Jul 28, 2020 7:10 AM
صحف

هل تشتعل حرب جديدة على الحدود الجنوبية؟

بعد الأحداث أمس عند الحدود الجنوبية، أوضح مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر لـ"الشرق الأوسط" أنه "طالما قواعد الاشتباك لم تتغير لا مصلحة لأي من الطرفين في حصول حرب، لا إسرائيل التي في عجلة من أمرها، في وقت يبدو واضحاً أن نفوذ إيران في المنطقة إلى انحسار، والأطراف الإقليمية تقوم بدورها في هذا الإطار، ولا حزب الله الذي يرزح تحت ضغوط عدة، أبرزها الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان".

ويضيف: "يبقى السؤال هل من مصلحة أي طرف منهما تغيير قواعد الاشتباك، وقيام مثلاً حزب الله بالدفع بالصواريخ إلى الداخل أو فتح جبهة الجولان؟". ويتابع: "عندها ستعمد تل أبيب إلى قطع أي محاولة في هذا الاتجاه عبر عملية معينة، وهي التي استهدفت مرات عدة محاولات لحزب الله لنقل صواريخ"، مؤكداً في الوقت عينه أن "أي محاولة قد يقوم بها حزب الله للهروب إلى الأمام ستكون لها خسائر وتداعيات لن يقوى على تحملها".

قلق من حرب محتملة: وسط هذه الأجواء المتوترة أمنيًا و"كورونياً"، أعربت مصادر حكومية لـ"الأنباء" عن قلقها من نشوب حرب محتملة في الجنوب، تنطلق من إدعاء كاذب من قبل إسرائيل كما جرى بالأمس، يكون هدفه توريط لبنان في حرب قد تقضي على كل مقومات وجود هذا البلد ومحاولاته للنهوض من أزمته الاقتصادية والصحية التي يتخبط بها منذ أشهر، وقد يخسر بنتيجتها الدعم المالي الذي قد يأتيه من صندوق النقد الدولي، وعندها تقع الكارثة.

بخلاف ذلك، قللت مصادر أمنية من احتمال نشوب حرب محتملة في جنوب لبنان، معتبرة أن لا مصلحة لإسرائيل فيها ولا لحزب الله. وبرأي المصادر فإن الوضع حتى لو حصل رد لن يؤدي الى نشوب مواجهات واسعة بين الطرفين، وقد ينتهي الامر بينهما على غرار ما جرى قبل سنتين عندما دمر حزب الله آلية عسكرية على احدى الطرقات ردا على قيام اسرائيل باستهداف احد مراكزه في سوريا وسقوط شهداء.

مصادر عين التينة وصفت في اتصال مع "الانباء" ما جرى بعدوان اسرائيلي بكل ما للكلمة من معنى، ورأت فه انتهاكا للقرار 1701 الذي يندرج تحت قائمة الاعمال العدوانية التي تنفذها اسرائيل باستمرار ضد لبنان، لكنها في الوقت نفسه قللت من احتمالات نشوب حرب واسعة في الجنوب بدلالة ان القصف الاسرائيلي لم يستمر اكثر من ساعة.

المصادر دعت الحكومة ووزارة الخارجية لتقديم شكوى ضد اسرائيل في مجلس الامن الدولي، وإجبارها على الالتزام بالقرار 1701 مع العلم ان اسرائيل تبحث دائما عن اعذار للتقوم باعتداءاتها على لبنان.

مصادر حزب الله اكتفت في اتصال مع "الانباء" بنص البيان الذي أصدره الحزب في اعقاب الإعتداء الاسرائيلي والقصف المدفعي الذي طاول مناطق عدة في العرقوب، مؤكدة ان رد الحزب على اسرائيل لن يتأخر وسيجعلها تندم على استهداف مواقع للحزب في سوريا او غير سوريا.

القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش اوضح في حديث مع "الأنباء" انه مقتنع أن اسرائيل تسعى للحرب، وما تقوم به ليس مناورة وأن استهدافها للقواعد العسكرية لحزب الله وإيران في سوريا يندرج تحت عنوان دق طبول الحرب ومن دون اي سبب، ومن المؤكد انها تدفع ايران الى المواجهة وان اعتداءاتها المتكررة على المواقع الايرانية ومواقع حزب الله في سوريا ليس لها اي تفسير سوى استدراج ايران والحزب إلى الحرب.

وعن رأيه في البيان الذي اصدره حزب الله ونفى فيه قيامه بأي عمل عسكري مع اسرائيل وأن اسرائيل هي التي قامت بالاعتداء، اشار علوش الى انه لا يستطيع أن يؤكد أو ينفي، لكنه يستطيع ان يؤكد ان اسرائيل تتحيّن الفرص لجر ايران وحزب الله الى الحرب، لكن لا ايران ولا حزب الله مستعدين لخوض حرب ضد اسرائيل بالوقت الحاضر.

من جهتها، مصادر التيار الوطني الحر اتهمت اسرائيل بالاعتداء على لبنان، واعتبرت في اتصال مع "الانباء" ان ما جرى يهدف لدفع حزب الله الى مواجهة مع اسرائيل، لكن الحزب حسب البيان الذي صدر عنه، لن يعطي اسرائيل فرصة الاعتداء على لبنان بالرغم من إحتفاظه بحق الرد على العدوان الذي استهدف مواقعه في سوري، وسقوط شهيد له.

المصادر دعت الحكومة إلى تقديم شكوى ضد اسرائيل وفضح مخططها القائم على العدوانية وانتهاك حرمة القرارات الدولية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o