Aug 07, 2020 6:01 AM
صحف

انفجار مرفأ بيروت "إهمال إجرامي"... وأشد من "أم القنابل"

أشارت "القبس" الى ان الصحف البريطانية التي تناولت الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، أجمعت على أن الفساد والإهمال من الأسباب الرئيسية لما آلت إليه البلاد.

فقد وصفت "ديلي تلغراف" الانفجار بأنه يفوق إمكانية تحمل أي شخص حتى اللبنانيين المشهورين بمرونتهم مع الفواجع المتلاحقة على البلد ومقابلتها بمزاج كئيب. وترى الصحيفة أن الفساد والطمع بين الطبقة الحاكمة - من أمراء الحرب الذين استحوذوا على السلطة منذ نهاية الحرب الأهلية في عام 1990- ساعدا في استنزاف البلاد.

ومشكلة لبنان كما لخصها مروان المعشر نائب رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي هي أن "الفساد صبغ بمسحة ديموقراطية، فهو لا يرتكز في رجل واحد، بل في كل مكان".

وهذا ما أكده مقال صحيفة إندبندنت بأن الفساد هوى بلبنان إلى الحضيض، وأن انفجار الثلاثاء كان بمنزلة رصاصة الرحمة، وأشارت الصحيفة إلى الإهمال كعامل رئيسي ثان في هذا الانفجار المروع. من جانبها، وصفت "تايمز" الانفجار بأنه كارثة نتجت عن "إهمال إجرامي"، وأيضا حكام الدولة الذين خذلوا شعبها طويلا. وأكدت الصحيفة ضرورة ربط تقديم المساعدات بالإصلاح الاقتصادي والحكم الرشيد. وقالت إن الديموقراطيات الغربية لديها أسباب وجيهة لدعم لبنان بدلا من تركه ينزلق إلى المزيد من فساد الحكم والفوضى، لكن يجب على الحكومة اللبنانية في النهاية أن تتحمل مسؤولية إعادة هيكلة الاقتصاد المريض وتنويع عائداته.

وتقول صحيفة الغارديان إن الغضب والفزع يتصاعدان في بيروت، بعد اعتراف المسؤولين بأن الانفجار كان متوقعاً، فمنذ ستة أشهر حذّر مسؤولون من أنه إذا لم يتم نقل الشحنة، فسوف "تفجر بيروت كلها". وتضيف أن الكشف عن أن إهمال الحكومة ربما لعب دوراً في أسوأ انفجار في تاريخ بيروت أثار غضباً جديداً تجاه الطبقة السياسية في لبنان بين السكان، الذين يعانون بالفعل من الأزمة المالية التي أغرقت نصف البلاد في براثن الفقر.

أم القنابل: ولفتت "القبس" الى أن الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت قوياً، لدرجة أن بعض المراقبين خشوا أن تكون المدينة تعرّضت لانفجار نووي من نوع ما، وهو الخوف الذي تفاقم بسبب السحابة الفطرية (عيش الغراب) التي علت الانفجار. موقع «بيزنس انسايدر» الأميركي كشف أن القوة التفجيرية لمرفأ بيروت «أكبر بمرتين على الأقل من قوة القنبلة جي بي يو-43/بي (الملقبة باسم أم القنابل)»، وهي أقوى قنبلة غير نووية في ترسانة الولايات المتحدة، مع عائد انفجار يبلغ نحو 11 طناً. 

تسبب الانفجار المميت في دمار عظيم للعاصمة وسُجِّل على أنه زلزال بقوة 3.3 درجات على مقياس ريختر. وقال خبراء لموقع بيزنس انسايدر إن محصول الانفجار قد بلغ على الأرجح ما يعادل انفجار عدة مئات من الأطنان من مادة «تي إن تي». جيفري لويس خبير الأسلحة النووية والتقليدية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا ذهب إلى أن مادة الانفجار تعادل ما «يتراوح ما بين 200 و500 طن من مادة تي إن تي، بالنظر إلى الأضرار التي أوقعها، والموجات الصدمية التي أعقبته، والقياسات الزلزالية، وحجم الحفرة التي خلّفها». 

هذه القوة التفجيرية أكبر بمرتين على الأقل من قوة «أم القنابل» التي استخدمها الجيش الأميركي لأول مرة في عملياته القتالية في أبريل 2017، ضد تنظيم داعش في أفغانستان. وعلى الرغم من حجم الحصيلة المتفجرة التي بلغت بضع مئات من الأطنان، فإن انفجار بيروت أقل قوة بعشرات المرات من القنبلة الذرية التي دمرت هيروشيما، والتي بلغت قوتها التفجيرية نحو 15 كيلوطن. مع ذلك، فإن قوة انفجار المرفأ يمكن مقارنتها بقنبلة الجاذبية النووية الموجهة «بي 61» الأقل تفجيرية، والتي يعتقد أنها ذات قوة تفجيرية تعادل انفجار 300 طن من المواد المتفجرة. 

فيما قدر بعض الخبراء أن حصيلة انفجار بيروت تتراوح بين كيلوطن و2 كيلوطن، ما يجعل هذا الانفجار أقوى من بعض الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية الأصغر.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o