعة الحال، محور اللقاء وحيث يأمل بري أن يتمكّن من إقناع الحريري بقبول تشكيل حكومة سياسية، أو على الأقل في الوقت الحاضر، بقبول التكليف وبعدها تسهّل عملية التأليف".

"المستقبل": من جهتها، أبلغت مصادر تيار المستقبل "الأنباء" أنه "لا يجب الحديث عن تشكيل حكومة سياسية برئاسة الحريري يشارك فيها حزب اللّه من دون أن يسلّم سليم عياش، المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري". وسألت المصادر: "كيف يطرحون اسم الحريري لتشكيل حكومة، والوزير السابق بيار رفول يطالب باعتذار الحريري من باسيل؟"

مصادر "المستقبل" أكّدت أن، "لا أحد ضحّى من أجل لبنان كما ضحّى آل الحريري، ومع ذلك يطلبون منّا الاعتذار. فاذا كان البعض يظن أن ّ إنقاذ لبنان بهذه الطريقة فمبروك عليهم الحكومة ومن فيها، وليشكّلوها على غرار حكومة حسان دياب".

"الجمهورية القوية": عضو تكتل "الجمهورية القوية"، النائب وهبة قاطيشا، أوضح لـ"الأنباء" أن موضوع الحكومة لم يتم التطرق إليه في اجتماع التكتل أمس، وطالما لم يحدّد رئيس الجمهورية موعداً للاستشارات النيابية فمن السابق لأوانه الحديث عن التشكيل، واسم الرئيس المكلّف.

قاطيشا أشار إلى أن "التكتل منذ لحظة استقالة وزرائه من حكومة الحريري كان رأيه أن لا أحد ينقذ البلد إلّا حكومة اختصاصيين حيادية، لأن حكومات الوحدة الوطنية هي التي أوصلت البلد إلى ما هو عليه".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o