Aug 03, 2020 8:53 AM
صحف

حكومة الإخفاق غائبة من بيروت إلى لاهاي.. و"إنجاز" جديد "الزبالة"

كتبت صحيفة " الأنباء " الالكترونية تقول: "كيف الحال؟"... سؤالٌ يردّده اللبنانيون عادة كلما التقى أحدهم بالآخر، وقد باتت إجابتهم ‏عليه اليوم واحدة: "زبالة". فبعد كل الإخفاقات التي سجّلتها حكومة حسان دياب منذ ‏تشكيلها، أتى قرار إغلاق مطمر الكوستابرافا أمام نفايات بيروت، والشوف، وعاليه، وبعبدا، ‏ليُسقِط هذه الحكومة، ومعها كل الوضع في "الزبالة‎". ‎

وفيما بدأ، على ما يبدو، مسلسل القفز مِن قارب الحكومة قبل غرقها التام، وذلك مع تسجيل ‏قرارٍ جدّي لدى وزير الخارجية ناصيف حتّي، بالاستقالة اليوم، والذي قد تتبعه استقالة وزراء ‏آخرين، فإن علامات سقوط الحكومة تتوالى، وهي باتت في موقع المتلقّي لقرارٍ بلديٍ يتفوّق ‏على قرارها، فيما رئيسها يرى في كل فشلٍ يحقّقه تراكماً في الإنجازات التي تخطت بالنسبة ‏إليه الـ97‏‎%.‎

ويبقى السؤال الأكبر: أما آن لهذه الحكومة أن ترحل؟ فالناس لا تريد منها سوى الرحيل، اليوم ‏قبل الغد‎.‎

وتعقيباً على هذا المشهد المُطبق، فإن مصادر مطّلعة على الأجواء الحكومية أكّدت لـ ‏‏"الأنباء" أن الوزير حتيّ بصدد تقديم استقالته على خلفية تلقّيه رسالة شديدة اللهجة من وزير ‏الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، تؤكّد أن المسؤولين الفرنسيين مستاؤون جداً من ‏الطريقة، والأسلوب غير المنطقي، في التعاطي مع الوزير الفرنسي أثناء زيارته إلى لبنان، إنْ ‏من قِبل رئيس الحكومة حسان دياب، أو من بعض الوزراء الذين التقاهم. ولم يصدر أي توضيح ‏من الحكومة على هذه المعاملة السيّئة لوزير خارجية دولة صديقة للبنان‎.‎

وأشارت المصادر إلى أن حتيّ كان مستاءً من تدخّل البعض في صلاحياته في الوزارة إلى أن ‏جاءت مسألة "لو دريان"، فكانت بمثابة "القشّة التي قصمت ظهر البعير"، وجعلته يتّخذ خيار ‏الاستقالة التي باتت بحكم الواقع‎.‎

وكشفت المصادر عينها أن البحث جارٍ في بعض أروقة القرار لدى فريق السلطة لإعادة إسناد ‏حقيبة الخارجية إلى الوزير السابق جبران باسيل فور تقديم حتيّ إستقالته، وذلك إنقاذاً لما ‏تبقّى من إمكانيةٍ لباسيل في الحياة السياسية، بسبب الخلافات التي تعصف داخل التيار ‏الوطني الحر، وتراجع شعبيّته‎. ‎

وتزامناً مع هذه الصورة السوداوية التي تلفّ البلد، بقي البطريرك الماروني بشارة الراعي، ‏على موقفه من الحياد وفق النموذج النمساوي، وهو متمسكٌ بطرحه، ومصمّمٌ على تحقيقه ‏لمصلحة التعايش المسيحي - الإسلامي، ووحدة لبنان، وذلك وفق ما أكّده الوزير السابق ‏سجعان قزي لـ "الأنباء"، والذي رأى أن لا أحد يؤمن بالشراكة ويكون ضد الحياد‎.‎

القزي رأى أن "بدعة الإجماع لن تعيق هذا المشروع". وقال: إذا قرّرنا الدخول في الإجماع ‏فلنأخذ الإجماع في كل المسائل من سلاح حزب الله، إلى رئاسة الجمهورية، إلى تشكيل ‏الحكومة والتعاطي مع صندوق النقد الدولي، معتبراً أنّه لا يجوز لأي فئة أن تعطّل رغبة باقي ‏المكونات، وأوضح أن الراعي، وقبل إعلان طرحه استأنس بآراء القوى المؤثرة، وما إن طرح ‏فكرة الحياد حتى توافدت كل القوى إلى الديمان لإعلان تأييدها، باستثناء حزب الله وحركة ‏أمل‎. ‎

وأضاف القزي: "هناك خطة وُضعت لتنفيذ الطرح، داخلية وعربية ودولية. والراعي سيتشاور ‏مع كل القوى السياسية لتنفيذها"، متمنياً على الدولة أن تحمل لواء هذا المشروع، فإما أن ‏يُطرح الموضوع على مجلس النواب، أو يكون هناك اتّفاق دولي على حياد لبنان‎. ‎

وبانتظار صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق ‏الحريري، والمقرّر في السابع من هذا الشهر، توقّفت مصادر متابعة عند الرسالة التي حاول ‏حزب الله توجيهها إلى الداخل اللبناني من خلال العراضة العسكرية على مستديرة زحلة. ‏وأوضحت المصادر لـ "الأنباء" أن هذه "العراضة كانت بمثابة بروفا، أو جرس إنذار، لا تقلّ شأناً ‏عن عراضة القمصان السود في العام 2010، والتي أدّت إلى إسقاط حكومة الرئيس سعد ‏الحريري". ورأت أنّه، "من الآن وحتى إعلان الحكم، سيشهد لبنان الكثير من الإشارات التي ‏سيبعث بها الحزب في أكثر من اتّجاه‎".‎

مصادر قضائية أبلغت "الأنباء" أن الأهم من حكم المحكمة الدولية هو حيثيّاته، مشيرةً إلى ‏تفاصيل كثيرة، وخطيرة جداً، ستظهر لأول مرة وتتعلق بالتحضير لتصفية الرئيس الشهيد، ‏السياسية أولاً ثم الجسدية، وأن هناك متورطون كُثر في الجريمة، وأسماء سيعلن عنها للمرة ‏الأولى‎.‎

وإذ أكّدت المصادر القضائية حضور الرئيس سعد الحريري جلسة إعلان الحكم، إلّا أنّ الغائب ‏الأكبر برأي المصادر هو الدولة اللبنانية، إذ على الأقل كان يجب حضور ممثلٍ عن وزارة العدل ‏اللبنانية، ونقابتَي المحامين في بيروت والشمال. وبالتالي فإن عدم حضور الدولة رسمياً هو ‏بمثابة مسمار إضافي في نعش الحكومة‎.‎

صحياً، ومع الارتفاع المستمر في عدد إصابات فيروس كورونا، ناهيكَ عن الخلاف بين وزيرَي ‏الصحة والداخلية، فإن الحكومة، بطبيعة الحال، مربكةٌ جداً في ظل تحوّل بعض المناطق إلى ‏مصدرٍ لانتشار الوباء‎.‎

مصادر وزارة الصحة أبلغت "الأنباء" عدم التراخي في موضوع الحجر على القرى والبلدات ‏التي يتفشّى فيها الوباء بالقوة، وإخضاع سكانها لفحوصات الـ‎ PCR. ‎

إلى ذلك، وفي موضوع سد بسري، أكّد الناشط بول ابي راشد لـ "الأنباء" أن الاجتماعات ‏التحضيرية للمرحلة المقبلة متواصلة، وأن الناس مستنفرون للدفاع عن مرج بسري، ومن ‏الصعوبة على الدولة تحدي إرادتهم‎. ‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o