Aug 06, 2020 6:08 AM
صحف

كيف حدث الانفجار؟

يقول الدكتور حمزة مغنية، لـ "الراي الكويتية"، وهو أستاذ الهندسة الكيميائية في الجامعة اللبنانية وجامعة فينيسيا والذي أصيب بجروح طفيفة أثناء وجوده في مكتبه غير البعيد عن مرفأ بيروت، أن "هناك 3 موجات حدثت البارحة: الأولى كانت خفيفة نسبياً بضغط إيجابي والثانية كانت عبارة عن ضغط سلبي (سقط) كل من كان قريباً وتناثر الناس أو الجماد في كل الاتجاهات. أما الأخير فكان الضغط الأقوى الإيجابي الذي أحدث الأضرار كلها".

وحسب خبراء المتفجرات، فإن 2700 طن من نيترات الأمونيوم تعادل 1008 أطنان من مادة «تي. أن تي» شديدة الانفجار.

ويتابع مغنية "أن نيترات الأمونيوم مكون مستقر يمكن أن يتحمل درجات عالية جداً من الحرارة قبل انفجاره. فجميع الحوادث البالغة عن انفجار أو حريق هذه المادة تدل على أن هناك ساعات طويلة قبل حدوث الانفجار مما يعطي الفرصة لإطفائه أو إخلاء المباني القريبة. ولكون الانفجار، يحتاج فيه نيترات الأمونيوم إلى صدمة كبيرة جداً (كما كان يستخدمها "داعش" في سورية والعراق) وتالياً فإن الانفجار يحتاج إلى تراكم ضغط مرتفع جداً أو انفجار. وقد بدأ الحريق بالانفجار الأول الذي حوّل التفاعل الكيمائي نحو الانفجار الأكبر. وينتج عن احتراق هذه المادة جفاف في الفم وحكة في المسارات التنفسية ومشاكل في العين والسمع وصعوبة في التنفس".

وتقول مصادر مطلعة، إن «حزب الله لا يحتاج لتخزين أسلحة وصواريخه في مكان واحد ولا في منطقة لا تعتبر صديقة، وتالياً لا وجود لأي تخزين له في المرفأ ولا في مناطق مؤهلة في بيروت».

ولا يمانع "حزب الله" أي تحقيق دولي في الانفجار لأن هذا من اختصاص الدولة، ولكن السؤال الذي يطرح: لماذا بقيت هذه المادة منذ عام 2014 في هذه المخازن وإلى أين كانت متجهة؟

وتتابع المصادر أن "إسرائيل هي المستفيدة الوحيدة مما جرى لأن كل الانتباه سيتحول من الحدود والخروقات الإسرائيلية والرد عليها، إلى الكارثة التي أصابت لبنان لأن هذا هو الهم الأول اليوم والأولوية فوق كل الأمور والاعتبارات خصوصاً بعد أن أصبحت مدينة بيروت منكوبة".

وتظهر الصور الأولى أن حريقاً كان شب في المستودعات وأن رجال الإطفاء كانوا يحاولون إخماد الحريق. ويشكك العلماء بأن الحريق الذي اندلع كان غير كافٍ لإحداث هذا الانفجار والتسبب بإشعال نيترات الأمونيوم.
إلا أن نظرية المؤامرة ستجد لنفسها أرضاً خصبة في ظل دولة تعيش في وسط الأحداث والحروب منذ عقود وانقسام داخلي عامودي حتى في أحلك الأزمات.

من جهتها، أشارت "الشرق الاوسط" إلى ان اللبنانيين تداولوا صورة تظهر عمالاً يقومون بأعمال تلحيم الحديد في العنبر رقم 12 الذي وقع فيه التفجير، واستندوا إليها للتدليل على أن التفجير ناتج عن تلك الأعمال التي تنتج عنها شرارات حريق؛ لكن مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، قالت لـ"الشرق الأوسط" إن أعمال تلحيم المعادن لم تجرِ في يوم الانفجار؛ بل كانت في وقت سابق، لافتة إلى أن العمال الذي قاموا بعمليات التلحيم الكهربائي للمعادن "تم توقيفهم لدى قوى الأمن الداخلي؛ حيث يخضعون للتحقيق".

وإثر شيوع فرضية تعرض المرفأ لقصف صاروخي من طائرات إسرائيلية، قالت المصادر إن الرادارات في لبنان "لم ترصد خلال الانفجار وقبله وبعده حركة لطائرات إسرائيلية في الأجواء اللبنانية، على الرغم من أن لدى إسرائيل طائرات تستطيع أن تتخفى عن الرادارات"، إذ لا تلتقط الرادارات اللبنانية الموجودة إشارات وجودها في الأجواء.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o