Aug 19, 2020 9:56 AM
مقالات

إذا كنتم أبرياء... سلّموا سليم عيّاش!

كتب عوني الكعكي: القرار الذي صدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس بإدانة سليم جميل عياش باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بينما برأت ثلاثة متهمين آخرين لعدم كفاية الأدلة، أثار ردود فعل متباينة كما هي الحال دائماً في لبنان:
فريق من اللبنانيين أيّد قرار المحكمة، في حين عارض فريق ثانٍ القرار متذرعاً بأسباب يراها محقّة ومنطقيّة. على كل فإنّ صدور الحكم بعد سنوات، كان نتيجة طبيعية لتأخذ العدالة مجراها رغم محاولات البعض من أعداء ثقافة الحياة «إنتقاد المحكمة الدولية»، متذرعين بما صُرِفَ عليها من أموال وراحوا في انتقاداتهم الى درجة انهم شككوا في صدقيتها.
أقول: إذا أردنا تفهم الحكم الصادر عن المحكمة الدولية، لا بد لنا من أن نكون على دراية ومعرفة بماهية المحاكم الدولية وطريقة عملها، سيما وأنّ قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي أوّل قضية لبنانية تُـحال الى مثل هذا النوع من المحاكم.
قد يقول قائل: ولماذا لم تُـحَل القضية الى المجلس العدلي؟ أقول: القضايا التي سبقت جريمة الاغتيال وأحيلت الى المجلس العدلي، لم يتمكن المجلس العدلي من التوصل الى حكم بشأنها ووضع «يده» على المجرم والقاتل. ولنا في أمثلة نوردها خير دليل على ما نقول: ماذا فعل المجلس العدلي بقضية إغتيال المرحوم كمال جنبلاط؟ وما الحكم الذي توصّل إليه هذا المجلس وكشف عن مرتكب جريمة إغتيال الدكتور العلامة صبحي الصالح؟ بل ما هو الحكم الذي أتحفنا به المجلس العدلي في قضية إغتيال المغفور له المفتي الشيخ حسن خالد؟
ونعود الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وإدانة سليم جميل عياش المولود في حاروف وهو مسؤول كبير في حزب الله... أما التهم التي وجهتها له المحكمة الدولية فهي:
- مؤامرة هدفها إرتكاب عمل إرهابي.
- إرتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة.
- قتل الرئيس الحريري عمداً باستعمال مواد متفجّرة.
- محاولة قتل ٢٢٦ شخصاً عمداً باستعمال مواد متفجّرة.
أولاً: سليم عياش لا يزال طليقاً، وهو حوكم غيابياً فهل يسلمه «الحزب»؟
ثانياً: لقد كان الشهيد الكبير على صلة برستم غزالة وبوزير الخارجية السورية وليد المعلم ودفع لهما أموالاً طائلة، ما يجعل «الحزب» وسوريا في دائرة الإتهام ومباركة عملية الإغتيال.
ثالثاً: المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لم تشر صراحة الى مشاركة «الحزب» وسوريا في عملية الإغتيال لأنّ سليم عياش لا يزال فاراً من وجه العدالة، فلا يمكن للمحكمة الأخذ إلاّ بمعطيات حسّية، منها اعترافه شخصياً. فلو كان عياش «موجوداً» أمام المحكمة لتبيّـن دور «الحزب» والدور السوري واضحاً في تنفيذ الجريمة.
رابعاً: منذ لحظة اغتيال الشهيد الكبير، وأصابع الاتهام موجهة الى إيران وسوريا، وأنّ العملية خطط لها في طهران ودمشق، و»حزب الله» كان الأداة التنفيذية لجريمة الإغتيال هذه.
والسؤال الأهم: هل سيستأنف قرار المحكمة؟ وهل يقدم «حزب الله» على التعاون مع القرار الذي صدر، فيسلّم المتهم سليم عياش الى العدالة «إذا كان لا يزال على قيد الحياة»؟..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o