Jul 23, 2020 5:58 AM
صحف

اعتبارات مهمة لزيارة لودريان للبنان... فهل يلتقي "حزب الله"؟

ينشغل لبنان اليوم بالمحادثات الرسمية والسياسية مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل ليل أمس إلى بيروت في زيارة ليومين، وتشمل لقاءات سياسية ومع المجتمع المدني، ومديري المدارس الفرانكوفونية، فضلاً عن زيارات هادفة سياسياً وطبياً من ضمن اهتمام فرنسي، على وقع ضغط أميركي متزايد على لبنان، من باب محاصرة "حزب الله" وفي ظل توتر إقليمي، يمتد إلى جنوب لبنان، مع تنامي المخاوف من تصعيد بين إسرائيل وحزب الله..

وتكتسب زيارة لودريان اهميتها من الاعتبارات التالية:

1- هي الأولى لمسؤول دولي رفيع، تربط بلاده علاقات تاريخية مع لبنان، منذ استقالة الحكومة السابقة وتأليف الحكومة الحالية.

2- الوقت الذي تستغرقه الزيارة، من الوصول الأربعاء إلى المغادرة الجمعة.. وهي تتركز على محاور عدة: ابرزها استطلاع الاستعدادات اللبنانية لاستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والبوح بالوضع الذي آلت إليه مقررات مؤتمر سيدر، وتوجه الرئيس عمانويل ماكرون على هذا الصعيد، والوقوف على فكرة الحياد التي طرحها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، والإعلان عن دعم فرنسا لها، وما تبذله في الاتصالاته العربية والإقليمية والدولية لهذه الجهة، وضمان استقرار واستقلال لبنان من زاوية اعتماد سياسة النأي بالنفس، فضلاً عن الوضع المتعلق بالقرار 1701 إضافة إلى دعم مؤسسات اجتماعية (مؤسسة عامل) وحاجة لبنان لمكافحة فايروس كورونا، ودعم المؤسسات التربوية الفرانكوفونية والمسيحية في لبنان والمنطقة.

وعشية وصوله إلى بيروت، نقلت قناة "الحدث- العربية" عن دبلوماسي فرنسي قوله: إن "خطة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمساعدة لبنان قد تتضمن فتح خطوط اعتماد مالية، ولبنان ليس قضية خاسرة، وتركُه يعني فتح ساحته للآخرين. وأسفت المصادر لأنه "بعد 6 أشهر لم تقم حكومة لبنان بأي إصلاح جوهري"، لكن مصدراً لبنانياً قلل من امكانية وجود خطة فرنسية في هذه المرحلة.

وكشفت أن "وزير الخارجية جان ايف لو دريان يحمل إلى بيروت رسالة تضامن مع شعبه ورسالة حزم إزاء سلطاته".

وأكدت المصادر أن "الحياد ليس موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحده"، مشددة على أن "موقفه موضع تقدير فرنسا".وأشارت إلى "أننا نناقش موضوع لبنان مع الأميركيين وشركائنا الخليجيين".

الى ذلك، ذكرت مصادر وزارية ورسمية معنية لـ"اللواء" ان زيارة الوزير الفرنسي الى بيروت هي مهمة بحد ذاتها بغض النظر عمّا يحمله الوزير لأنها دليل استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان من كل الجوانب.

واشارت المصادر الى انه المتوقع من زيارة لودريان إعلان دعم المدارس الفرنكوفونية حسبما ذكرت بعض المعلومات، ودعم طلب لبنان التجديد لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب من دون تغيير في مهامها وعديدها، وهو دعم تؤيده ايضا دول اوروبية اخرى. اما الدعم المالي والاقتصادي فلن يكون مباشراً ولن يحصل قبل حصول تقدم عملي واضح في برنامج الاصلاحات الحكومية، وسيتم البحث خلال الزيارة في ما انجزته الحكومة حتى الان وفي احتياجاتها وما يمكن ان تقدمه فرنسا سياسياً واقتصادياً. عدا ذلك لا معطيات واضحة عمّا سيحمله لودريان، وكل الكلام الذي نسمعه مجرد كلام إعلامي.

وقالت مصادر لبنانية معنية ان ثمة اجوبة جهزت كي تشكل ردا على استفسارات لودريان حول الخطوات الواجب اتخاذها من اجل الولوج لحل الأزمة في لبنان.

ومن المنتظر ان يعدد المسؤولون ما تم تنفيذه على صعيد بعض الخطوات وبعض المعوقات التي تحول دون السير بخطوات اخرى إصلاحية.

الحكومة: إلى ذلك، علمت "الجمهورية" انّ الجانب الحكومي سيركّز امام الضيف الفرنسي على ما يلي:

أولاً، التأكيد على جدية الحكومة في القيام بعملية إصلاحية شاملة، وانّ اتهامها بالبطء بالاصلاحات يُجافي حقيقة انّ الحكومة أنجزت جزءاً كبيراً من إصلاحات سيدر، من تعيينات، ومجلس ادارة كهرباء لبنان، والتحضير لتعيين الهيئات الناظمة بصورة متدرّجة في القطاعات التي حددها «سيدر»، وانها قامت بإنجازات كبيرة ضمن مدة قصيرة وقياسية، إن لجهة الوفاء بما وعدت به في بيانها الوزاري، او الاصلاحات الاضافية التي حققتها وأدرَجتها ضمن مجموعة من مشاريع القوانين وأحالتها الى مجلس النواب لإقرارها. ويُضاف ذلك الى ما تبذله لاحتواء الازمة الاقتصادية والمالية.

ثانياً، تأكيد لبنان على الحاجة الى «سيدر»، وانّ لبنان ماض في الخطوات، وكل المتطلبات الاصلاحية التي توفّر له الاستفادة منه. وهذا بالتأكيد يتطلب دعماً مباشراً وأكيداً من قبل الجانب الفرنسي.

ثالثاً، مساعدة لبنان في ملف النازحين السوريين، فهذا الملف مع تفاقم الازمة الاقتصادية والمالية صار عبئاً ثقيلاً ومُكلفاً جداً للدولة اللبنانية.

رابعاً، القيام بدور فرنسي فاعل على صعيد حشد الدعم الدولي للبنان، وتوفير المساعدات اللازمة له.

خامساً، انّ لبنان ماض في مفاوضات جادة مع صندوق النقد الدولي، وفق خطة للتعافي ويلتزم بكل مندرجاتها.، وذلك تَوصّلاً لبرنامج تعاون مع الصندوق.

سادساً، انّ الثابتة الاساس للحكومة اللبنانية هي عدم القبول قطعيّاً بأن يجوع الشعب اللبناني، وعلى هذا الاساس فإنّ لبنان منفتح على كل الخيارات والاتجاهات في الغرب والشرق، بما يمكّنه من توفير الدعائم لاقتصاده وحماية شعبه وماليته من الانهيار.

سابعاً، تأكيد لبنان على التمسّك بالقرار 1701 وبمهام قوات اليونيفيل.

حزب الله: من جهة أخرى، علمت "الأخبار" أن تواصلاً فرنسياً مع الحزب سبق الزيارة، ربما يكون تمهيداً للقاء يعقده وزير الخارجية الفرنسي مع وفد من حزب الله.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o