Jul 19, 2020 7:11 AM
صحف

رسالة إلى الخارجية الأميركية لإنقاذ لبنان من "قيصر"

تراهن الدبلوماسية اللبنانية في أميركا على عقلانية الإدارة الأميركية، كي لا تخنق لبنان كلياً بعقوبات قانون قيصر، لمنع دخول الدولار إلى النظام السوري.
بدأت السفارة اللبنانية في واشنطن الإعداد لحملة ضغط لإعفاء لبنان من العقوبات الأميركية التي فرضتها الولايات المتحدة على سوريا، وفق مقتضيات "قيصر". ووفق تأكيد مصادر دبلوماسية لـ"المدن"، توجه السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى، برسالة إلى الخارجية الأميركية، طالباً إعفاءات للبنان تتعلق بالكهرباء والترانزيت والمنتجات الزراعية.

الكهرباء والترانزيت

قانون قيصر يستهدف، في ما يستهدف، دخول الأموال إلى سوريا، لأنها تصب في نهاية المطاف بيد النظام السوري الذي تعمل أميركا على خنقه. ومن مصلحة لبنان طلب هذه الإعفاءات، لأن نحو 12 في المئة مما يستهلكه من الطاقة الكهربائية يستوردها من سوريا، ما يستدعي دفع ثمنها. وحركة ترانزيت المنتجات الزراعية اللبنانية إلى الدول العربية، تمر عبر سوريا وتدخّل لنظامها الدولار. فالحدود السورية - اللبنانية هي الوحيدة البرية للبنان. وعليه حتما دفع رسوم جمركية للنظام السوري، وبالتالي يضطر لبنان لدفعها له بالعملة الصعبة.

وفي حال عزوف لبنان عن التصدير يختنق، لأن الشحن البحري والجوي مكلفان جداً. وأكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، أنّ مشروع قانون قيصر "لا يجب أن يؤذي لبنان، بل فقط اللبنانيين الذين يريدون التعامل مع نظام الأسد، أو يبرمون صفقات نيابةً عنه".
 

لا لتضرر الأردن ولبنان

وفق المصادر، فتح شينكر الباب للبنان لإعادة النظر بمسألة الترانزيت، ويمكن إجراء إعفاءات على لبنان. والسفارة في واشنطن مستمرة بالضغط والمسألة تحتاج إلى وقت. وهي تتابع الأمر مع الخارجية الأميركية والكونغرس. وتتوقع تجاوب الإدارة الأميركية مع المطالب اللبنانية، رغم أن الدبلوماسيين اللبنانيين لم يلمسوا شيئاً رسمياً بعد.

الواضح في روحية قانون قيصر ممارسة الضغوط القصوى على النظام السوري. لكن تبعاته ليست على لبنان فحسب، بل إن الضرر يلحق الأردن أيضاً. وليس من مصلحة الأميركيين التسبب بأضرار جانبية تطال الأردن ولبنان، كما تتوقع المصادر.

المسألة متعلقة أيضاً بالمعايير المتبعة، ومن يربح الكباش في الإدارة الأميركية. فجناح الصقور والمتشددين يريد منع دخول دولار واحد للنظام السوري.
في المقابل، من المعروف أن إعفاء لبنان من "قيصر" في ما يتعلق بالترانزيت واستجرار الكهرباء، يدخل الدولار إلى النظام السوري. ولبنان بحاجة ماسة لهذه الإعفاءات. لذا ستقيّم الإدارة الأمريكية الوضع تقييماً عاماً ويشمل الوضع اللبناني ومدى سماحها بانهيار لبنان انهياراً تاماً، أو السماح له بالتنفس. وهنا، رهان الديبلوماسية اللبنانية على العقلانية في الإدارة الأميركية والسماح للبنان بمتنفس وعدم إطباق الحصار عليه كلياً.

المصدر: المدن

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o