Jul 16, 2020 6:39 AM
صحف

الكويت لم تشرْ الى إمكان تقديم ودائع مالية للبنان... وبري يدعو الى الانفتاح العربي

أفادت معلومات "الجمهورية"، إلى إنّ النتائج التي ترتبت على ‏طرق الباب الكويتي سعياً لمساعدات مالية وعينيّة، لم تكن مرضية ‏للجانب الحكومي.‏ وقالت مصادر ديبلوماسية معنية بالشأن الكويتي لـ"الجمهورية": ‏‏"الكويت لم تشرْ لا من قريب أو بعيد الى إمكان تقديم هبات او ودائع ‏مالية للبنان. بعض اللبنانيّين استعجلوا بهذه الفرضيات التي لا ‏نعتبرها بريئة، بل انّ الكويت وانطلاقاً من حرصها على استقرار لبنان، ‏وما تكنّه من عواطف اخوّة للبنان، راغبة في مد اليد العون للبنان، ‏ومحادثات اللواء عباس ابراهيم مع المسؤولين الكويتيين تناولت كلّ ‏الابواب التي يمكن للكويت ان تساعد فيها، وخصوصاً في مجال ‏المشتقات النفطية، وقد تلقّى وعداً بالاستجابة الى ما يطالب به ‏لبنان، وهذا الامر بطبيعة الحال يتطلب متابعة وبعض الدراسة، كما ‏يتطلب في الوقت نفسه ان تبادر الحكومة اللبنانية الى اجراء ‏اصلاحات تخفف من خلالها وطأة الازمة على لبنان".‏
‏ ‏
ولم تستبعد المصادر حصول تواصل جديد بين الكويت ولبنان في ‏فترة لاحقة، وقالت: "الايام القليلة المقبلة ستشهد تدفقاً للسياح ‏الكويتيين الى لبنان، وهو ما ابلغه السفير الكويتي في لبنان عبد ‏العال القناعي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في زيارته الاخيرة له ‏في عين التينة".‏

وكان اللواء ابراهيم قد وضع الرئيس بري في اجواء محادثاته في ‏الكويت. وقالت مصادر عين التينة لـ"الجمهورية"، انّ الاجواء التي ‏نقلها اللواء ابراهيم ايجابية ومشجعة، وعكست حرصاً كويتياً اكيداً على ‏لبنان.‏
‏ ‏
ورداً على سؤال قالت المصادر، انّ رئيس المجلس يرى انّ من ‏الضروري جداً ان تتكثف حركة الاتصالات والرسل في اتجاه الاشقاء ‏العرب، وهو حتى الآن ما زال مؤملاً في انّه لا بدّ من ان يكون هناك ‏انفتاح عربي.‏

قالت مصادر وزارية قريبة من رئيس الحكومة ‏لـ"الجمهورية"، انّ الحكومة راغبة في الانفتاح على كل الاشقاء العرب، ‏وهي مقتنعة ومدركة تمام الادراك انّ الاشقاء لن يتركوا لبنان.‏
‏ ‏
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت الحكومة تأمل في ان تلقى مبادرات ‏سريعة من الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، تخفف من ‏وطأة الازمة، قالت المصادر: "يجب ان نعترف انّ كل ذلك متوقف ‏على كلمة واحدة من الاميركيين، وهذا الامر لم يحصل حتى الآن".‏

لا مساعدات: من جهة أخرى، أكدت مصادر بارزة في قوى المعارضة لـ "السياسة"، أن "حملات الهجوم التي يقوم بها رئيس الحكومة حسان دياب على خصومه، إنما تأتي انطلاقاً من مقولة أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، وبالتالي فإنه أمام كل هذه الحملات التي تتعرض لها الحكومة بسبب عجزها وفشلها، ارتأى دياب وحيداً أن يبادر إلى الدفاع عن حكومته التي لم تعد نفسها تتحمل تبعات انقساماتها الداخلية، بعدما سبق لعدد من الوزراء أن أعلن عن رغبة بالاستقالة".

وسألت المصادر، "كيف يسمح الرئيس دياب لنفسه القول إن هناك مؤامرة تستهدف حكومته، فيما يعلم الجميع أن أداء هذه الحكومة أساء إلى علاقات لبنان العربية والأجنبية، وجعل لبنان يعيش عزلة خارجية، تحدث عنها بإسهاب البطريرك بشارة الراعي، محذراً من عواقبها؟".

ونقلت المصادر كما أبلغت "السياسة"، عن أوساط دبلوماسية عربية، أن "لا مبادرات عربية أو خليجية الآن لمساعدة لبنان، باعتبار أن الظروف السياسية غير مؤاتية"، مشددة على "أنه كان الأجدى بلبنان أن يساعد نفسه قبل أن يطلب مساعدة الآخرين"، ومؤكدة أن "التحركات التي يقوم بها عدد من السفراء العرب في لبنان، مجرد محاولات للبحث عن مخارج من الوضع الراهن، تعتمد كلها على ماذا يمكن أن يقدم عليه لبنان من إجراءات تعيد الثقة بمؤسساته، ليحصل على مساعدة الآخرين"

مساعدات عينية: بحسب معلومات "الشرق الاوسط"، أبدت الكويت استعدادها لإرسال مساعدات عينية للبنان، ‏من أدوية ومستلزمات طبية ومواد غذائية، ووعدت بأن يدرس مجلس الوزراء ‏الكويتي طلب لبنان تزويده بالمشتقات النفطية، استناداً إلى الاتفاقية المعقودة بين ‏البلدين، والتي ينتهي مفعولها في نهاية العام الحالي، على أن يصار إلى تمديدها ‏لسنة أو سنتين، مع تمني لبنان تقديم تسهيلات لتسديد فاتورة الاستيراد، نظراً ‏للظروف الصعبة التي يمر بها. ولفتت مصادر مواكبة للأجواء التي سادت ‏محادثات اللواء إبراهيم في الكويت، إلى أنها تطرقت إلى علاقات لبنان بعدد من ‏الدول العربية التي تمر حالياً بحالة من الفتور، وقالت إن المسؤولين في الكويت ‏رأوا أن مهمة تطبيع العلاقات اللبنانية - العربية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية، ‏شرط أن تلتزم سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الدائرة في المنطقة، وألا ‏تقحم نفسها في التجاذبات الإقليمية والدولية، وألا تسمح باستخدام لبنان ساحة ‏لتصفية الحسابات ومنصة لتوجيه الاتهامات إلى عدد من الدول العربية، في ‏إشارة مباشرة إلى "حزب الله‎".

واعتبرت المصادر نفسها أن رئيس الحكومة ليس مضطراً لاتهام شخصية ‏حزبية بتحريض بعض الدول العربية لقطع الطريق على مساعدة لبنان، وقالت ‏لـ"الشرق الأوسط" إنه كان في غنى عن توجيه مثل هذه الاتهامات التي يراد ‏منها صرف الأنظار عن إخفاق الحكومة في توفير الحد الأدنى من الحلول ‏لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي، ورأت أن هناك جهات لا تنتمي إلى ‏المعارضة أبدت استغرابها لما نُسب إلى دياب في جلسة مجلس الوزراء. ونقلت ‏عن قطب نيابي بارز قوله إن دياب أخطأ في التوقيت، وألا مبرر لهذه الاتهامات ‏التي لا تخدم معاودة الانفتاح على الدول العربية؛ خصوصاً أنه لم يقرن أقواله ‏ببراهين ملموسة‎.

وفي هذا السياق قال مصدر دبلوماسي عربي بارز في بيروت، فضل عدم ‏الكشف عن اسمه، بأنه لا يصدق أن يعاود الرئيس دياب توزيع اتهاماته غامزاً ‏في قنوات بعض الدول العربية، وعزا السبب إلى أنه لا يعقل لرئيس حكومة ‏لبنان أن يتهم شخصية حزبية لبنانية بمواصلة التحريض على حكومته، وسأل: ‏‏"من قال له بأن الدول العربية أو تلك التي يشير إليها مواربة تتلقى أوامرها ‏وتوجيهاتها من بيروت وتلتزم بما يملى عليها؛ خصوصاً أن ما ينسب لدياب ‏يشكل إساءة لعلاقات لبنان العربية التي تحرص على استقراره وعودته للانضمام ‏ضمن المجموعة العربية؟". وتمنى المصدر الدبلوماسي على دياب أن يبادر إلى ‏تصويب موقفه؛ لأن ما نقل عنه لا يمت إلى الحقيقة بصلة، والدول العربية ‏صاحبة قرار سيادي، وبالتالي عليه الاعتذار من هذه الدول كما اعتذر سابقاً من ‏السفيرة الأميركية‎.

وقال المصدر إن بعض الدول العربية ليست مسؤولة عن تعثر المفاوضات مع ‏صندوق النقد الدولي، وعن ترحيل البحث في الاستراتيجية الدفاعية، وإلحاق ‏لبنان بهذا المحور أو ذاك، وإعاقة الإفادة من مؤتمر "سيدر" للنهوض بلبنان ‏من أزماته المالية والاقتصادية، إضافة إلى جر لبنان لاشتباك سياسي مع ‏المجتمع الدولي لا مبرر له، وكان يمكن الإفادة من دعمه‎.‎.

.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o