Jul 31, 2020 6:51 AM
صحف

باريس مستاءة من طريقة التعاطي مع زيارة لودريان الأخيرة

كشفت المعلومات لـ"السياسة" الكويتية، أن لبنان تبلغ عبر القنوات الديبلوماسية استياء فرنسياً من تعاطي بعض المسؤولين مع زيارة وزير الخارجية جان ايف لودريان الأخيرة، في إشارة إلى ما نقل عن رئيس الحكومة حسان دياب عن الوزير الفرنسي، حيث علم أن الأخير غادر لبنان ممتعضاً مما سمعه من دياب، وقد وضع مسؤوليه في باريس في أجواء ما سمعه من آراء لبنانية لم تقنع المسؤولين الفرنسيين على الإطلاق .

وأشارت المعلومات إلى أن باريس مستاءة من التعثر في عملية الإصلاح في لبنان، والتي تعود إلى عدم وجود رغبة حقيقية من جانب أهل السلطة في هذا البلد بالسير في هذه العملية التي يحتاجها لبنان أكثر من أي وقت مضى، لإخراجه من أزمته الاقتصادية والمالية التي يمر بها، لأن صندوق النقد الدولي لا يمكن أن يقدم أي مساعدات للبنان، ما لم يقتنع بأنه جاد في موضوع الإصلاحات التي يجب أن تتقدم على أي أمر آخر.

وقالت مصادر متابعة لـ"الجريدة" الكويتية "انعدم حضور السفير الاجتماع في السراي رسالة إلى دياب تظهر الامتعاض الفرنسي منه".

وفي هذا السياق كشفت مصادر فرنسية لـ"الانباء الالكترونية" تفاصيل المحادثات الحساسة التي أجراها لودريان مع الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب الى تفاعل الخلافات نحو الأسوأ، الى حد اتهام الوزير لودريان بأنه غير مطلع على ما قامت به الحكومة اللبنانية، ونقلت إذاعة «لبنان الحر» عن المصادر الفرنسية ان محادثات عون والوزير لودريان تعثرت عندما طلب رئيس الجمهورية مساعدة فرنسا للبنان في ازمته المالية، والاقتصادية وبتنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر»، فرد الوزير الفرنسي مؤكدا ان موقف بلاده بخصوص مساعدة لبنان معلن، وتم إبلاغه للمسؤولين اللبنانيين مباشرة، والمرتكز على قيام الحكومة بسلة من الاصلاحات في الإدارات التي تستنفد المالية العامة، وهنا قال الرئيس عون ان الدولة ستقوم بالاصلاحات وباشرت بإقرار موضوع التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، واقرار تعيينات في بعض المناصب في إطار مكافحة الفساد، فرد لودريان بالقول: مرت 3 سنوات ونحن نسمع منكم الوعود بالاصلاحات وفعلت فرنسا ما بوسعها لإتمام "مؤتمر سيدر" لمساعدة لبنان، لكن الوعود لاتزال على حالها ويبدو ان الرئيس عون تضايق من كلام ضيفه، واكتفى بتكرار كلامه وانتهى اللقاء عند هذا الحد.

أما اللقاء الذي اجهز على الزيارة فقد كــــان بين دياب ولودريان، إذ قدم دياب جردة بالتعيينات التي أقرتها الحكومة في مجلس إدارة الكهــرباء وبعض المراكز المالية، معتبرا أنها تحاكي مطالب الدول المشاركة بمؤتمر «سيدر» وغيره.

هنا قــال: لودريان: إن ما قمتم به ليس إلا خطوات خجولة لا ترقى إلى مستوى الإصلاحات البنيوية المطلوبة، التعيينات التي تمت معظمها على أساس المحاصصة وهذه لا تساعد على نهوض المؤسسات ووقف الهدر والاستنزاف.

ولفت لودريان إلى عدم اكتمال مجلس إدارة مؤسسة الكهرباء بتعيين رئيس جديد وتجنب تعيين الهيئة الناظمة حتى الآن والعمل على تعديل نظامها كي تبقى ملحقة بوزير الطاقة وتنفذ رغباته.

كما تساءل عن عدم تعيين هيئة ناظمة للاتصالات ومثلها لمطار رفيق الحريري الدولي ومكافحة التهرب الجمركي والضريبي وبدا رئيس الحكومة محشورا، وقد حاول أكثر من مرة التحدث عن إنجازات، لكن لودريان كان يقول له، نحن لا نرى إنجازات في عملك وما زلتم تدورون في مكانكم، فيما تزداد الأزمة حدة وتتضاعف معاناة اللبنانيين.

هنا رد دياب على الوزير الزائر قائلا: أنا رئيس حكومة لبنان ولا أسمح لك بإعطائي التعليمات وما يجب القيام به، انا لست سعد الحريري لأنفذ تعليماتك.

وأجابه لودريان بقوله: أنا لا أعطي تعليمات لأحد، ولا أسمح لنفسي بذلك، وأتيت لأقول لكم بكل وضوح ساعدوا انفسكم لنساعدكم، ويجب أن أقول لك بكل احترام أن الحريري صديق لفرنسا وهو يمثل شريحة وازنة من اللبنانيين، وتعاونا معه بكل احترام لما فيه مصلحة لبنان وفرنسا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o